Al-Akhbar

زوجة حبيىب

أنا ال أعلم ماذا أكتب لك، وال أدرى إن كنت ضحية أم مجرمة، لقد أحببت شابا وبادلنى الحب منذ ٠١ أعوام، أعلم أنه رقم كبري من السنوات، لكن صدقينى مل يشعر أى منا مبرور كل هذا الوقت

-

تقدم حبيبى خلطبتى خالل تلك األعوام مرات ال ميكننى حصرها، وفى كل مـرة كانت أمـى ترفضه، وتـرى أنـه غير مناسب لـى، وحاولت التفريق بيننا بكل الطرق، ولكننا ظللنا نناضل من أجل حبنا، وأصبحت أرفض أى شخص يتقدم لى، وأبتعد عن أى شاب آخر يحاول التقرب منى، وكلما مر علينا عام يكبر حبنا مثل البشر، وكان كالنبيذ لم تزده السنوات إال تعتقا.

ولكننا أيضا كنا نكبر مع السنوات، وبعد أن وقعت فى حبه وأنا ابنة ٨١ عام، أصبح عمرى ٨٢، وأصبح عمره نحو ٦٣ عام، وأمام محاوالته املتكررة إلقناع أمى بزواجنا، ورفضها الدائم له وافتعالها للمشكالت معه، صارحنى برغبته فى الزواج من فتاة أخرى، وأخبرنى أن أهله يضغطون عليه كثيرا وأنا أعلم جيدا أنه ال يكذب، وأعلم أننى ال أملك ما أقدمه له، حتى إننى عرضت عليه أن أهرب معه ولكنه رفض ألن ذلك سوف يؤذى سمعتى، فلم أجد ما أقوله، وحاولت ادعاء احلكمة وتفهم األمور، ورحبت بفكرة زواجه من أخرى، وال أعلم ملاذا كنت أثق أنه لن يفعلها أبدا، ال أعلم من أين أتيت بكل هذا الثبات وال أدرى ملاذا لم أكسر رأسه وقتها.

حـتـى فـوجـئـت بــأنــه فـعـال تــقــدم خلـطـبـة إحـــدى قـريـبـاتـ­ه، ولـلـعـجـب تهلل أهـلـهـا بــه كـثـيـرا عـلـى عـكـس مــا فـعـلـتـه أمــى مـعـه، فـهـو شــاب نـاجـح وطـمـوح ووسيم وال يعيبه شـىء، وللعجب أيضا وقفت أنا أتفرج عليه وهو ينساب كاملاء من بن يدى، وكأننى أذبح ولكنى ال أشعر بشىء فقد كانت «السكينة

سرقاني»، ولم أفق سوى وهو متزوج من امرأة غيرى.

وقتها فقط شعرت بالطعنة، وال أعلم ممن أتتنى، ذقت طعم الغدر وشعرت باخليانة وأنا أعلم أنه لم يخنى، لقد حاول كثيرا وكثيرا حتى فقد كل األمل، ولكنى كنت أقــف وحـــدى أنتظر املـعـجـزة، تـواصـلـت معه بعد زواجـــه والتقينا، وانفجرت فيه، واتهمته باخليانة، وكان متعجبا جدا لسلوكى ألن كل شىء حدث مبعرفتى، ولكنى لم أتخيل أبدا أن أخسره، متنيت لو أن كل ما حدث كان حلما، كرهت أمى وكرهت حبيبى، الذى ظل يقسم لى أنه لم يحب سواى، وأن زواجه كان أمرا البد منه، وأنا التى حتملت كل تلك السنوات ولم أيأس ال أدرى ملاذا يئس هو، بفقدانه فقدت كل معنى احلياة، األمل الذى كنت أعيش ألجله أصبح مستحيال.

حاولت االبتعاد ولكنى لم أقدر، فظللت أتواصل معه بعد زواجـه، وظل أيضا يتواصل معى، أحيانا أشعر إنـه ال زال يحبنى، وأحيانا أشعر أنـه أصبح يحب زوجته ويتحدث معى على سبيل الشفقة، ولكنه دائم التعبير عن حبه لى، ويؤكد لى دائما إننى أنا فقط حبيبته، وال شىء ميكنه أن يغير ذلك أو يؤثر على هذا احلب، أعيش حربا كبيرة بداخلى، أشعر أن حبيبى يخوننى مع زوجته، وأشعر إنه ينتمى لى أنا، وإننى امتلك قلبه، وأحيانا أخرى أشعر أننى أعيش وهما كبيرا، وأن زوجته هى زوجته أمــام اهلل والـنـاس، وأننى مجرد امــرأة لعوب تطارد رجال متزوجا، فهل أنا مذنبة؟

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt