Al-Quds Al-Arabi

أﻫﺎﻟﻲ ﻗﻄﺎع ﻏﺰة: رﻏﻢ اﳉﺤﻴﻢ... ﻧﺸﻌﺮ أن اﳊﺮب ﻗﺪ ﺑﺪأت اﻵن

ﺑﻘﺮاءة ﻣﻴﺪاﻧﻴﺔ ﻷﺳﺎﻟﻴﺐ إﺳﺮاﺋﻴﻞ اﻟﺘﻲ ﲢﺎول ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺧﺪاﻋﻬﻢ وﺧﺪاع اﻟﻌﺎﻟﻢ

- ﺟﺎﻛﻲ ﺧﻮري ﻫﺂرﺗﺲ 2024/4/26

اﻷرﺑﻌﺎء ﻇﻬﺮا ﻓﻲ ﺟﻨﻮب ﻗﻄﺎع ﻏﺰة، اﶈﺎدﺛﺔ ﻣﻊ م. ﲡﺮي ﺑﺼﻮرة ﻣﺘﻘﻄﻌﺔ ﺑﺴــﺒﺐ ﺻﻌﻮﺑﺔ اﻻﺗﺼﺎل ﺑﺎﻟﻬﺎﺗﻒ اﶈﻤــﻮل. ﺧﻼل ذﻟﻚ، ﺳــﻤﻊ ﻓﺠﺄة ﺻﻮت اﻧﻔﺠﺎر ﺷــﺪﻳﺪ. ﻗﺒﻞ ﳊﻈﺔ، ﺳــﺌﻞ: ﻫﻞ ﻳﺸــﻌﺮون ﻓــﻲ اﻟﻘﻄﺎع ﺑﺄن اﳊــﺮب ﻓﻲ اﳌﺮﺣﻠــﺔ اﻷﺧﻴﺮة إزاء اﻻﻧﺨﻔﺎض ﻓﻲ ﻋﺪد اﻟﻬﺠﻤﺎت؟ »أﻋﺮف أن إﺳــﺮاﺋﻴﻞ ﺗﺒــﺚ داﺋﻤﺎ اﻧﺘﻬــﺎء اﳊــﺮب، وأن ﻣﻌﻈــﻢ اﻟﻘﻮات اﻧﺴــﺤﺒﺖ، وﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺤﺪث اﻵن ﻫﺠﻤﺎت ﻣﺤﺪودة ﻣﻦ اﳉﻮ، أو ﻣﺎ ﺗﻌﺘﺒﺮه إﺳــﺮاﺋﻴﻞ ﻋﻤﻠﻴــﺎت ﺟﺮاﺣﻴﺔ«، وأﺿﺎف: »ﺣﺘﻰ إﻧﻬﻢ ﻳﻨﺸــﺮون ﺻﻮرا ﻷﺷــﺨﺎص ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺎﻃﺊ، وﻛﺄن اﳊﻴﺎة ﻋﺎدت إﻟﻰ اﻟﺮوﺗﲔ، ﻟﻜﻦ ﻋﻤﻠﻴﺎ ﻫﺬا ﺗﺸﻮﻳﻪ وﻛﺬب«.

ﻏﻀﺐ م. ﻳــﺰداد. »ﻣــﺎ زﻟﻨﺎ ﻓﻲ ﺣﺮب وﺣﺸــﻴﺔ وﻫﺠﻤــﺎت ﻻ ﺗﺘﺮك ﻷﺣﺪ ﻣﺠﺎﻻ ﻟﻠﺮاﺣﺔ، ﻓﻲ اﻟﺸــﻤﺎل واﳉﻨﻮب«، أﻛﺪ. »ﻻ ﻧﺸــﻌﺮ ﺑﺄن اﳊــﺮب أﺻﺒﺤﺖ وراءﻧﺎ، ﺑﺎﻟﻌﻜﺲ«. وﻗﺎل إن اﻻﻧﻔﺠﺎر اﻟﺬي ﺳﻤﻊ ﻓﻲ اﳋﻠﻔﻴﺔ ﻛﺎن ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ ﺑﻀﻊ ﻋﺸﺮات اﻷﻣﺘﺎر ﻣﻦ ﺑﻴﺘﻪ. »اﻟﺸــﻌﻮر أﻧﻪ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻣﻜﺎن آﻣﻦ، وﻛﻞ ﺑﻴﺖ وﻣﺒﻨﻰ ﻫﺪف ﻟﻠﻬﺠﻮم«. ﻓﻲ اﳊﻘﻴﻘﺔ، ﺑﻴﺎﻧﺎت وزارة اﻟﺼﺤﺔ اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﳊﻤﺎس ﺗﺪل ﻋﻠﻰ أن ﻋﺸــﺮات اﻷﺷﺨﺎص ﻣﺎ زاﻟﻮا ﻳﻘﺘﻠﻮن ﻳﻮﻣﻴﺎ، ﺑﺎﻷﺳﺎس ﻓﻲ اﻟﻬﺠﻤﺎت اﳉﻮﻳﺔ. أﻣــﺲ، ﰎ اﻹﺑــﻼغ ﻋــﻦ 43 ﻗﺘﻴﻼ ﺧﻼل 24 ﺳــﺎﻋﺔ، وﺑﺎﻹﺟﻤﺎل ﰎ اﻹﺑﻼغ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻷﺳﺒﻮع ﻋﻦ ﻣﻮت 256 ﺷﺨﺼﺎ.

»ﻫﺬه أرﻗﺎم ﺣﺮب وﻟﻴــﺲ وﻗﻒ إﻃﻼق ﻧﺎر«، ﻗﺎل م، »وﺣﻘﻴﻘﺔ أن ﻗﻮات ﻛﺜﻴﺮة اﻧﺴــﺤﺒﺖ ﻣﻦ اﻟﻘﻄﺎع ﻻ ﺗﻌﻨــﻲ أن اﳊﺮب ﻗﺪ اﻧﺘﻬﺖ«. وﺣﺴــﺐ ﻗﻮﻟﻪ، ﻻ ﻳﻬﻢ ﺳــﻜﺎن اﻟﻘﻄﺎع إذا ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻤﻠﻴــﺎت اﻟﻘﺼﻒ ﻣﻦ اﳉﻮ ﲢﺪث ﻣﺮة ﻓﻲ ﻛﻞ ﺳﺎﻋﺔ أو ﻣﺮة ﻛﻞ ﺳﺎﻋﺘﲔ. اﻟﺴﺆال ﻫﻮ: ﻣﻦ اﻟﺬي ﺳﻴﻤﻮت اﻟﻴﻮم وﻣﻦ اﻟﺬي ﺳﻴﺒﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺪ اﳊﻴﺎة. وﻻ ﻓﺮق ﺑﲔ اﳌﻮاﻃﻦ اﻟﻌﺎدي أو ﻣﻦ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻣﻦ ﻣﻘﺎﺗﻠﻲ ﺣﻤﺎس، أو ذراع ﻋﺴﻜﺮي أو ﺳﻴﺎﺳﻲ«.

ت. أم ﻟﻮﻟﺪﻳﻦ ﻳﻌﻴﺸــﻮن ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨــﺔ ﻏﺰة، ﻗﺎﻟﺖ إﻧﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺮة اﻷﺧﻴﺮة ﺷــﻬﺪت ﻋﻠﻰ ﻫﺠﻤﺎت ﻳﻮﻣﻴﺔ ﻓﻲ ﺷــﻤﺎل اﻟﻘﻄﺎع، وﻓﻲ ﻋﺪد ﻣﻦ اﻷﺣﻴــﺎء ﻓﻲ ﻏﺰة ﻣﺜﻞ اﻟﺸﺠﺎﻋﻴﺔ ووﺳﻂ اﳌﺪﻳﻨﺔ. ﺻﻮرة اﻟﻮﺿﻊ اﻟﺘﻲ ﻳﺮﺳﻤﻬﺎ ﺳــﻜﺎن ﻣﻨﺎﻃﻖ أﺧﺮى ﻓﻲ اﻟﻘﻄﺎع ﻣﺜﻞ ﻣﺨﻴﻢ اﻟﻨﺼﻴﺮات ﻓﻲ وﺳﻂ اﻟﻘﻄﺎع وﺧﺎن ﻳﻮﻧﺲ، ﻣﺘﺸﺎﺑﻬﺔ ﲤﺎﻣﺎ. »ﻋﺎﺋﻠﺘﻲ ﻏﻴﺮ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺄي ﺷــﻲء ﺳﻴﺎﺳﻲ أو ﻋﺴﻜﺮي. ﻣﻊ ذﻟﻚ، ﻗﺼﻔﻮا ﻋﻤﺎرﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ وﻟﻢ ﻳﺒﻖ ﻣﻨﻬﺎ ﺷﻲء«، وأﺿﺎﻓﺖ، »اﻵن أﺑﻨﺎء ﻋﺎﺋﻠﺘﻲ ﻳﻌﻴﺸﻮن ﻓﻲ اﳋﻴﺎم ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ رﻓﺢ، وﻻ ﻳﻌﺮﻓﻮن ﻣﺼﻴﺮﻫﻢ«.

ﻳﺰداد اﳋﻮف ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ رﻓﺢ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﺳﺘﺒﺪأ إزاء ﺗﻬﺪﻳﺪات إﺳــﺮاﺋﻴﻞ وﺗﻮﻗﻒ اﻻﺗﺼﺎﻻت ﺣــﻮل ﻋﻘﺪ ﺻﻔﻘﺔ ﻹﻃﻼق ﺳــﺮاح اﻟﻄﻮﻓﲔ. ﻳﻌﺘﻘﺪ اﻟﺴــﻜﺎن أن اﻟﻬﺠﻤﺎت اﳌﺘﺰاﻳﺪة ﻣﻦ اﳉﻮ ﻓﻲ اﳌﺪﻳﻨﺔ وﻣﺤﻴﻄﻬﺎ دﻟﻴﻞ ﻋﻠــﻰ ذﻟﻚ، إﺿﺎﻓﺔ إﻟــﻰ ﺗﻘﺎرﻳﺮ ﻋﻦ اﺳﺘﻌﺪاد إﺳــﺮاﺋﻴﻞ ﻟﺪﺧﻮل اﳌﺪﻳﻨﺔ وﺗﻨﺴﻴﻖ ذﻟﻚ ﻣﻊ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة وﻣﺼﺮ. »أي ﻓﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﻄﺎع ﻳﻌﺮف ﺷــﻴﺌ ًﺎ واﺣﺪ ًا، وﻫﻮ أن وﻗﻒ اﳊﺮب ﻳﻌﻨﻲ أﻧﻪ ﻟﻦ ﻳﻜﻮن أي ﻫﺠﻮم أو أي ﻧﺸــﺎﻃﺎت، ﺳﻮاء ﻋﻤﻠﻴﺎت ﺟﺮاﺣﻴــﺔ أو ﻏﻴﺮﻫﺎ«، ﻗــﺎل أﺣﺪ ﺳــﻜﺎن اﳌﺪﻳﻨﺔ. »ﻻ ﻧﻘﻴﺲ اﳊﺮب ﺑﺤﺠﻢ اﻟﻘﻮات اﻹﺳــﺮاﺋﻴﻠ­ﻴﺔ أو ﺑﻌﺪد اﳉﻨﻮد ﻋﻠﻰ اﻷرض«. وﺣﺴــﺐ ﻗﻮﻟﻪ، اﳋﻮف اﻵن أﻛﺒﺮ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﳑﺎ ﻛﺎن ﻓﻲ ﺑﺪاﻳﺔ اﳊﺮب. »إذا ﻛﺎن ﻟﻠﻨﺎس ﻣﻜﺎن ﻳﺬﻫﺒﻮن إﻟﻴﻪ، ﺑﺎﻷﺳــﺎس ﻧﺤﻮ اﳉﻨﻮب، ﻓﺎﻵن ﻻ ﻣﻜﺎن«.

ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺴﻜﺎن اﻟﺬﻳﻦ ﲢﺪﺛﻮا ﻣﻊ »ﻫﺂرﺗﺲ« أﻛﺪوا أﻧﻬــﻢ ﻻ ﻳﻘﻠﻘﻮن ﻓﻘﻂ ﻣﻦ اﻟﻨﺸــﺎﻃﺎت اﻟﻌﺴــﻜﺮﻳﺔ، ﺑﻞ أﻳﻀﺎ ﻣﻦ اﻷﺿﺮار اﻟﺸــﺎﻣﻠﺔ ﻟﻠﺤــﺮب ﻋﻠﻰ اﳌﺪى اﻟﻘﺼﻴــﺮ واﻟﺒﻌﻴــﺪ. »إﺳــﺮاﺋﻴﻞ ﺗﻘﻴــﺲ 40 درﺟﺔ ﻣﻊ ﺟﻮ ﺧﻤﺎﺳــﻴﻨﻲ وﻳﺘﺬﻣــﺮون«، ﻗﺎﻟــﺖ اﻣﺮأة ﻣﻦ ﻣﺨﻴﻢ اﻟﻨﺼﻴﺮات. »ﻳﻨﺸــﺮون ﺻﻮرة ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺎﻃﺊ وﻳﻘﻮﻟــﻮن إن اﻟﻐﺰﻳــﲔ ﺧﺮﺟﻮا ﻟﻼﺳــﺘﺠﻤﺎم. رﲟﺎ ﻻ ﺗﻮﺟــﺪ ﻟﻨﺎ أي ﻃﺮﻳــﻖ أﺧﺮى ﻋــﺪا اﳉﻠﻮس ﻋﻠﻰ اﻟﺸــﺎﻃﺊ ﻟﻠﺘﺨﻔﻴﻒ ﻗﻠﻴﻼ ﻣﻦ ﺷــﺪة اﳊﺮارة«. ﻫﺬه اﳌــﺮأة أم ﻟﻮﻟﺪﻳﻦ، وﻗــﺪ ﻗﺎﻟﺖ إﻧﻬﻢ ﻟــﻢ ﻳﺬﻫﺒﻮا إﻟﻰ اﳌﺪرﺳﺔ. اﻷدوﻳﺔ ﻧﻔﺪت. وﺣﺴﺐ ﻗﻮﻟﻬﺎ، ﻓﺈن اﳊﺮب ﺳــﺘﺮاﻓﻖ اﻟﻨﺎس ﻓــﻲ اﻟﻘﻄﺎع، ﻋﻠﻰ اﻷﻗــﻞ ﳉﻴﻞ أو ﺟﻴﻠﲔ ﻗﺎدﻣﲔ. »اﳉﻴﺶ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ ﻳﻮاﺻﻞ اﻟﻘﺼﻒ واﻟﻬﺠﻤﺎت، ﻟﻜﻦ أﻳﻀﺎ إذا ﺗﻮﻗﻒ ذﻟﻚ اﻵن، وﻻ ﻳﺒﺪو أﻧﻪ اﻟﺘﻮﺟﻪ، ﻓﺴــﻨﻌﻴﺶ ﻓﻲ وﺿﻊ اﳊﺮب واﳌﻌﺎﻧﺎة ﻟﺴﻨﻮات ﻛﺜﻴﺮة«.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom