العالم يعانى.. وسوق السالح يزدهر!!
وحـــدهـــا صــنــاعــة الـــســـالح وجتـــارتـــه تـعـيـش أيــامــا ذهبية فى ظل حرب أوكرانيا. األزمات حتاصر العالم والــتــراجــع االقــتــصــادى هــائــل فــى كــل بــقــاع األرض. األســعــار تلتهب فــى كــل الـسـلـع األســاســيــة. الـبـتـرول يقفز ملستويات لم تبلغها األسعار منذ سنوات.
واألخطر فى املواد الغذائية حيث ال يقتصر األمر على القفزات الكبيرة فى سعر القمح والذرة والشعير وغيرها، وإمنا فى النقص الهائل فى املعروض الذى يهدد شبح املجاعة العديد من الدول الفقيرة.
وســـط كــل ذلــــك، تنتعش صـنـاعـة الــســالح وتـــروج جتـارتـه بـدرجـة هائلة، ويجد «لـوبـى» الـسـالح القوى فى استمرار احلرب فرصة ال تعوض ملضاعفة األرباح وانـتـعـاش الـصـنـاعـة األقــــوى واألكــثــر تــأثــيــرا. تتدفق األسلحة على أوكرانيا من أمريكا وأعضاء، «الناتو» وبالتأكيد ال يتوقف أيضا إمــداد روسيا لقواتها فى أوكرانيا مبا يلزم من السالح.
كان األمر فى البداية يقتصر على أسلحة قدمية مــــوجــــودة فـــى املــــخــــازن مـعـظـمـهـا مـــن أيـــــام االحتــــاد السوفيتى. تـطـور األمـــر بعد ذلــك وأصـبـحـت قوائم السالح تتضمن أنظمة حديثة للدفاع اجلوى ومدافع متطورة وطائرات مقاتلة وأخرى بدون طيار.
وأعـلـن الرئيس بـايـدن أنــه يجرى إمـــداد أوكرانيا بأسلحة مصممة خصيصا لـتـالئـم ظـــروف احلــرب مثل كل حرب شبيهة تتحول إلى ميدان اختبار عمل للعديد من األسلحة، وإلـى مصدر النتعاش صناعة الــســالح، وإلـــى فـرصـة يــحــاول فيها كــل جـانـب إثبات تفوق ترسانته من األسلحة.
وال يقتصر األمر على ميدان احلرب فى أوكرانيا وما يتم استهالكه فيه من سالح. األخطر هو تزايد الـتـوجـه نـحـو «الــعــســكــرة». مـيـزانـيـات تـتـزايـد بنسب كبيرة فى أمريكا وروسيا والصني. ودول أوروبــا التى كانت تتحفظ على زيادة اإلنفاق على التسلح تخلت عـن كـل حتفظ أملانيا خصصت مائة مليار إضافية لهذا الـغـرض كخطوة أولـــى. والـــدول األوروبــيــة التى تتخلى عن حيادها تسير فى نفس الطريق.
ال أحـــد يـسـتـمـع ألصـــــوات تـنـبـه لـلـخـطـر وحتـــاول الـتـذكـيـر بـــأن أمــريــكــا تــركــت وراءهـــــا فــى أفـغـانـسـتـان أسلحة متطورة قيمتها سبعة مليارات دوالر )!!( وال بـخـطـورة تكديس الــســالح فــى مناطق تـتـجـاور فيها القوى النووية. العالم كله يعيش أسوأ أزماته، ووحده «لـــوبـــى الـــســـالح» يـحـصـى أربـــاحـــه الـــوفـــيـــرة ويستعد للمزيد!!