المستريح.. مؤشر خطورة!!

الــقــبــض عــلــى املــســتــريــح فى أســوان الــذى استطاع أن يجمع ٢ مــلــيــار جـنـيـه بــهــذه الـسـهـولـة من املواطنني هو مؤشر خطير يـجـب عـلـى احلــكــومــة أن تنتبه له، ألنه يدل على انسداد األفق فـى مجال االستثمار الداخلى ألن الـــــنـــــاس حـــيـــنـــمـــا جتـــــد أن الطريق إلى االستثمار الداخلى مـلـيء بالتعقيدات احلكومية، فــأنــهــا تــســتــريــح إلــــى مـسـتـريـح يعدها بأرباح سريعة دون هموم بيروقراطية. فاملستثمر الصغير الـــــذى يــعــتــزم أن يـقـيـم مـشـغـا أو ورشـــــة أو مـــحـــا ملــصــنــوعــات يدوية يواجه بآالف التعقيدات اإلداريــة والبيروقراطية وحتكم املوظفني وتنطع اجلهاز اإلدارى وفساده بشكل يدفع إلى اليأس من هذا االستثمار.

على حكومتنا أن تعيد دراسة الشروط املعقدة التى وضعتها احلـــكـــومـــات الــســابــقــة أمـــــام أى مـــشـــروع فــــردى تـصـيـب املــواطــن باالختناق.

عــــلــــى احلــــكــــومــــة إذن اآلن وأكــــثــــر مــــن أى وقـــــت مـــضـــى أن تــضــع خــطــة واســـعـــة السـتـثـمـار الـــفـــوائـــض الــنــقــديــة وتـشـجـيـع الــــصــــنــــاعــــات الــــصــــغــــيــــرة لــســد احتياجات السوق احمللى، ذلك ألن الوضع االقتصادى العاملى ينذر باخلطر، فالدوالر يتعرض لــضــربــات مـوجـعـة وقـــد يـتـهـاوى قريبا، هناك تغييرات جسيمة قد حتدث فى األوراق النقدية.

لذلك علينا أن نعتمد على أنفسنا فــى تـوفـيـر احتياجاتنا وأن نستغنى عن االستيراد ألن الصناعات الصغيرة واملـشـاريـع مــــحــــدودة الــكــلــفــة حــيــنــمــا يتم تــنــشــيــطــهــا عـــلـــى نــــطــــاق واســــع فإنها تصبح ذات مـــردود عظيم على االقتصاد.

لذلك فأننى أتـوجـه بإحلاح إلـــــى الــــــــــــوزارات املـــعـــنـــيـــة ودولـــــة رئــــيــــس الـــــــــــوزراء لــــوضــــع خـطـة عـاجـلـة لتنشيط االسـتـثـمـارات الــداخــلــيــة، فـالـنـاس تبحث عن فـــــــرص عــــمــــل والـــــــنـــــــاس متــلــك مـــــدخـــــرات ال بــــــأس بــــهــــا، لــكــن القيود والتعقيدات احلكومية حتــــــول بـــيـــنـــهـــم وبــــــني تــوظــيــف طاقتهم وتدوير مدخراتهم فى مـــشـــروعـــات مــنــتــجــة.. مـــن أجــل هذا فإن الصحف تعلن كل فترة عن القبض على مستريح جديد ويتم التعامل مع األمر على أنه فكاهة وتسلية، بينما هو يحمل فـى داخـلـه اتـهـامـا بأننا عجزنا عـــن تـــدويـــر أمـــوالـــنـــاه بــالــطــرق املــشــروعــة فبحثت لنفسها عن طرق غير مشروعة لتجد نفسها واقفة بني براثن هذا النصاب أو ذاك. بـيـنـمـا نــحــن نـتـعـامـل مع األمر باستخفاف وتفكه لم يعد يسمح بهما الزمان وال األزمات االقتصادية العاملية التى بدأت تظهر فى األفق.