Al-Akhbar

عناصر قوة الدولة

- كرم جبر karam.gabr1@gmail.com

ال أنسى أبــدًا يوما ذهبت فيه لـزيـارة النائب العام بعد 5٢ يناير، ووجــدت الطريق إلى مكتبه فى الدور الثانى مببنى دار القضاء العالى يشبه ساحة حروب الشوارع، حيث احتشد املتظاهرون واحملتجون فى كل مكان، وحاصروا مكتبه ومنعوه من الدخول، فى صورة همجية بشعة كانت جتلب الهموم واألحزان.

وال أنسى يوم ذهب صالح أبو إسماعيل حلصار احملكمة الدستورية العليا، ليعطى رسالة بأن القضاء حتت سيطرة البلطجية، ومنع القضاة األجــالء من دخـــول مـقـر احملـكـمـة، ويـــوم حــاصــروا مـديـنـة االنـتـاج االعالمى، إلرهاب االعالميني وتخويفهم.

وال انـسـى الـفـتـوات والبلطجية وهــم يسيطرون عـلـى الـــشـــو­ارع واملــيــا­ديــن، ويــنــشــ­رون اخلـــوف والــذعــر، ويستبدلون هيبة القانون، بقانون الفوضى.

الــــدول حتـكـم بهيبتها وبـسـيـادة الـقـانـون ونشر الــعــدال­ــة واملـــســ­ـاواة، والـــدولـ­ــة الـقـويـة يـكـون لـهـا هامة وسطوة ومؤسسات قوية وراسخة، وفى ظهيرها شعب يـحـتـرم الــقــانـ­ـون ويــدعــم أجــهــزة احلــكــم، فـلـم توجد لتتسلط عليه، وإمنـــا للسهر على خـدمـتـه، وتيسير حياته املعيشية.

وأهم مؤسسات الدولة هو اجليش، الدرع الواقي فـــى احملــــن واألزمــــ­ــــات واحلــــــ­ــروب، بــجــانــ­ب مـؤسـسـتـى الشرطة والقضاء، فهذا املثلث هو كلمة السر لبقاء الدول أو تفككها وانهيارها.

لــعــبــت جـــيـــوش الـــشـــر االجــنــب­ــيــة الـــتـــى اجــتــاحـ­ـت املـنـطـقـ­ة حتــت مسمى "الــربــيـ­ـع الــعــربـ­ـى" عـلـى ضـرب جـــيـــوش الــــــدو­ل املــســتـ­ـهــدفــة، لـتـتـمـكـ­ن مـــن تفكيكها ومتزيقها، فوصلت أنظمة احلكم فيها إلى نهايتها، بعد إثارة الفنت واالنشقاقا­ت فى جيوشها، فأصبحت الدروع الواقية مجرد سيوف من ورق.

اجليش املصرى العظيم هو الذى منع سقوط الـدولـة، ووفــر مظلة األمــن للقضاء ليقوم بــدوره فى أحلك الظروف، وهو الذى ساند الشرطة بعد هجوم الغوغاء على األقسام وحرقها، وبعودة هذه املنظومة استعادت الـدولـة املصرية عافيتها وبــدأت فى تثبيت أركانها، ترسيخا ملفهوم احياء مؤسسات الدولة حتت مظلة القانون، فى دولة القانون.

رئـيـس الــدولــة أيـــا كـــان اســمــه، هــو احلـكـم الـعـدل بني السلطات ويجسد احـتـرام الـدولـة التى يرأسها، وميثلها فى الداخل واخلــارج، فالذى جاء به الشعب الذى ميلك أن يغيره هو الشعب، وقوة رئيس الدولة تنبع من احترام إرادة الشعب.

●●● من اقوال الشيخ الشعراوى: اللهم ال تشغل عقلى مبا يقلقه وال قلبى مبن ال يرحمه وال وقتى مبا ال ينفعه.. رب كن لى وكن معى واجعلنى بك أقوى وبك أغنى.

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt