العالم.. وجريمة االغتيال
لـــــــم تــــكــــن جــــــرميــــــة اغــــتــــيــــال الـصـحـفـيـة «شــيــريــن أبـوعـاقـلـة» مــــراســــلــــة قـــــنـــــاة اجلـــــــزيـــــــرة فــى فـلـسـطـن احملــتــلــة مــنــذ يــومــن، خـــال أدائـــهـــا لعملها وواجـبـهـا فـــــى مـــتـــابـــعـــة وقـــــائـــــع وأحــــــــداث العدوان اإلسرائيلى املتكرر على مخيم جنن باألراضى احملتلة، هــــى جـــرميـــة االغـــتـــيـــال األولـــــى إلســـــرائـــــيـــــل ضـــــد الــصــحــفــيــن ورجــــــال اإلعــــــام، وبــالــقــطــع لن تكون األخيرة.
ورغم فظاعة اجلرمية ووضوح نـيـة الـقـتـل املـبـيـتـة فـيـمـا قـامـت بـه قـــوات االحــتــال ضـد شهيدة الـــصـــحـــافـــة شـــيـــريـــن، وبـــالـــرغـــم مــــن عـــمـــلـــيـــات الـــقـــتـــل والـــعـــنـــف غــيــر اإلنـــســـانـــى الــتــى تــقــوم بها الدولة الصهيونية ضد الشعب الفلسطينى األعـــــزل،...، مــازال العالم يقف لألسف عاجزا عن التحرك اإليجابى لوقف عدوان إسرائيل، ووقف جرائمها املتكررة واملـــســـتـــمـــرة املـــنـــافـــيـــة لــلــقــانــون الـــــــدولـــــــى واملــــنــــتــــهــــكــــة حلـــقـــوق اإلنـــســـان وأكـــثـــرهـــا أهــمــيــة على االطاق وهى احلق فى احلياة.
وبــالــرغــم مــن تــكــرار اجلــرائــم اإلســــرائــــيــــلــــيــــة طــــــــــوال األيــــــــام واألســابــيــع والــشــهــور والـسـنـوات املاضية، وعلى الرغم من وحشية وفــــجــــاجــــة جـــــرميـــــة االغــــتــــيــــال األخــــيــــرة «لــشــيــريــن أبــوعــاقــلــة» ووضـــوح نية القصد العمد فى عملية الــقــتــل، مـــازالـــت أمـريـكـا والــــــدول الــغــربــيــة تــقــوم بــدورهــا املـــخـــزى، فـــى االكــتــفــاء بـــاإلدانـــة اللفظية واالسـتـنـكـار الكامى، دون حتــرك فـاعـل لـوقـف املجرم ومحاسبة القاتل على جرائمه.
ولــــعــــلــــى ال أتــــــعــــــدى الـــــواقـــــع وال أجتـــــــــاوز احلـــقـــيـــقـــة إذا مـا قــــلــــت، بــــــأن املــــوقــــف األمـــريـــكـــى واألوروبى جتاه جرمية اإلغتيال الــواضــحــة واملـــؤكـــدة لـــن يتعدى حــدود االستنكار اللفظى، رغم اســـتـــحـــقـــاق اجلــــرميــــة لــــإدانــــة الــكــامــلــة والــــوقــــوع حتـــت طائلة الـــقـــانـــون، بـوصـفـهـا مـــن جــرائــم احلرب الواضحة واملؤكدة.
وفى الواقع ال حتتاج إسرائيل إلى مزيد من اجلرائم، كى تدرج فى مصاف الدول األكثر ارتكابا جلرائم احلرب الدولية، واألكثر ممــــــارســــــة جلــــــرائــــــم الــتــصــفــيــة العرقية والعنصرية الفاضحة على مستوى العالم، منذ نشأتها وحتى اليوم.
وكــــل هــــذا لـــألســـف يــتــم حتت ســمــع وبـــصـــر املــجــتــمــع الـــدولـــى عــلــى عــمــومــه وأمـــريـــكـــا والــغــرب عــلــى وجــــه اخلــــصــــوص، الــذيــن اكـــتـــفـــوا بـــاملـــشـــاهـــدة دون اتــخــاذ مـــوقـــف إيـــجـــابـــى لــــلــــردع ووقــــف الــعــدوان ووضــع نهاية للجرائم الا إنسانية.