Al-Akhbar

أسرار «الميليشيات» الوظيفية

-

يتيح لنا كتاب «املشروع االيديولوج­ى اإليرانى فى الشرق األوسط» قراءة أول محاولة لدراسة وتفكيك املشروع اإليرانى وامتداداته اإلقليمية مبنطقة الشرق األوسط مبقاربة معمقة وشمولية .وتسليط األضواء على أهدافه ومنطلقاته ومؤسساته وأدواتـه، فيتناول بالوصف والتحليل املشروع االيديولوج­ى اإليرانى من خالل مرتكزات هذا املشروع. وتسليط الضوء على آلياته وأدواتـــه ومؤسساته وحتليل أهـدافـه ومآالته واستشراف مستقبله، كما يتناول بالتحليل متالزمة الدولة والثورة وأولوية الثورة على الدولة وإشكالية ازدواجـــي­ـــة اخلــطــاب اإليـــران­ـــى ومـركـزيـة دور املرشد ولى الفقيه فى عملية صنع القرار..وتبعية مؤسسات الدولة للثورة.

وإضفاء الثورة على إيران طبيعة رسالية ذات مهمة إلهية مـقـدسـة.. األمــر الـذى يربك ويعقد مـن عـالقـات إيـــران بالدول املجاورة ويشعل فتيل احلروب واملواجهات والتوترات فى املنطقة.

كما يشير الباحث د. جاسم اخللوفى إلــــى مـــحـــاو­الت إيـــــران اســتــغــ­الل مـوجـة الــثــورا­ت فـى بعض الـــدول العربية للعبث بـــالـــد­اخـــل الـــعـــر­بـــى فــقــد دعـــمـــت حـركـة اإلســــــ­ـالم الـــســـي­ـــاســـى فــــى مـــصـــر وعـــمـــد­ت إلـــــــى استغالل الفوضى السياسية لتصدير فكرها للمنطقة واستغالل احلـركـات اإلسالمية لالطاحة باألنظمة املدنية ملد مشروعها االيديولوج­ى إلى دول املنطقة.. ويــرى الكتاب أن موجة الـثـورات لم تكن عربية فى األساس،بل بدأت إيرانية عام 2009 قبل االنتفاضات العربية عندما اندلعت مظاهرات واحتجاجات إيرانية ضد نتائج انتخابات الرئاسة اإليرانية عـام 2009 تزامنت مع انتقادات حادة للنظام اإليرانى واملطالبة بــاالصــا­لح، وقــد قوبلت تلك االحتجاجات بالتعتيم اإلعالمى والقمع، وقد لعبت إيران بورقة اجلماعات اإلسـالمـي­ـة فـى الـعـالـم الـعـربـى.. وسـعـت إلــى جذب احلركات اإلسالمية إلى مدارها السياسى وحتويلهم إلـــى وكـــالء غـيـر مـبـاشـريـ­ن لـلـثـورة اإليــرانـ­ـيــة داخــل البلدان العربية.. ومن هنا سعت إيران إلى «أسلمة « القضية الفلسطينية وتهميش املكون العروبى للقضية الستقطاب احلركات اإلسالمية احلصول على تأييد ودعم الرأى العام العربى.. وتسويق النموذج اإلسالمى اإليــرانـ­ـى فـى املنطقة. وقــد هـدفـت إيـــران إلــى زرع مفاهميها فى اجلهاز املفاهيمى للحركات اإلسالمية الـعـربـيـ­ة وغــيــر الــعــربـ­ـيــة.. وقـــد وجــدت إيــــران فــى الـربـيـع الـعـربـى فرصتها فى تغيير األوضـاع القائمة باعتبارها حاجزا أمام التمدد والتغلغل اإليرانى فــى الـعـالـم الـعـربـى وحتـقـيـق أهـــداف مشروعها األيديولوج­ى فمفاهيم التغيير والثورة ومفهوم اإلسالم السياسى وقوى االستكبار خرجت جميعها من الترسانة املفاهيمية اإليرانية. وكان تقييم القيادة اإليـرانـي­ـة ملـوجـة الربيع العربى إيجابيا فــى مجمله لـعـدة أســبــاب منها أن ذلـك احلــــراك الــعـربـى الـشـعـبـى حـقـق سقوط أنظمة كانت تعادى إيران أو تتجنب التقارب معها، وأن النظام البديل الذى تولى السلطة يغلب عليه الطابع اإلسالمى وال يعادى إيران.. وفى هذا اإلطار حاولت إيـران استقطاب مصر بعد اإلطاحة بنظام الرئيس الراحل مبارك.. كما حاولت أيضا فتح آفاق جديدة للتعاون مع تونس وليبيا.. ويـرى بعض الباحثني أن اهتمامات إيران حكمتها اعتبارات سياسية براجماتية وليست مبدأية أو أيديولوجية..فطهران ليست معنية باملرة باإلصالح فى الــدول العربية .إمنـا هى معنية باآلثار املباشرة أو غير املباشرة لهذه االحتجاجات على السياسة واملصالح اإليرانية فى املنطقة العربية.. الكتاب يقع فى 400 صفحة.

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt