.. وفشل مكتب اإلرشاد في أخونة «األخبار»
عقب نشر مقالي «يوميات األخبار»، صباح اإلثـــنـــن املـــاضـــي، والـــــذي كـشـفـت فـيــه دمــويــة اإلخـوان، وتهديد مرسي بشنق وزيري الدفاع والداخلية يف ميدان التحرير.. تلقيت عتابا رقيقا مـن أسـتـاذي الكاتب الصحفي الكبير محمد حـسـن الـبـنـا؛ ألنـنـي لــم أذكـــر أنـــه كـان يشغل منصب رئيس حترير األخبار، يف ذلك الوقت.. اعتذرت لألستاذ البنا عن هذا السهو.
وأنتهز اليوم هـذه الفرصة ألروي كواليس محاولة مكتب اإلرشاد أخونة جريدة األخبار؛ من خـال الـزيـارة التي قـام بها ٤ من قيادات اإلخوان، برئاسة سكرتير املرشد العام محمد بديع، والقيادي جهاد احل َّداد، احملبوس حال ًيا، وكــاتــبــن صحفين يـنـتـمـيـان إلـــي اجلـمـاعـة؛ أحدهما هارب حاليا بدولة قطر.. جاءوا إلينا رافعن «العصا واجلزرة»، وكان اللقاء عاصفا، واستمَّر أكثر من ساعتن.
قال سكرتير املرشد إن هناك ماحظة من مكتب اإلرشـــاد؛ بـأن تغطيات جريدة األخبار
لألحداث واملوضوعات التي تنشرها اجلريدة تـتـخـذ مـــواقـــف عـــدائـــيـــة ضـــد اجلـــمـــاعـــة، وإن فضيلة املرشد طلب منهم لفت أنظار رئيس التحرير والقائمن علي اجلـريـدة؛ للعدول عـن هــذا الـنـهـج.. كــان الـقـيـادي جهاد احلــداد أكثر اُملتحِّدثن صفاقًة، وجاءت تهديداته لنا صريحًة، رافًعا شعار «سيف املعز وذهبه».
قــــال احلــــــداد غـــاضـــبـــا: احـــنـــا شــايــفــن إن جريدة «األخبار» مش محايدة وضد اإلخوان علي طــول اخلـــط.. يعني ايــه اجلـريـدة تنشر إن اإلخـوان هما املسئولن عن أحداث العنف والـــــدم والــقــتــل والــتــعــذيــب.. الـــوضـــع ده الزم ينتهي، واللي مش هيبقي معانا هنعتبره عدو لنا، واحنا هنعمل تغييرات صحفية قريبا، وكل
واحد عقله يف راسه يعرف خاصه!!
رفضنا جمي ًعا هذا األسلوب الذي حتَّدث به احلداد، وواجهنا وفد مكتب اإلرشاد باجلرائم الـتـي يرتكبها أنــصــار اجلــمــاعــة.. وألنـــي كنت أكثر اُملتواجدين تعُّرًضا النتقاداتهم، بصفتي مدير التحرير املسئول عـن قسمي احلــوادث واملتابعات اإلخبارية التي أغضبتهم، حتدثت وقلت إن اجلريدة تنقل بأمانة نبض الشارع، وُتغِّطي األحـداث بحيادَّيٍة بالكلمة والصورة، وبـنـفـس الــقــوة واجلـــــرأة، حتـــدث كــل الــزمــاء، مـديـرى التحرير يف ذلــك الـوقـت، وهــم خالد ميري، ووليد عبدالعزيز، ومحمد عبداحلافظ، وشـــريـــف خــفــاجــي، وطـــاهـــر قــابــيــل، ومـحـمـد الـــبـــهـــنـــســـاوي، وصـــالـــح الـــصـــاحلـــي، وأوجـــعـــت كلماتنا وفـــد مكتب اإلرشـــــاد، وارتــفــعــت نبرة احلـــوار والنقاشات، وكـــادت حتـدث اشتباكات، لــوال ِحكمة الـكـاتـب الصحفي محمد حسن البنا، رئيس التحرير، وتدخله لتهدئة األجواء امللتهبة، واحتواء املوقف مبداعبة حتمل معني ورسـالـة للضيوف؛ بــأن جـريـدة األخـبـار كانت وستظل عصيًة علي األْخونة؛ حيث قال لهم: ما تزعلوش من عصبية الشباب، فأحدهم من أنصار أمن الدولة؛ يقصدني - ألني كنت ا ُحمل ِّرر األمني جلريدة األخبار، ومندوب اجلريدة لدي وزارة الــداخــلــَّيــة.. وواحــــٌد مــن أنــصــار احلــزب الوطني - يقصد الزميل محمد عبداحلافظ، رئيس القسم السياسي والبرملاني.. وواحد من أنصار أحمد شفيق اثناء انتخابات الرئاسة ضد مرسى - يقصد الزميل وليد عبدالعزيز، رئيس القسم االقتصادي.
انــتــهــي الـــلـــقـــاء بــخــيــبــة أمـــــٍل لـــوفـــد مكتب اإلرشاد، ليعودوا بعد عدة أسابيع إلي مكانهم الطبيعي خلف أسوار السجون.