»اﻟﻐﺎردﻳﺎن«: ﺷﻌﺒﻴﺔ »ﺣﻤﺎس« ﻓﻲ ﺗﺰاﻳﺪ وﺳﻂ اﻟﻴﻤﺎت اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎن
اﳌﻨﺎﺻﺮون ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﻳﺤﺘﻔﻮن ﺑﺮﻣﻮز اﳌﻘﺎوﻣﺔ ﻓﻲ ﻏﺰة
ﻧﺸــﺮت ﺻﺤﻴﻔﺔ "اﻟﻐﺎردﻳﺎن" ﺗﻘﺮﻳــﺮا اﻋﺪﺗﻪ ﺳــﻴﻤﻮﻧﺎ ﻓﻮﻟﺘﲔ ﻣﻦ ﺑﺮج اﻟﺒﺮاﺟﻨــﺔ ﻓﻲ ﺑﻴﺮوت ﻗﺎﻟــﺖ ﻓﻴــﻪ إن ﺗﺄﺛﻴــﺮ "ﺣﻤــﺎس" ﻳﺘﺰاﻳــﺪ ﺑﲔ ﻓﻠﺴــﻄﻴﻨﻴﻲ ﻟﺒﻨﺎن. وأﺿﺎﻓــﺖ أن اﳌﺜﻠﺚ اﻷﺣﻤﺮ اﳌﻘﻠــﻮب ﻣﻮﺟــﻮد ﻓــﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎن، ﻣﺮﺳــﻮم ﻋﻠﻰ اﳉﺪران وﻣﺮﺷــﻮش ﻋﻠﻰ أﺑــﻮاب اﳌﺘﺎﺟﺮ، وﻫﻮ ﻣﻮﺿﻮع داﺋﻢ ﻳﺮﺷــﺪ اﻟﺰوار ﺧﻼل اﻷزﻗﺔ اﻟﻀﻴﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﺴﻢ ﻣﺨﻴﻢ ﺑﺮج اﻟﺒﺮاﺟﻨﺔ ﻓﻲ ﺑﻴﺮوت.
وﻳﻈﻬﺮ اﳌﺜﻠﺚ ﺑﺸــﻜﻞ داﺋﻢ ﻓﻲ أﺷﺮﻃﺔ اﻟﻔﻴﺪﻳﻮ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺸــﺮﻫﺎ "ﺣﻤﺎس"، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﻘــﻮم ﻣﻘﺎﺗﻠﻮﻫﺎ ﲟﻬﺎﺟﻤﺔ دﺑﺎﺑﺔ إﺳــﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﻏــﺰة. وﺗﻘﻮل إن اﻻﻧﺘﺸﺎر اﳉﺪﻳﺪ ﻟﻠﺸــﻌﺎر ﻓﻲ اﻟﻴﻢ اﻟﺬي ﻳﺒﻌﺪ 170 ﻣﻴــﻼ ﻋﻦ ﺑﻴــﺮوت إﻟﻰ اﻟﺘﺤــﻮل ﻓﻲ ﻣﻮاﻗﻒ اﻟﺮأي اﻟﻌﺎم ﻣﻦ اﻟﻜﻔﺎح اﳌﺴﻠﺢ.
وﺗﻘﻮل ﻧﻬﺎﻳﺔ أﻳﻬﻢ إﺑﺮاﻫﻴﻢ، 25 ﻋﺎﻣﺎ واﻟﺮﺳﺎﻣﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺰﻳﻦ ﻟﻮﺣﺎﺗﻬﺎ ﺟﺪران اﻟﻴﻢ "ﻧﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﻔﺨﺮ وﺻﺮﻧــﺎ أﻛﺜﺮ وﻋﻴــﺎ ﺑﺎﻟﻘﻀﻴﺔ". وﻣــﻦ اﻟﻠﻮﺣﺎت اﳉﺪارﻳــﺔ اﻟﺘــﻲ رﺳــﻤﺘﻬﺎ ﺗﻈﻬــﺮ ﻣﻈﻠﻴــﲔ ﻓﻲ اﺳــﺘﻌﺎدة ﻟﻠﺪراﺟﺎت اﻟﺸﺮاﻋﻴﺔ ﳌﻘﺎﺗﻠﻲ "ﺣﻤﺎس" وﻫﻢ ﻳﻬﺒﻄــﻮن داﺧﻞ إﺳــﺮاﺋﻴﻞ ﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻫﺠﻮم 7 ﺗﺸــﺮﻳﻦ اﻷول/أﻛﺘﻮﺑﺮ. وﻓﻲ ﻟﻮﺣﺔ أﺧﺮى ﺗﺼﻮر اﳌﺘﺤﺪث ﺑﺎﺳــﻢ اﳉﻨﺎح اﻟﻌﺴــﻜﺮي ل"ﺣﻤﺎس"، أﺑﻮ ﻋﺒﻴﺪة اﳌﻠﺜﻢ ﺑﺎﻟﻜﻮﻓﻴﺔ اﻟﻔﻠﺴــﻄﻴﻨﻴﺔ. وﻗﺎﻟﺖ إﺑﺮاﻫﻴــﻢ: "ﻧﺤﻦ ﻣﻌﻬــﻢ، رﻏﻢ ﻣﺎ ﺣــﺪث ﻓﻲ ﻏﺰة ورﻏــﻢ اﻟﻀﺤﺎﻳﺎ". وﺗﻀﻴــﻒ اﻟﺼﺤﻴﻔﺔ أن ﻣﺌﺎت اﻵﻻف ﻣﻦ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﲔ ﻋﻠﻘﻮا ﻣﺨﻴﻤﺎت اﻟﻼﺟﺌﲔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎن، ﺑﺪون ﺟﻨﺴﻴﺔ وﺗﻌﺮﺿﻮا ﻟﻠﺘﻬﻤﻴﺶ ﻣﻦ دوﻟﻬﻢ اﳌﻀﻴﻔﺔ وﺑﻼ أي ﻣﻨﻈﻮر ﻟﻠﻤﺴﺘﻘﺒﻞ.
إﺣﻴﺎء اﻷﻣﻞ
وﺣﺘﻰ وﻗﺖ ﻗﺮﻳــﺐ ﻛﺎﻧﺖ ﺟــﺪران اﻟﺒﻨﺎﻳﺎت اﳌﺘﺪاﻋﻴﺔ ﲢﻤﻞ ﺷــﻌﺎرات ﺟﺪارﻳﺔ ﺑﺎﻫﺘﺔ، ﻛﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻗﻀﻴــﺔ أﺻﺒﺤﺖ ﻣﻦ اﳌﺎﺿــﻲ. إﻻ أن ﻫﺠﻮم "ﺣﻤﺎس" ﻋﻠﻰ إﺳﺮاﺋﻴﻞ وﻣﺎ أﻋﻘﺒﻪ ﻣﻦ ﺣﺮب ﻋﻠﻰ ﻏﺰة أﺣﻴﺎ اﻵﻣﺎل ﺑﺪوﻟﺔ ﻓﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ وﺣﻠﻢ اﻟﻌﻮدة إﻟﻰ اﻷرض اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻴﺶ ﻓﻘﻂ ﻓﻲ اﻟﺬﻛﺮﻳﺎت اﻟﺒﻌﻴﺪة ﻟﻠﺠﻴﻞ اﻟﻘﺪﱘ.
وﺗﻘــﻮل إﺑﺮاﻫﻴﻢ: "ﻛﺎن اﳉﻴــﻞ اﻟﻘﺪﱘ ﻫﻮ ﻣﻦ ﻳﺘﺤﺪث ﻋﻦ ﻓﻠﺴــﻄﲔ". وإﺑﺮاﻫﻴﻢ اﻟﺘﻲ وﻟﺪت ﻓﻲ اﻟﻴﻢ ﻫﻲ ﺟﺰء ﻣﻦ ﺟﻴﻞ ﺗﺮك اﻟﺴﻴﺎﺳــﺔ ﻟﻠﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﻓﻴﺮ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎت اﳊﻴﺎة. ﻟﻜﻦ ﺟﻴﻠﻬﺎ ﻳﺸــﻌﺮ ﺑﺎﻟﺘﺤﻔﻴــﺰ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻟﻢ ﺗﻈﻬﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ. وﺗﻘﻮل إﺑﺮاﻫﻴﻢ "ﻟﺪﻳﻚ أوﻻد ﻣﺎ ﺑﲔ اﻟﻌﺎﺷــﺮة واﳋﺎﻣﺴﺔ ﻋﺸــﺮة ﻣﻦ اﻟﻌﻤــﺮ ﻳﺘﺤﺪﺛــﻮن ﻋﻤﺎ ﻳﺠــﺮي ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻄﲔ".
وأﺻﺒﺤﺖ اﳊﺮب اﻟﺸــﻐﻞ اﻟﺸــﺎﻏﻞ ﻟﺴﻜﺎن اﻟﻴﻢ، ﻓﻔﻲ زﻳﺎرة ﻗﺮﻳﺒﺔ ﻟﻪ، ﺷﺎﻫﺪت اﻟﺼﺤﺎﻓﻴﺔ اﻷﻃﻔﺎل وﻫــﻢ ﻳﻠﻌﺒﻮن أﻟﻌﺎب اﳊﺮب ﻣﺴــﻠﺤﲔ ﺑﺒﻨــﺎدق ﺑﻼﺳــﺘﻴﻜﻴﺔ، ﺣﻴــﺚ ﻛﺎن ﻳﺮﻛﻀﻮن ﻓﻲ اﻟﺸــﻮارع اﳌﻜﺘﻈﺔ ﺑﺎﻟﺴــﻜﺎن وﻳﺨﺘﺒﺌﻮن ﺧﻠﻒ اﻟﺰواﻳﺎ اﳌﺮﺳــﻮم ﻋﻠﻴﻬﺎ اﳌﺜﻠﺚ اﻷﺣﻤﺮ. أﻣﺎ اﻟﻜﺒﺎر، ﻓﺠﻠﺴــﻮا ﻓﻲ اﳌﻘﺎﻫﻲ ﻳﻠﻌﺒﻮن اﻟﻮرق وﻳﺘﺎﺑﻌﻮن ﺗﻐﻄﻴﺔ اﳊــﺮب ﻓﻲ ﻏــﺰة. وﺗﺰاﻳــﺪ اﻟﺘﻮﺗﺮ ﻋﻠﻰ اﳊﺪود اﻹﺳــﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ - اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴــﺔ ﺣﻴﺚ ﻳﺘﺒﺎدل ﺣﺰب اﻟﻠﻪ إﻃﻼق اﻟﻨﺎر ﻣﻊ اﳉﻴﺶ اﻹﺳــﺮاﺋﻴﻠﻲ وﺑﺸــﻜﻞ ﻳﻮﻣﻲ. وﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟــﺬي ﺻﻨﻔﺖ ﻓﻴﻪ اﻟﺪول اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ "ﺣﻤــﺎس" ﻛﻤﻨﻈﻤﺔ إرﻫﺎﺑﻴﺔ إﻻ أن اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﲔ ﻳﻨﻈﺮون إﻟﻴﻬﺎ ﺑﺤﺮﻛﺔ اﳌﻘﺎوﻣﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮم ﺑﺤﺮب ﻣﺸﺮوﻋﺔ ﺿﺪ اﻻﺣﺘﻼل اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ.
وﻻ ﻳﺘــﻢ اﻟﻨﻈﺮ إﻟﻰ ﻫﺠﻮم 7 ﺗﺸــﺮﻳﻦ اﻷول/ أﻛﺘﻮﺑــﺮ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻋﻤــﻞ إرﻫﺎﺑﻲ ﺑــﻞ وﻋﻤﻞ ﻣﻠﻬﻢ ﻟﻜﺴــﺮ ﻗﻴﻮد اﻟﺴــﺠﻦ. وأﺻﺒﺢ اﳌﺜﻠــﺚ اﻷﺣﻤﺮ واﻟﺪراﺟﺎت اﻟﺸــﺮاﻋﻴﺔ وﺻﻮرة أﺑﻮ ﻋﺒﻴﺪة ﺟﺰءا ﻣﻦ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ، ﺗﺰﻳﻦ اﻟﺼﻨﺎدﻳﻖ واﻟﻘﻤﺼﺎن وأﻛﻮاب اﻟﻘﻬﻮة، وﲡﺎوز اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﻬﺎ اﻟﺘﻤﻌﺎت اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ. وﺗﺮى إﺑﺮاﻫﻴﻢ أن دﻋﻢ اﳌﻘﺎوﻣﺔ ﻫﻮ "أﺧﻼﻗﻲ" وﻟﻴﺲ ﺳﻴﺎﺳﻴﺎ، ﻓﻔﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي ﺗﻈﻬﺮ ﻓﻴﻪ ﺻﻮرة أﺑﻮ ﻋﺒﻴﺪة ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﺟﺰء ﻣﻦ اﻟﺘﻀﺎﻣﻦ ﻣﻊ اﳌﻘﺎﺗﻠــﲔ ﻓﻲ اﳌﻴــﺪان، إﻻ أن ﺻــﻮر اﻟﻘﻴﺎدة اﻟﺴﻴﺎﺳــﻴﺔ ل"ﺣﻤﺎس" ﻓﻲ ﻗﻄﺮ ﻏﺎﺋﺒــﺔ. وﺗﻘﻮل ﻣﺎري ﻗﺮﻃﻢ، اﻟﺒﺎﺣﺜﺔ ﻓﻲ اﳌﻌﻬﺪ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻟﻠﺸﺮق اﻷدﻧﻰ إن "اﻟﻨﺎس ﻳﻔﺮﻗﻮن ﺑﺸﻜﻞ ﺟﻴﺪ ﺑﲔ اﳉﻨﺎح اﻟﻌﺴــﻜﺮي ﳊﺮﻛﺔ "ﺣﻤﺎس" واﳌﻜﺘﺐ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ"، ﻣﻀﻴﻔﺔ أن اﻟﺘﻐﻴﺮ اﳌﺆﻗﺖ ﻓﻲ اﻟﺪﻋﻢ ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﺗﻐﻴﺮا داﺋﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﻮﻻءات اﻟﺴﻴﺎﺳــﻴﺔ. وﻣــﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ، دﻋﻢ ﺳــﻜﺎن اﻟﻴﻤــﺎت ﺣﺮﻛﺔ ﻓﺘﺢ، ﻣﻨﺎﻓﺴــﺔ "ﺣﻤﺎس" واﻟﺘﻲ ﺗﺪﻳﺮ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻓﻲ رام اﻟﻠﻪ وﻛﺬا ﻣﺨﻴﻤــﺎت اﻟﻼﺟﺌﲔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎن. وﻳﻈﻞ ﻣﻮﻗﻔﻬــﺎ اﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻲ ل"ﻓﺘــﺢ" أﻛﺜﺮ ﻗﺒﻮﻻ ﻣﻦ ﻋﻘﻴﺪة "ﺣﻤﺎس" اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ، ﻛﻤﺎ ﺗﻘﻮل اﻟﺼﺤﻴﻔﺔ. ﻟﻜﻦ ﻓﺘﺢ واﺟﻬﺖ ﺗﺮاﺟﻌﺎ ﺑﺴﺒﺐ اﺗﻬﺎﻣﺎت اﻟﻔﺴﺎد وﻓﺸــﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﲢﻘﻴﻖ وﻋﻮد اﺗﻔﺎﻗﻴﺎت أوﺳﻠﻮ ﻋﺎم .1993 وﻳﺸﺘﻜﻲ ﺳﻜﺎن اﻟﻴﻤﺎت اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ﻣﻦ ﻋﺪم ﲢﺴﲔ ﻓﺘﺢ ﻇﺮوف اﳊﻴﺎة ﻓﻲ ﻣﺨﻴﻤﺎﺗﻬﻢ أو أﺳﻬﻤﺖ ﻓﻲ ﲢﻘﻴﻖ ﺣﻘﻮﻗﻬﻢ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻣﺜﻞ اﻟﻌﻤﻞ أو ﲤﻠﻚ اﻟﻌﻘﺎرات.
»ﻓﺮﺻﺔ ﳑﺘﺎزة
وﺗﺨﺼﺺ اﻟﺴــﻠﻄﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ 15 ﻣﻠﻴﻮن دوﻻر ﺷــﻬﺮﻳﺎ ﻟﻠﻤﺨﻴﻤﺎت ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎن، ﻟﻜﻦ ﻣﻌﻈﻤﻬﻢ ﻳﻨﻔﻖ ﻋﻠﻰ ﺷــﺒﻜﺔ اﻟﺮﻋﺎﻳﺔ اﻟﺘﺎﺑﻌــﺔ ﻟﻔﺘﺢ وﻟﻴﺲ ﺗﻘﺪﱘ اﳋﺪﻣﺎت، ﺣﺴــﺐ ﻣﺴﺆول. وﺳــﻤﺤﺖ اﻟﻈﺮوف اﻟﺒﺎﺋﺴﺔ ﻓﻲ اﻟﻴﻤﺎت وﺳﻴﺎﺳﺔ اﻷرض اﶈﺮوﻗﺔ اﻟﺘﻲ ﲤﺎرﺳﻬﺎ إﺳــﺮاﺋﻴﻞ ﻓﻲ ﻏﺰة ل"ﺣﻤﺎس" ﻛﻲ
ﺗﻌﺰز ﻣﻮﻗﻌﻬﺎ ﻓــﻲ اﻟﻴﻤﺎت ﻋﻠﻰ ﺣﺴــﺎب ﻓﺘﺢ. وﺗﻌﻠﻖ ﻗﺮﻃﻢ ﻣﻦ اﳌﻌﻬﺪ اﻟﻔﺮﻧﺴــﻲ: "ﻫﺬه ﻓﺮﺻﺔ ﳑﺘــﺎزة ل"ﺣﻤﺎس" ﻛﻲ ﺗﺒﻨﻲ ﻗﺎﻋﺪة ﺷــﻌﺒﻴﺔ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻴﻤﺎت". وﻟﻢ ﺗﻜﺸــﻒ "ﺣﻤﺎس" ﻋﻦ ﺟﻬﻮد اﻟﺘﺠﻨﻴﺪ ﻓــﻲ اﻟﻴﻤﺎت، ﺧﺸــﻴﺔ ﺗﻨﻔﻴﺮ اﳊﻜﻮﻣﺔ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ أو ﲢﻮﻳﻞ اﻟﻴﻤﺎت إﻟﻰ ﻫﺪف إﺳﺮاﺋﻴﻞ، إﻻ أﻧﻬﺎ اﺳﺘﺜﻤﺮت "ﺣﻤﺎس" اﻟﺸﺒﺎن اﳉﺪﻳﺪ. وﻗﺎل ﻣﺴــﺆول ل"ﺣﻤــﺎس" ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺻﻴــﺪا، ﺟﻨﻮب ﻟﺒﻨــﺎن، إن ﻣﺌﺎت ﻣﻦ اﻟﺸــﺒﺎب اﺗﺼﻠــﻮا ﺑﻪ ﻓﻲ اﻷﺷﻬﺮ اﻷﺧﻴﺮة وأﻋﺮﺑﻮا ﻋﻦ اﺳﺘﻌﺪادﻫﻢ ﻟﻠﻘﺘﺎل
و"ﻳﺮﻳﺪون ﻣﻨﺎ ﺗﺰوﻳﺪﻫﻢ ﺑﺎﻟﺴــﻼح، ﺣﺘﻰ ﻳﺬﻫﺒﻮا إﻟﻰ ﻓﻠﺴــﻄﲔ ﻣﻦ ﺟﻨــﻮب ﻟﺒﻨﺎن وﻗﺘــﺎل اﻟﻜﻴﺎن اﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻲ وﺑﻌﺪﻣﺎ ﺷﺎﻫﺪوا ﻣﻦ ﻣﺠﺎزر".
وﻓــﻲ ﺻﻴﺪا، أﻛﺒﺮ ﻣﺨﻴﻢ ﻓﻠﺴــﻄﻴﻨﻲ وﻫﻮ ﻋﲔ اﳊﻠﻮة اﻟﺬي ﻳﺴــﻜﻦ ﻓﻲ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ 120,000 ﻧﺴﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺴــﺎﺣﺔ ﻻ ﺗﺘﺠﺎوز ﻧﺼﻒ ﻛﻴﻠــﻮ ﻣﺘﺮ ﻣﺮﺑﻊ. وﻗــﺎل ﻣﻘﺎﺗﻞ ﻓﻲ "ﺣﻤــﺎس" رﻓﺾ اﻟﻜﺸــﻒ ﻋﻦ ﻫﻮﻳﺘﻪ إن ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻌﺒﺌﺔ ﺑﺪأت ﻓﻲ اﻟﻴﻢ ﺑﻌﺪ اﻧﺪﻻع ﺣﺮب ﻏﺰة، ﺣﻴــﺚ اﺻﻄﻒ اﻟﺸــﺒﺎب ﻟﻼﻧﻀﻤﺎم إﻟﻰ ﺣﺮﻛﺔ "ﺣﻤــﺎس". وﻗﺎل أﺣﺪ اﳌﺘﻄﻮﻋﲔ اﻟﺬﻳﻦ اﻧﻀﻤﻮا ﺑﻌﺪ ﻫﺠﻤﺎت ﺗﺸــﺮﻳﻦ اﻷول/أﻛﺘﻮﺑﺮ إﻧﻬﻢ "ﻳﻌﻠﻤﻮﻧﻨﺎ ﺣﻮل اﻷﺳــﻠﺤﺔ وﺗﻔﻜﻴﻜﻬﺎ وﲡﻤﻴﻌﻬﺎ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ"، وﻗﺎل "ﺳﻴﻜﻮن ﺷﺮﻓﺎ اﻟﻘﺘﺎل". وﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺠﻨﻴــﺪ ل"ﺣﻤــﺎس" ﺗﺄﺧــﺬ وﻗﺘﺎ، ﺣﻴــﺚ ﺗﺒﺪأ ﺑﺎﻟﺘﺜﻘﻴﻒ دﻳﻨﻴﺎ واﻟﻔﺤﺺ اﻷﻣﻨﻲ وﻳﺘﻢ اﻟﺘﺪرﻳﺐ ﺧﺎرج اﻟﻴﻤﺎت ﺑﺎﻟﺘﻨﺴﻴﻖ ﻣﻊ ﺣﺰب اﻟﻠﻪ.
وﺗﻈﻞ اﻟﺘﻌﺒﺌــﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﺜﺎر ﺟــﺪل ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎن وﺑﺨﺎﺻــﺔ أن اﻷﺣﺰاب اﳌﺴــﻴﺤﻴﺔ اﻟﺘــﻲ واﻟﺖ إﺳــﺮاﺋﻴﻞ أﺛﻨﺎء اﳊﺮب اﻷﻫﻠﻴﺔ ﺗﻌﺎرض أي دﻣﺞ ﻟﻠﻔﻠﺴــﻄﻴﻨﻴﲔ ﻓﻲ اﻟﺘﻤﻊ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ، ﺧﺸــﻴﺔ أن
ﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻮازن اﻟﻄﺎﺋﻔﻲ. وﻗﺎل ﺑﺎﺳﻞ اﳊﺴﻦ، ﻣﺴــﺆول ﳉﻨﺔ اﳊﻮار اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ - اﻟﻔﻠﺴــﻄﻴﻨﻲ "ﻋﻘﺪﻧﺎ ﻧﻘﺎﺷــﺎت ﻋﺪة ﻣﻊ "ﺣﻤﺎس" ﻫﻨﺎ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎن ﻟﻜــﻲ ﺗﺘﻮﻗﻒ"، ﻓــﻲ إﺷــﺎرة ﳉﻬــﻮد اﳊﻜﻮﻣﺔ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴــﺔ اﳊﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﺠﻨﻴــﺪ. وأﺿﺎف: "ﻗﻠﻨﺎ إن ﻟﺪﻳﻨﺎ ﺳﻴﺎدة وﻫﻨﺎك ﻋﺐء اﻟﺘﺪاﻋﻴﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﻮﺿﻊ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧــﻲ". ﻟﻜــﻦ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﺘﺠﻨﻴﺪ ﺳــﺘﺘﻮاﺻﻞ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮل اﳊﺴــﻦ ذﻟﻚ أن "اﳌﻌﺎﻧﺎة ﻛﺒﻴﺮة وﻳﺮﻛﺰ اﻟﺮأي اﻟﻌﺎم ﺑﲔ اﻟﻔﻠﺴــﻄﻴﻨﻴﲔ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا أﻛﺜﺮ ﻣﻦ أي ﻣﻮﺿﻮع آﺧﺮ".