مركبة فضائية تصطدم بكويكب لتحويل مساره

واشنطن - وكاالت أنباء:

اصـطـدمـت مـركـبـة فضائية تـابـعـة لـوكـالـة الفضاء األمريكية (نـاسـا)، عمداً بكويكب فى محاولة لتحويل مساره، فى اختبار غير مسبوق يهدف لتعليم البشرية طريقة منع األجـسـام الكونية مـن تدمير احلـيـاة على األرض. واصطدمت املركبة الفضائية التى يقل حجمها قليًال عن حجم سيارة، بالكويكب «دميورفوس» بسرعة تزيد عن 20 ألف كيلومتر فى الساعة.

وبّثت الكاميرات املثّبتة على املركبة الفضائية صوراً مذهلة للكويكب ظهرت فيها كل تفاصيله مبا فى ذلك سطحه الرمادى واحلصى الصغيرة التى تغطيه. وقالت لـورى جليز، مديرة علوم الكواكب فى وكالة ناسا «لقد دخلنا حقبة جديدة من احملتمل أن تكون لدينا فيها القدرة على أن نحمى أنفسنا من اصـطـدام كويكبات خطرة» باألرض. وقال ليندلى جونسون املسئول فى قسم الدفاع الكوكبى فى ناسا «إنها فترة مشوقة للغاية لتاريخ الفضاء وحتى لتاريخ البشرية».

والكويكب دميورفوس البالغ قطره حوالى 160 متراً، يبعد عن األرض بحوالى 11 مليون كيلومتر، وال يشكل

أى خطر على كوكبنا. وفى الواقع، فـإن هذا الكويكب الصغير هو قمر يدور حول كويكب آخر أكبر حجماً يسمى ديدميوس. ويستغرق دميورفوس 11 ساعة و55 دقيقة للقيام بدورة كاملة حول ديدميوس. لكن وكالة ناسا تسعى من خالل املهمة التى نفذتها إلى خفض هذه املدة مبقدار 10 دقائق عن طريق تصغير مدار دميورفوس عبر تقريبه من ديدميوس.

ويستغرق األمر ما بني بضعة أيام وبضعة أسابيع ملعرفة ما إذا كان مسار الكويكب الصغير قد تغير فعًال بسبب االصـطـدام. وسيراقب مسبار «هيرا» األوروبـــى املقرر إطالقه عام ،2024 الكويكب دميورفوس من كثب فى العام 2026 لتقومي عواقب االصطدام وحساب كتلة الكويكب للمرة األولـى. يشار إلى أنه قبل 66 مليون عام، اختفت الديناصورات بعد اصطدام كويكب كبير بــاألرض يبلغ قطره نحو 10 كيلومترات. ورصد حتى اآلن حوالى 30 ألف كويكب من كل األحجام قرب األرض. ويعتبر عدد قليل جدا من مليارات الكويكبات واملذنبات املوجودة فى النظام الشمسى الذى تنتمى إليه األرض خطراً على كوكب البشر ولن يكون أى منها كذلك فى السنوات املئة املقبلة.

◼ االصطدام شكل حدثا تاريخيا للبشرية «صورة من رويترز»