Al-Quds Al-Arabi

اﻷردن: ﻣﻄﺒﺎت ﺗﺰرع ﻓﻲ درب اﻟﻮزﻳﺮ اﻟﺼﻔﺪي... واﻟﺸﺎرع ﻳﻄﺎﻟﺐ ﺑﻘﻄﻊ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻣﻊ إﺳﺮاﺋﻴﻞ

- ﻋﻤﺎن ـ »اﻟﻘﺪس اﻟﻌﺮﺑﻲ« ﻣﻦ ﺑﺴﺎم اﻟﺒﺪارﻳﻦ:

اﻧﺘﻬــﻰ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ﻓــﻲ ﻋﻤﺎن ﻣﻮﺳــﻢ اﻻﻋﺘﺼﺎم ﲢﺖ ﻋﻨﻮان »ﺣﺼﺎر ﺳــﻔﺎرة اﻟﻌﺪو« ﺗﻠﺒﻴﺔ ﻟﻨﺪاء اﻟﻨﺎﻃﻖ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﺑﺎﺳﻢ ﻛﺘﺎﺋﺐ اﻟﻘﺴﺎم أﺑﻮ ﻋﺒﻴﺪة، ﻟﻜــﻦ اﻻﻋﺘﺼﺎﻣﺎت ﻧﻔﺴــﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺘــﻼش واﻧﺘﻘﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﺪار ﻳﻮﻣــﻲ ﺟﻤﻌﺔ ﺑﻮﺿﻮح إﻟــﻰ اﻷﻃﺮاف واﶈﺎﻓﻈﺎت، ﻻ ﺑــﻞ ﺗﻐﺬت ﻣﺠﺪدا ﻋﻠــﻰ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ ﻓﻲ رﻓﺢ.

ﺑﲔ اﻋﺘﺼﺎم وﻓﻌﺎﻟﻴﺔ ﻟﺘﺄﻛﻴــﺪ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺘﻀﺎﻣﻦ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ اﻟﻌﺎرﻣﺔ ﻣﻊ اﳌﻘﺎوﻣﺔ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ، ﺗﻨﻈﻢ وﻗﻔﺔ ﻫﻨﺎ وأﺧــﺮى ﻫﻨﺎك ﲢــﺖ ﻋﻨﺎوﻳﻦ ﻓﺮﻋﻴﺔ، أﺑﺮزﻫــﺎ اﻹﻓﺮاج ﻋﻦ اﳌﻮﻗﻮﻓــﲔ واﳌﻌﺘﻘﻠﲔ ﺑﺘﻬﻤﺔ ﻣﻨﺎﺻﺮة ﻏﺰة واﳌﻘﺎوﻣــﺔ، وﻓﻘًﺎ ﻷدﺑﻴﺎت وﺑﻴﺎﻧﺎت اﳌﻠﺘﻘﻰ اﻟﺸــﻌﺒﻲ؛ وﻋــﻦ اﳌﺘﻮرﻃــﲔ ﲟﺨﺎﻟﻔﺎت ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن أﺛﻨــﺎء اﻟﺘﻀﺎﻣﻦ، وﻓﻘــًﺎ ﻟﻮزﻳﺮ اﻻﺗﺼﺎل اﻟﻨﺎﻃﻖ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﺑﺎﺳــﻢ اﳊﻜﻮﻣﺔ ﻣﻬﻨﺪ ﻣﺒﻴﻀﲔ، اﻟﺬي ﻧﻔﻰ ﻋﻠﻨًﺎ ﻣﺮﺗﲔ إﻳﻘﺎف أو ﻣﻼﺣﻘﺔ أي ﻣﻮاﻃﻦ أردﻧﻲ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﺘﻀﺎﻣﻦ ﻣﻊ ﻏﺰة.

ﻳﺒﺪو ﻓــﻲ اﳌﻘﺎﺑﻞ، أن اﻟﺒﺮوﺗﻮﻛﻮل اﻟﺮﺳــﻤﻲ اﻟﺒﻴﺮوﻗﺮاﻃ­ﻲ اﻷﻣﻨﻲ ﻟﻴــﺲ ﻟﺪﻳﻪ ﺗﻮﺟﻴﻬﺎت ﲟﻨﻊ وﻗﻤﻊ ﻓﻌﺎﻟﻴــﺎت أي اﻋﺘﺼﺎم ﺗﻀﺎﻣﻨــﻲ ﻣﻊ ﻏﺰة، ﺧﺼﻮﺻــًﺎ إذا ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎت ﺑﺰﺧﻢ ﺷــﻌﺒﻲ ﻣﺤﺪود وﳝﻜﻦ اﻟﺴــﻴﻄﺮة ﻋﻠﻴﻪ ﺷﺮﻳﻄﺔ اﻻﻟﺘﺰام ﺑﻌــﺪم اﻻﻗﺘﺮاب ﻣــﻦ ﻣﻨﻄﻘﺘﲔ، ﻫﻤــﺎ اﻷﻏﻮار أو اﳊﺪود ﻣﻊ ﻓﻠﺴــﻄﲔ اﶈﺘﻠﺔ وﺣﺮم اﻟﺴــﻔﺎرات اﻷﺟﻨﺒﻴﺔ. دون ذﻟﻚ، ﻻ ﺗﺮﻳﺪ اﳊﻜﻮﻣﺔ أن ﻳﺤﺴﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻨﻊ أو ﻗﻤﻊ اﻻﻋﺘﺼﺎﻣﺎت.

وﺑﲔ اﳊﲔ واﻵﺧﺮ، ﻛﻠﻤﺎ اﺗﺴﻌﺖ رﻗﻌﺔ ﲤﺜﻴﻞ وﻣﺸــﺎرﻛﺔ اﳊﺮاك اﻟﺸــﻌﺒﻲ ﺗﺒــﺮز اﳊﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﻏﻤﺰة ﻫﻨﺎ أو ﻫﻨﺎك ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻣﺘﻄﻮﻋﲔ ﻳﺘﺤﻤﺴــﻮن ﻟﻺﺳــﺎءة ﻟﻠﻤﻘﺎوﻣﺔ واﻟﺘﺸــﻬﻴﺮ ﺑﻬﺎ. ﻫﺆﻻء ﳝﻜﻦ اﻻﺳﺘﺜﻤﺎر ﻓﻴﻬﻢ إﻣﺎ ﻟﺸــﻴﻄﻨﺔ اﳊﺮاك اﻟﺸﻌﺒﻲ أو ﻟﻠﺤﺪ ﻣﻦ اﻧﻀﻤﺎم ﺷﺮاﺋﺢ اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪة إﻟﻴﻪ.

ﻟﻌﺒﺔ اﻟﻘﻂ واﻟﻔﺄر

ورﻏﻢ ﻟﻌﺒﺔ اﻟﻘﻂ واﻟﻔﺄر اﻟﺘﻲ أﺻﺒﺤﺖ ﻣﺄﻟﻮﻓﺔ ﺑﲔ ﺣﺮاﻛﻴﻲ ﻣﻠﻒ ﻏﺰة وﺳــﻠﻄﺎت اﳊﻜﻮﻣﺔ، ﻓﺈن ﻣﺴــﺘﻮى اﻟﺘﻌﺎﻳﺶ ﺑﲔ اﳉﺎﻧﺒﲔ ﻣﺘﻘﺪم ﺑﻮﺿﻮح ﻣﻠﻤﻮس؛ ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﻷن اﻟﺘﻴﺎر اﻹﺳــﻼﻣﻲ ﲢﺪﻳﺪ ًا ﻳﻌﻤﻞ ﻓﻲ اﲡﺎﻫﺎت ﻣﻌﺎﻛﺴــﺔ ﻷي ﺻــﺪام، وﻟﻜﻦ أﻳﻀًﺎ ﻷن اﳌﻠﺘﻘﻴﺎت اﳌﻨﻈﻤﺔ ﻟﻠﻔﻌﺎﻟﻴﺎت ﻻ ﻳﺴــﻴﻄﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﻠﻮن اﻹﺳــﻼﻣﻲ أو ﻳﺤﺘﻜﺮ اﻟﻘــﺮار ﻓﻴﻬﺎ، ﻛﻤــﺎ ﻓﻬﻤﺖ »اﻟﻘــﺪس اﻟﻌﺮﺑــﻲ« ﻣﻦ اﻟﺴﻴﺎﺳــﻲ واﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳ­ﻲ اﻟﻌﺮﻳﻖ اﻟﺪﻛﺘﻮر رﺑﺤﻲ ﺣﻠﻮم.

ذﻟــﻚ اﻟﺘﻌﺎﻳﺶ أﺻﺒــﺢ ﳝﺜﻞ ﺧﻄــًﺎ ﻣﺘﻮازﻳًﺎ وﻣﺘﺰﻧًﺎ ﻳﺴــﻤﺢ ﺑﺎﻟﺘﻌﺒﻴﺮ واﻟﺘﻈﺎﻫﺮ واﻻﻋﺘﺼﺎم، ﻟﻜﻦ ﺑﺸــﺮوط وﻣﺤــﺪدات ﻗﺪ ﻻ ﺗﻜــﻮن ﻣﻜﺘﻮﺑﺔ؛ ﻷن ﺟﻬﺔ ﻣــﺎ ﻓﻲ ﻣﺴــﺘﻮﻳﺎت اﻟﻘﺮار ﻓــﻲ اﻟﺪوﻟﺔ ﲢﺎول اﻻﺳــﺘﺜﻤﺎر ﻓــﻲ ﺗﻔﺮﻳﻎ ﺷــﺤﻨﺎت اﻟﻨﺎس اﻟﻌﺎﻃﻔﻴﺔ واﻻﺳــﺘﻌﺎﻧ­ﺔ وﻟﻮ ﺑﻨﺴــﺒﺔ ﺧﻔﻴﻔﺔ ﺟﺪًا ﺑﲔ اﳊﲔ واﻵﺧــﺮ ﺑﻮرﻗﺔ اﻟﺸــﻌﺐ اﻷردﻧﻲ ﻓﻲ إدارة اﳌﻔﺎوﺿــﺎت واﻻﺷــﺘﺒﺎﻛ­ﺎت. ﻋﻤﻠﻴﺎ، ﺗﺘﻘﺪم اﳌﻠﻜﺔ راﻧﻴﺎ اﻟﻌﺒــﺪ اﻟﻠﻪ ﲢﺪﻳﺪا ﺻﻔﻮف اﻷردﻧﻴﲔ اﳌﻌﺘﺮﺿﲔ ﺑﺸﺪة وذﻛﺎء ﻋﻠﻰ اﻻﺣﺘﻼل وﺟﺮاﺋﻤﻪ ﻓﻲ ﻏﺰة ﻋﺒــﺮ ﻇﻬﻮرﻫــﺎ ﺑﲔ اﳊــﲔ واﻵﺧﺮ ﻓﻲ وﺳــﺎﺋﻞ إﻋﻼم ﻋﺎﳌﻴﺔ، وﻳﺸــﻜﻞ ﻇﻬﻮر اﳌﻠﻜﺔ ﻫﺬا، ﺳﻴﺎﺳــﻴًﺎ وإﻋﻼﻣﻴًﺎ، ﺣﺠﺔ ﺑﻴﺪ ﻧﺸــﻄﺎء اﻟﺸﺎرع اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﺼــﻮرون ﺑﺄن اﻟﻘﻀﻴﺔ اﻟﻔﻠﺴــﻄﻴﻨ­ﻴﺔ ﻻ ﺗﺰال ﻋﻨﺼــﺮ ﺗﻮﺣﻴــﺪ اﻷردﻧﻴﲔ اﻷﺑﺮز رﺳــﻤﻴًﺎ وﺷــﻌﺒﻴ ًﺎ. وﻋﻤﻠﻴ ًﺎ، ﺗﻐ ّﻴﺐ وزﻳﺮ اﳋﺎرﺟﻴﺔ اﻟﻨﺸﻂ

واﻟﺪﻳﻨﺎﻣﻴﻜ­ــﻲ أﳝﻦ اﻟﺼﻔﺪي ﻋﻦ اﳌﺴــﺮح ﻗﻠﻴﻼ ﻣﺆﺧﺮا، ﻟﻜﻦ ﻣــﺎ ﻳﺤﺼﻞ ﻓﻲ رﻓﺢ أﻋــﺎده ﻹﻇﻬﺎر ﻣﻮﻗﻒ رﺳﻤﻲ ﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ﻣﺮﺟﻌﻴﺔ، ﺗﻌﻴﺪ ﺗﺮﻗﻴﻢ وﺗﺴﻤﻴﺔ اﻷﺷﻴﺎء ﻛﻤﺎ ﻫﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﺪوان اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ.

ﺿﺒﻂ إﻳﻘﺎع اﻟﺸﺎرع

وﻓﻲ ﻇﻬــﻮره اﻷﺧﻴــﺮ، ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻬﺠــﺔ اﻟﻮزﻳﺮ اﻟﺼﻔﺪي ﺣــﺎدة اﻟﻮﺿﻮح وﻫﻲ ﲢﻤﻞ ﺷــﺨﺺ رﺋﻴﺲ اﻟﻮزراء ﺑﻨﻴﺎﻣﲔ ﻧﺘﻨﻴﺎﻫﻮ وﻃﺎﻗﻤﻪ اﻷرﻋﻦ أو اﻟﺒﻠﻄﺠﻲ، ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﺗﻌﺒﻴﺮ اﻟﺴﻴﺎﺳــﻲ ﻋﻠﻲ أﺑﻮ اﻟﺮاﻏﺐ، ﻣﺴــﺆوﻟﻴﺔ اﻟﺘﺄزﱘ اﻟﺬي ﺗﻌﻴﺸﻪ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ.

ﺑﲔ اﳊﲔ واﻵﺧﺮ، ورﻏــﻢ اﳌﻄﺒﺎت واﻟﻜﻤﺎﺋﻦ اﻟﺘﻲ ﻳﺤــﺎول زرﻋﻬﺎ ﺑﻌﺾ اﳌﺴــﺆوﻟﲔ ﻓﻲ درب اﻟﻮزﻳﺮ اﻟﺼﻔــﺪي ﺑﺬرﻳﻌﺔ ﻣﺒﺎﻟﻐﺎﺗــﻪ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ اﳌﻮﻗﻒ اﻟﺮﺳﻤﻲ، ﺗﻨﺠﺢ ﺗﻌﻠﻴﻘﺎت وﺗﺼﺮﻳﺤﺎت اﻟﺼﻔﺪي ﻓﻲ ﳌﻠﻤﺔ وﺿﺒﻂ إﻳﻘﺎع اﻟﺸــﺎرع اﶈﻠﻲ؛ ﻷن ﺑﻌﺾ اﻟﺘﺼﺮﻳﺤﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺼﻨﻒ دﺑﻠﻮﻣﺎﺳــﻴ­ﺎ ﺑﺎﻟﺘﺸــﺪد ﻟﻮزﻳﺮ اﳋﺎرﺟﻴﺔ ﻻ ﻳﻘﻒ ﺗﺄﺛﻴﺮﻫﺎ ﻓﻘﻂ ﻋﻨﺪ ﻣﺤﻄﺔ ﲤﺜﻴﻠﻬــﺎ اﳊﺮﻓﻲ اﳌﻬﻨــﻲ اﻻﺣﺘﺮاﻓﻲ ﳌﻮﻗﻒ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺮﺳﻤﻲ، ﺑﻞ ﻳﺘﻌﺪى أﺣﻴﺎﻧﺎ ﻟﻀﺮب ﻋﺪة أﻫﺪاف ﻟﻠﺸﺎرع ﺗﺨﺪم ﺻﻮرة اﳌﻤﻠﻜﺔ، وﺗﺸﻜﻞ ﻣﺎدة أﺳﺎﺳــﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺮد ﻋﻠﻰ دﻋــﻮات اﻟﺘﺤﺮﻳﺾ واﻟﺘﺸﻜﻴﻚ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻮﻟﺪ.

ﻋﻨﺪﻣــﺎ ﺗﺼﺪى اﻷردن ﻟﻠﻤﺴــﻴﺮات اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ، وازن اﻟﺼﻔﺪي اﳌﺴﺄﻟﺔ ﺑﺘﻌﻠﻴﻖ واﺣﺪ ﺷﻌﺒﻴﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ، ﲢﺪث ﻓﻴﻪ ﻋﻦ ﻣﻨﻊ ﻃﺎﺋﺮات إﺳــﺮاﺋﻴﻞ ﻣﻦ ﺿﺮب أي دوﻟﺔ ﻓﻲ اﳉﻮار ﻋﺒﺮ اﻷﺟﻮاء اﻷردﻧﻴﺔ.

اﻟﺴﻴﺎﺳــﺔ اﻷﻋﻤــﻖ واﻷﺑﻌﺪ ﻟﻠﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳـ­ـﻴﺔ اﻷردﻧﻴﺔ ﺷــﺮﺣﻬﺎ ﺑﺨﻼﺻﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳــﻲ اﻟﻀﺮم اﻟﺪﻛﺘﻮر ﺟــﻮاد اﻟﻌﻨﺎﻧــﻲ ﻟـ»اﻟﻘــﺪس اﻟﻌﺮﺑﻲ« ﻋﻨﺪﻣﺎ وﺻﻒ ﺣﺮص ﺑﻼده اﻟﺼﺎرم أﺛﻨﺎء اﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﻊ ﻣﺤــﺎوﻻت أي ﻃﺮف ﻟﺘﻮﺳــﻴﻊ ﻧﻄﺎق اﻟﺼﺮاع اﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﻋﻠــﻰ أن ﻻ ﻳﺘﺤﻮل اﻷردن إﻟﻰ ﺳــﺎﺣﺔ ﺻﺮاع ﺑــﺪوره، ﻻ ﺑﲔ إﺳــﺮاﺋﻴﻞ وإﻳﺮان، وﻻ ﺑﲔ ﻣﺤﻮر اﳌﻘﺎوﻣﺔ وﺧﺼﻮﻣﻬﺎ.

ذﻟــﻚ اﻟﻄــﺮح اﻟﻌﻤﻴــﻖ ﻳﻌﺒﺮ ﻋﻨــﻪ اﻟﺼﻔﺪي ﺑﻜﻴﺎﺳــﺔ وﺑﺼﻴﻐﺔ ﺗﻀﻊ ذﺧﺎﺋﺮ أﻣﺎم اﻟﺮﺳــﻤﻴﲔ واﻟﺴﻴﺎﺳــﻴ­ﲔ ﻓﻲ اﻟﺮد ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺸﻜﻴﻚ، ﻓﻴﻤﺎ ﺗﻨﺠﺢ ﻣﻘﺎﺑﻼت وأﺣﺎدﻳﺚ اﳌﻠﻜﺔ راﻧﻴﺎ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ اﻟﺪﻗﻴﻖ ﻋﻤﺎ ﻳﺪور ﻓﻲ ذﻫﻦ اﻹﻧﺴــﺎن اﻷردﻧﻲ وﻋﻘﻠﻪ وﻫﻮ ﻳﺠﺎور وﻳﺮاﻗــﺐ اﳉﺮﳝﺔ اﻹﺳــﺮاﺋﻴﻠ­ﻴﺔ ﻓﻲ ﻏﺰة واﻟﻀﻔﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ. ﻋﺒﺎرات اﳌﻠﻜﺔ اﻷم اﳌﻨﻘﻮﻟﺔ ﻋﺒﺮ وﺳــﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﺗﻀﺮب ﻋﺪة أﻫﺪاف ﻓﻲ ﲤﺜﻴﻞ وﺟﺪان اﻷردﻧﻴﲔ وﻣﺆﺳﺴــﺎﺗﻬ­ﻢ إﻧﺴﺎﻧﻴﺎ، ﺑﺎﻟﺮﻏــﻢ ﻣــﻦ ﻣﺤــﺎوﻻت اﻟﺬﺑــﺎب اﻹﻟﻜﺘﺮوﻧﻲ اﻹﺳــﺮاﺋﻴﻠ­ﻲ اﻻﺻﻄﻴﺎد ﻋﺒﺜﺎ ﻓﻲ اﳌﻴﺎه اﻟﻀﺤﻠﺔ. وﻣﺴﺎﺣﺔ اﳌﻨﺎورة واﻻﺷــﺘﺒﺎك ﻟﻮزﻳﺮ اﳋﺎرﺟﻴﺔ ﲢﻘﻖ ﻣﻌــﺎدﻻت ﲢﺘــﻮي اﺣﺘﻘﺎن اﻟﺸــﺎرع ﻓﻲ اﳌﻘﺎﺑــﻞ، ﻣﻊ أﻧﻬﺎ ﺗﺜﻴــﺮ ﺣﻔﻴﻈﺔ ﺗﻴــﺎرات اﻟﺘﻜﻴﻒ اﳌﺘﻨﻔﺬة ﻫﻨﺎ وﻫﻨﺎك.

ﺻﻴﺎﻏﺔ اﻟﺘﻮازن

وﻋﻠــﻰ ﻫﺬه اﻷﺳــﺲ، ﳝﻜــﻦ ﺻﻴﺎﻏــﺔ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺘﻮازن اﳌﻨﺸــﻮدة ﻓﻲ ﻋﻤﻖ اﻟﺸــﺎرع اﻷردﻧﻲ. وﻓﻴﻤﺎ ﺗﺘﻘﺪم اﳌﺆﺳﺴــﺔ ﺑﺎﻻﺷﺘﺒﺎك ﺑﺄﺑﺮز رﻣﻮزﻫﺎ ﺿﺪ اﻷﺟﻨﺪة اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ، ﻳﻄﺎﻟﺐ اﻟﺸﺎرع ﺑﺎﳌﺰﻳﺪ. واﳌﺰﻳﺪ اﻟﻮﺣﻴﺪ اﳌﻘﺒﻮل ﺷﻌﺒﻴﺎ اﻵن ﻫﻮ إﻋﻼن ﻗﻄﻊ ﻟﻠﻌﻼﻗﺎت اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴ­ﺔ ﻣﻊ إﺳﺮاﺋﻴﻞ.

وﻫﻮ ﺧﻴــﺎر ﻗﺪ ﻻ ﺗﻜــﻮن اﻟﻈــﺮوف اﻟﺰﻣﻨﻴﺔ ﻣﻮاﺗﻴﺔ ﻟﻪ، ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻴﺲ ﺻﻌﺒ ًﺎ أو ﻣﻌﻘﺪ ًا ﻛﻤﺎ ﻳﺸــﺮح اﻟﻮزﻳﺮ اﻟﺼﻔﺪي وﺳــﺒﻖ ﻟﻸردن أن اﺗﺨﺬه، ﻓﻴﻤﺎ ﺗــﻮازن اﳌﺼﺎﻟﺢ ﻳﺘﻄﻠــﺐ اﳊﻔﺎظ ﻋﻠــﻰ وﺛﻴﻘﺔ اﺗﻔﺎﻗﻴــﺔ وادي ﻋﺮﺑــﺔ ﻓﻲ اﳌﺘﺤﻒ، وﻫﻲ ﻧﻔﺴــﻬﺎ اﻟﻮﺛﻴﻘﺔ اﻟﺘﻲ وﺻﻔﻬــﺎ وزﻳﺮ ﺧﺎرﺟﻴﺔ اﻷردن ﻋﻠﻨﺎ ﺑﺄﻧﻬﺎ »ﻣﻠﻘﺎة وﻳﻌﻠﻮﻫﺎ اﻟﻐﺒﺎر«.

ﻃﺎﻗﻢ اﻟﺼﻔﺪي ﻳﺸــﻴﺮ إﻟﻰ أن ﺑﻘــﺎء اﻟﺘﻄﺒﻴﻊ وﲡﻨﺐ إﻋﻼن ﻗﻄــﻊ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻫــﻮ اﳊﻴﺰ اﻟﺬي ﺳــﻤﺢ ﻟﻸردن ﺑﺘﻔﻜﻴﻚ اﳊﺼﺎر اﳉﻮي ﻋﻠﻰ أﻫﻞ ﻏﺰة وﻳﺴــﻤﺢ ﺑﺈرﺳﺎل اﳌﺴــﺎﻋﺪات. ﻟﻜﻦ اﻟﺸﺎرع ﻓﻲ اﳌﻘﺎﺑﻞ، ﻻ ﺿﻴﺮ ﻣﻦ أن ﻳﺴــﺘﻤﺮ ﺑﺎﳌﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﻘﻄﻊ اﻟﻌﻼﻗــﺎت، ﻓﻴﻤﺎ ﺗﺘﺠﺎﻫﻞ اﻟﺴــﻠﻄﺔ وﺗﺴــﺘﺨﺪم اﻟﻮرﻗﺔ ﻓﻲ ﻇﺮف آﺧﺮ.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Kingdom