اﻷﱈ اﳌﺘﺤﺪة ﲢﺬر: اﻟﻨﺰوح اﻟﺪاﺧﻠﻲ ﻓﻲ اﻟﺴﻮدان ﻳﻬﺪد اﻟﻘﻄﺎع اﻟﺰراﻋﻲ ﳑﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﺧﻄﺮ ﺣﺪوث ﻣﺠﺎﻋﺔ

- ب:

■ﺑﻮرﺳــﻮدان أ ف ﲢﺬر اﻷﱈ اﳌﺘﺤﺪة ﻣﻦ أن » ﻣﻠﺢ« اﻟﺘﺤــﺮكاﻵنأﻣــﺮ ﻓﻲاﻟﺴــﻮدانﺣﻴﺚﻳﻘﺘﺮب ﻣﻮﺳــﻢ اﻟﺒﺬار، ﻓﻴﻤﺎ ﺑﺎﺗﺖ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣــﻦ اﳌﺰارع ﻣﻬﺠﻮرة اﻟﻌﺎﻟــﻢ« إﺛــﺮ»أﻛﺒﺮأزﻣﺔﻧﺰوحﻓﻲ ﳒﻤﺖﻋﻦاﳊﺮب اﳌﺴــﺘﻤﺮة ﻣﻨــﺬ ﻋﺎم ﺑــﲔ اﳉﻨﺮاﻟــﲔ اﳌﺘﺼﺎرﻋﲔ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻠﻄﺔ. واﻟﺼﻤﻮد«

ﻳﺆﻛﺪ رﻳﻦ ﺑﻮﻟﺴﻦ، ﻣﺪﻳﺮ »ﻣﻜﺘﺐ اﻟﻄﻮارئ اﻟﺘﺎﺑﻊ ﳌﻨﻈﻤﺔ اﻷﱈ اﳌﺘﺤــﺪة ﻟﻸﻏﺬﻳﺔ واﻟﺰراﻋﺔ »ﻓﺎو«، ﻟﻔﺮاﻧﺲ ﺑﺮس أن »ﻫﻨﺎك ﺟﻤﺎﻋﺎت ﻣﻌﺮﺿﺔ ﳋﻄﺮ اﻟﺎﻋﺔ اﻟﺴــﻮدان«. ﻓﻲﻛﻞأﻧﺤﺎء وﻳﻀﻴــﻒأن»اﻟﻮﺿﻊﺣﺮج )ﻏﺮب( )ﺟﻨﻮب(«. ﺑﺼﻔﺔﺧﺎﺻﺔﻓﻲدارﻓﻮر وﻓﻲﻛﺮدﻓﺎن اﻟﻌﺎﳌﻲ«

وﻳﻮﺿﺢﻣﺪﻳﺮ»ﺑﺮﻧﺎﻣﺞاﻟﻐﺬاء ﻓﻲاﻟﺴﻮدان، إدي رو، أن ﻛﻤﻴــﺔ اﻟﻐﺬاء اﳌﺘﻮاﻓﺮة ﻓــﻲ دارﻓﻮر، ﺣﻴﺚ %78 ﻳﻌﻴﺶ رﺑﻊ اﻟـ84 ﻣﻠﻴﻮن ﺳــﻮداﻧﻲ، »أﻗﻞ ﺑﻨﺴﺒﺔ اﳌﺎﺿﻲ«. ﻋﻠﻰ اﻻﻗﻞ ﻋﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻌﺎم

وﻗــﺎل ﻣﻜﺘــﺐ اﻷﱈ اﳌﺘﺤﺪة ﻟﻠﺸــﺆون اﻹﻧﺴــﺎﻧﻴﺔ »أوﺗﺸــﺎ«، ﻓــﻲ ﺗﻘﺮﻳــﺮ، إن اﻟﺴــﻮدان »ﻳﺸــﻬﺪ أزﻣﺔ إﻧﺴــﺎﻧﻴﺔ ذات أﺑﻌﺎد أﺳــﻄﻮرﻳﺔ ﺑﻜﻞ اﳌﻘﺎﻳﻴﺲ ﻓﻲ ﺣﺠﻢ اﻻﺣﺘﻴﺎﺟﺎت اﳌﺘﺼﺎﻋــﺪة، وأﻋــﺪاد اﻟﻨﺎزﺣﲔ وﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻟﺎﻋــﺔ اﶈﺘﻤﻠﺔ«. وأﺿــﺎف اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ »ﻳﻌﺪ اﻟﺴــﻮدان واﺣﺪا ﻣﻦ أﺳﻮأ اﻷزﻣﺎت اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺬاﻛﺮة اﳊﺪﻳﺜﺔ، 13 ﺣﻴــﺚ ﻳﺤﺘﻀﻦ ﻓﻲ اﳌﺌﺔ ﻣﻦ ﻋــﺪد اﻟﻨﺎزﺣﲔ داﺧﻠﻴﺎ اﻟﻌﺎﻟﻢ«. ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى 17.7

وﺗﺎﺑﻊ أن »ﻣﺎ ﻳﺜﻴﺮ اﻟﻘﻠﻖ ﻫﻮ أن ﻣﻠﻴﻮن إﻧﺴﺎن، ﳝﺜﻠﻮن أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺛﻠﺚ ﺳــﻜﺎن اﻟﺴﻮدان )اﻟﺒﺎﻟﻎ ﻧﺤﻮ 48 ﻣﻠﻴﻮن ﻧﺴــﻤﺔ(، ﻳﻮاﺟﻬﻮن اﻧﻌﺪام اﻷﻣﻦ اﻟﻐﺬاﺋﻲ اﳊﺎد ﻓﻲ ﻇﻞ ﲢﺬﻳﺮ ﻣﻦ اﻟﺎﻋﺔ اﶈﺘﻤﻠﺔ«، ﻣﺸﻴﺮا إﻟﻰ أن »ﻣﻦ 4.9 اﻟﺎﻋﺔ«. ﺑﲔ ﻫﺆﻻء، ﻫﻨﺎك ﻣﻠﻴﻮن ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻓﺔ

ووﻓﻖ وﻛﺎﻻت اﻷﱈ اﳌﺘﺤﺪة، ﻳﻌﺎﻧﻲ اﻟﺸﺨﺺ »اﻧﻌﺪام اﳊﺎد« اﻷﻣــﻦاﻟﻐﺬاﺋﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎﻳﻨﻔﺪاﻟﻄﻌﺎموﳝﻀﻲﻳﻮم أوأﻛﺜﺮ دون دون، وﻳﻌﺪ ﻫﺬا اﻟﻮﺿﻊ أﺣﺪ أﻗﺼﻰ درﺟﺎت اﳉﻮع. وﻓﻲ ﻣﻄﻠﻊ اﻟﺸــﻬﺮ اﳌﺎﺿﻲ ﺣﺬر »ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ اﻟﻐﺬاء اﻟﻌﺎﳌﻲ« ﻣﻦ أن اﳊﺮب ﻓﻲ اﻟﺴــﻮدان »ﳝﻜﻦ أن ﺗﺘﺴﺒﺐ اﻟﻌﺎﻟﻢ«. ﺑﺄﻛﺒﺮ أزﻣﺔ ﺟﻮع ﻓﻲ

وﻟﻢ ﻳﻌﺪ اﻟﻘﻄﺎع اﻟﺰراﻋــﻲ، اﻟﺬي ﻛﺎن ﻳﻮﻓﺮ أﻛﺒﺮ ﻋﺪد ﻣــﻦ ﻓﺮص اﻟﻌﻤﻞ ﻓﻲ اﻟﺒﻼد وﻳﻌﺪ ﻣﺨﺰن ﺣﺒﻮب أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ، ﻣﺤﺮوﻗﺔ. ﺳﻮى أراض ﺑﻮر %60»

وﻳﺆﻛﺪروﻟﻔﺮاﻧﺲﺑﺮسأن ﻣﻦاﻟﺴﻮداﻧﻴﲔ ﻳﻌﺘﻤﺪون ﻋﻠﻰ اﻟﺰراﻋﺔ ﻟﻜﺴــﺐ اﻟﺮزق، وﻟﻜﻦ ﻣﻊ ﻧﺸﻮب ﻣﺰارﻋﻬﺎ«. اﳊﺮب ﻫﺠﺮت ﻋﺎﺋﻼت ﻋﺪﻳﺪة

ﻓﻲ وﻻﻳﺔ اﳉﺰﻳﺮة اﳌﻌﺮوﻓــﺔ ﺑﺨﺼﻮﺑﺔ ﺗﺮﺑﺘﻬﺎ، ﺧﺮج 250

أﻟــﻒ ﻫﻜﺘﺎر ﻣﻦ اﻷراﺿــﻲ اﻟﺰراﻋﻴﺔ ﻣﻦ اﳋﺪﻣﺔ ﻣﺎ %70 أدى إﻟﻰ اﻧﺨﻔﺎض ﺑﻨﺴﺒﺔ ﻓﻲ إﻧﺘﺎج اﻟﺴﻮدان ﻣﻦ 800 ﺳﻨﻮﻳﺎ. اﻟﻘﻤﺢ اﻟﺬيﻛﺎن ﻳﺒﻠﻎ اﻟﻒ ﻃﻦ

ﻳﻘﻮل ﺻﺎﻟﺢ ﻋﺒﺪ اﳌﺎﺟﺪ اﳌﺰارع ﻓﻲ ﻣﺸــﺮوع اﳉﺰﻳﺮة، أﻛﺒﺮ ﻣﺸــﺮوع ﻣﺮوي ﻓﻲ اﻟﺒﻼد »ﻧﺤﻦ ﻧﺰﺣﻨﺎ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺘﻨﺎ وﻟﻴﺲ ﻫﻨــﺎك أﻓﻖ ﻟﻌﻮدﺗﻨــﺎ اﻵن، ﻓﻜﻴﻒ ﻧﺒﺪأ اﳌﻮﺳــﻢ اﻟﺰراﻋﻲ؟«.

اﳌﺸﻜﻠﺔ ﻧﻔﺴــﻬﺎ ﻳﻮاﺟﻬﻬﺎ ﺣﺎﻣﺪ ﻋﻠﻲ اﳌﺰارع ﻓﻲ ﻗﺮﻳﺔ ﻗﺮﻳﺒــﺔ ﻣﻦ ﻣﺪﻧﻲ ﻋﺎﺻﻤﺔ وﻻﻳــﺔ اﳉﺰﻳﺮة واﻟﺬي ﺻﺮح ﻟﻔﺮاﻧﺲ ﺑﺮس »ﻧﺤﻦ ﻻ ﻧﺴــﺘﻄﻴﻊ اﳋﺮوج ﻣﻦ اﻟﻘﺮﻳﺔ، اﻟﺰراﻋﻲ؟«. ﻓﻜﻴﻒ ﻧﺼﻞ إﻟﻰ ﻣﺰارﻋﻨﺎ ﻟﻨﺤﻀﺮﻫﺎ ﻟﻠﻤﻮﺳﻢ

وﻳﺆﻛﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﺒﺎﻗﻲ اﳌﺰارع ﻓﻲ ﻣﺸﺮوع اﳉﺰﻳﺮة أﻧﻪ ﻻ ﻳﺴــﺘﻄﻴﻊ ﻛﺬﻟﻚ »اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ اﻻﺳــﻮاق ﻟﺸﺮاء اﻟﺒﺬور أو اﻻﺳــﻤﺪة أو اﻟﻮﻗﻮد ﻟــﻶﻻت اﻟﺰراﻋﻴﺔ، ﺑﻞ ﻻ ﻧﺴــﺘﻄﻴﻊ اﻟﻮﺻﻮل إﻟــﻰ أرﺿﻨﺎ وإن ﻟــﻢ ﺗﺘﻮﻗﻒ ﻫﺬه ﻧــﺰرع«. اﳊﺮبﻟﻦ ﻓﻲﻣﺨﺘﻠﻒأﻧﺤــﺎءاﻟﺒﻼد،ﻻﻳﺰال %37 ﻓﻘــﻂ ﻣﻦ اﻷراﺿﻲ ﻣﺰروﻋــﺔ، وﻓﻖ ﻣﺮﻛﺰ أﺑﺤﺎث »ﻓﻜﺮة« اﻷوﺿﺎع.

ﺑﺴﺒﺐ ﻫﺬه )ﺷﺮق( ﻓﻔﻲوﻻﻳﺔاﻟﻘﻀﺎرف ﻋﻠﻰﺳﺒﻴﻞاﳌﺜﺎلﻳﻘﻮل ﻣﺤﻤﺪ ﺳــﻠﻴﻤﺎن اﻟﺬي ﻳﺰرع اﻟﺬرة وﻫﻲ اﻟﻐﺬاء اﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻟﻠﺴــﻜﺎن ﻫﻨﺎك »ﻏﺎﻟﺒﻴﺔ اﻟﺸﺮﻛﺎت اﻟﺘﻲ ﻟﺪﻳﻬﺎ اﳌﺪﺧﻼت اﻟﻌﻤﻞ«. اﻟﺰراﻋﻴﺔ واﻷﺳﻤﺪة واﳌﺒﻴﺪات ﺗﻮﻗﻔﺖ ﻋﻦ اﻟﺰﻣﻦ«

وﻳﺨﺸﻰ رو ﻣﻦ أن اﻟﺴﻮدان ﻓﻲ »ﺳﺒﺎق ﻣﻊ ﻷن ﻣﻮﺳــﻢ اﳊﺼﺎد ﻳﺒﺪأ ﻓﻲ ﻧﻴﺴﺎن/اﺑﺮﻳﻞ وﻫﺬا اﻟﻌﺎم اﳌﺎﺿﻲ«. »ﻟﺪﻳﻨﺎ %41 أﻗﻞ ﻣﻦ اﻟﻐﺬاء ﻋﻦ اﻟﻌﺎم

وﻳﺸــﺮح أن ﻣﻮﻇﻔﻲ ﻣﻨﻈﻤــﺎت اﻻﻏﺎﺛﺔ اﻻﻧﺴــﺎﻧﻴﺔ ﻳﺘﻤﻜﻨﻮن ﺑﺎﻟﻜﺎد ﻣﻦ ﻣﺴــﺎﻋﺪة »ﺧﻤﺴﺔ ﻣﻼﻳﲔ ﺳﻮداﻧﻲ ﺟﻮﻋﻰ« ﻳﻨﺎﻣﻮنﻣﺴــﺎءﻛﻞﻳﻮموﻫﻢ ﺑﺴــﺒﺐﺻﻌﻮﺑﺔ اﻟﺘﻤﻮﻳــﻞ. اﻟﺘﻨﻘــﻞوﻧﻘــﺺ وﻳﻮﺿﺢأناﻻﺳــﺘﺤﻘﺎق اﳌﻘﺒﻞ ﻫﻮ ﺷــﻬﺮ اﻳﺎر/ﻣﺎﻳﻮ اﻟﺬي »ﻳﺘﻌﲔ أن ﻧﻮﻓﺮ ﺧﻼﻟﻪ اﻟﺰراﻋﻴﺔ« ﻟﻠﻤﺰارﻋﲔاﻻﻣﺪادات اﻟﺘﻲﻳﺤﺘﺎﺟﻮناﻟﻴﻬﺎﻣﻦ أﺟﻞ ﺑﺪء ﻣﻮﺳــﻢ اﻟﺒﺬار ﻓﻲ ﺣﺰﻳﺮان/ﻳﻮﻧﻴﻮ، ﻓﻲ اﺷﺎرة ﻣﻨﻈﻤﺘﻪ. إﻟﻰ اﻟﺒﺬور وﻋﻠﻒ اﳊﻴﻮاﻧﺎت اﻟﺬي ﺗﻮزﻋﻪ

ﻫﺬه اﳌﺴــﺎﻋﺪة ﺗﻌــﺪ ﺣﻴﻮﻳﺔ ﻓﻲ ﺑﻠــﺪ ﺗﻮﻗﻒ ﻓﻴﻪ ﻓﻲ ﺷــﻜﻞ ﺷــﺒﻪ ﺗﺎم اﻻﺳــﺘﻴﺮاد واﻟﺘﺼﺪﻳﺮ ﺑﺴﺒﺐ ﺗﻮﻗﻒ اﳊﺮﻛﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺮق اﳌﺆدﻳﺔ إﻟــﻰ اﳌﻴﻨﺎء اﻟﻜﺒﻴﺮ اﻟﻮﺣﻴﺪ وﻫﻮ ﺑﻮرﺗﺴــﻮدان، إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻧﻬﻴﺎر اﻟﻨﻈﺎم اﳌﺼﺮﻓﻲ، ﻣﺎ ﳝﻨﻊ اﳌﺰارﻋﲔ ﻣﻦ اﳊﺼﻮل ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺮوض أو ﲢﻮﻳﻞ ﻧﺸﺎﻃﻬﻢ. اﻷﻣﻮال اﻟﻼزﻣﺔ ﳌﻤﺎرﺳﺔ