Al-Akhbar

صندوق «ناهد» األسود!

- ◼ د. محمود عطية

فى كتابها (صندوقى األســود) تروى الكاتبة الصحفية ناهد إمـام من موقع «الشاهد الناجى ال الضحية» كيف مت أسرها بتزييف إرادتها، والعيش فى كهف اجلماعات املتأسلمة (اإلخوان والسلفيني والتبليغين­ي واجلهاديني)، وتكشف أسرار جتنيد «اإلخـــــو­ان» لها والتقاطها من مدرجات كلية اإلعالم بجامعة القاهرة، وهـى مـازالـت فى سنوات التكوين، ثم تــــروى كـيـف سـقـطـت فــى بــراثــن زوج إخـوانـى، ومـن بعد زوجــة لــــ»دون جوان إسالمى» من جماعة التبليغ والدعوة، والويالت التى تعرضت لها وأمثالها من النساء ممن صدقوا احلديث املعسول لتلك اجلماعات الرافعة شعارات دينية، وبعد املعايشة داخل بطن تلك اجلماعات تأكدت أن لديها توجهات سياسية يخفونها فـى أنفسهم، ويظهرونها فـى حلظات خاصة، وجميعهم.. (اإلخوان والسلفيون والتبليغيو­ن واجلهاديون) بينهم مشتركات عديدة كااللتفات حول فكرة «اخلالفة» مثال، فهم بالفعل أوان مستطرقة، على الرغم من كم الصراعات واخلصومات والعداءات واالنقساما­ت التى بينها.

تبوح الكاتبة الناجية بعد خالصة جتربتها مع تلك اجلماعات قائلة: «اآلن يكاد رأسى ينفجر، كلما تصورت املشهد املأساوى الذى عشته باسم الدين داخل تلك اجلماعات، والدين منه براء، تبددت حيرتى عندما قرأت وعرفت أمناط التدين املرضى، وشعرت باألسف ملسيرات تدين أجيال كاملة «مرضية» منسحبة من الواقع منفصلة عن ذواتها، والزمن بهذه الصورة املروعة بدعوى الزهد فى الدنيا، والسعى لرضا اهلل والطمع فى األجـر األخـروى واجلنة، يا إلهى، كم جرت هذه التصورات والـتـفـسـ­يـرات البشرية املضللة وهــذه األفـهـام السقيمة من ويــالت ومصائب على املجتمعات واألفراد..!».. دخلت «ناهد» «كلية اإلعــالم» جامعة القاهرة أواخر التسعينيات واحلوادث اإلرهابية على أشدها مقتل مفكرين وقادة سياسيني، مما أشاع كثيرا من الفزع واالرتباك لدى الناس، وتقول: «فى هذه املـــرحــ­ـلـــة كنت أشــعــر بــاخلــوا­ء والفراغ والتفكك وأتـــوق لالمتالء، وأبحث عن القيمة واالنتماء.. ثم اكتشفت الحقا ومنذ سنوات قليلة أن هذه كانت صفات من يكونون صيدا سهال للجماعات املتطرفة، لذا فهى ال توفر لهم نوعا من االنتماء العادى بل «االنتماء احلميم» املتسم باألخوية، وقضية ترتبط بقيمة يتعلقون بها ويعملون ألجلها، وهى حالة اجلماعات والتنظيمات اإلسالمية، التى تتمثل فى إقامة اخلالفة وحترير األقصى وصوال إلى أستاذية العالم، كما كان يعبر عن ذلك اإلخوان ويتمسكون باملصطلح على الرغم من نرجسيته الفجة، ، وهذا ما شاهدته باجلامعة وتورطت فيه، والفتيات باجلامعة يشغلهن أمـر الـــزواج، والــزوج الـصـالـح، وكـــان سمت شباب التيارات اإلسالمية معبرا عن ذلك، ومن ثم جاذبا ومحفزا على االنضمام لهم، وتخيلهم كأزواج محتملني، وكان الداعون لالنضمام إلى جماعة إسالمية يتحدثون عن هذا بالفعل، انضمى لنا وستحصلني على زوج غاض للبصر، ومصل، حافظ لكتاب اهلل».. وللسذاجة املفرطة كان -ومازال- االعتقاد السائد هو أن هذه ضمانات كافية إلنشاء أسرة سعيدة وحياة زوجية هانئة..!!.

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt