اإلفادة فى اإلعادة
إذا جــــاز الـــقـــول إن مـعـظـم - ولـيـس كــل - املـشـاهـديـن تابعوا أحــــداث مسلسل (االخــتــيــار )3 وكـانـت لـه الغلبة على مـا عـداه مــن مـسـلـسـالت أخـــرى فــإنــه بال شـك فـى اإلعــــادة إفــــادة، وأقصد بـــذلـــك الــــعــــرض الـــثـــانـــى حـتـى تــتــاح فــرصــة املــشــاهــدة املـتـأنـيـة ألحــداثــه ملــن تابعها وأيــضــا ملن لم يلحق بالعرض األول فرصة اجللوس أمــام الشاشة ومتابعة احلــــلــــقــــات مــــــن أولــــــهــــــا وحـــتـــى نــهــايــتــهــا بــتــركــيــز شـــديـــد وآذان صاغية لكى يستوعب األحداث وكــل مــا ورد فيها مــن تسريبات وتــســجــيــالت صــوتــيــة.. فالعمل لــيــس مـــجـــرد درامــــــا لــهــا بــدايــة وعقدة ونهاية بالشكل املتعارف عليه فنيا ولكنه وثيقة ألحداث تــــاريــــخــــيــــة مــــعــــاصــــرة مــــازالــــت حاضرة فى األذهان منذ وقوعها فــــــى 25 يـــنـــايـــر وحـــتـــى ثــــــورة 30 يـونـيـو ومـــا تخللها مــن أحـــداث ومــــواقــــف كـــانـــت تـــنـــذر بـاخلـطـر والـضـيـاع وســـوء الـعـاقـبـة.. ومن هــــذا املــنــطــلــق ميــكــن أن نطلق عـــلـــى الـــعـــمـــل درامـــــــا تـسـجـيـلـيـة فـــهـــى لـــيـــســـت مــــن وحـــــى خــيــال وإبــــداعــــات مــؤلــف ميــلــك حـريـة حتريك األحــداث والشخصيات كما يـهـوى ويــريــد.. ولكنه واقـع حــى عـاشـتـه مـصـر بـكـل مــرارتــه وعـــــــاصـــــــره كــــــل املـــــصـــــريـــــن مــن خـــــالل وكــــــــاالت األنـــــبـــــاء وعــلــى الــــشــــاشــــات ومـــــواقـــــع الـــتـــواصـــل االجـــتـــمـــاعـــى واألهــــــم مـــن ذلــك أنهم أنفسهم كانوا فى الصورة وليسوا على مقاعد املتفرجن واكــــتــــفــــوا بـــاملـــشـــاهـــدة ولــكــنــهــم كــــانــــوا فــــى بــــــؤرة األحــــــــداث ومـــا خفى عنهم كشفته التسريبات والــتــســجــيــالت الــصــوتــيــة الــتــى أزاح العمل عنها النقاب.. وهذا انـــفـــراد بــكــل املــقــايــيــس يحسب لـــصـــالـــح املـــســـلـــســـل وهــــــو أيــضــا ســر قـوتـه ومتـــيـــزه.. وأعـتـقـد أن الـــعـــرض الــثــانــى عــلــى الـشـاشـة لـــه مــــذاق خــــاص عـــن املــشــاهــدة عبر املنصات اإللكترونية التى ازدحمت باإلعالنات!!