أڤيرام بركاى: سروال إسرائيل سقط أمام السادات!

فى أحدث كتاب عن حرب أكتوبر

تزامنا مع الذكرى التاسعة واألربعني حلرب أكتوبر املجيدة، صـدر فى إسرائيل كــتــاب الــبــاحــث الـعـسـكـرى أڤــيــرام بركاى «فجأة اندلعت احلرب»، الذى اعتقل املستوى العسكرى اإلسرائيلى وهو فى حالة تراخ واستهانة بجدية املصريني والسوريني فى شن احلرب، مـشـيـرا إلــى أنــه حتى عشية انــدالع احلرب، كان املتحكمون فى قيادة دولة إسـرائـيـل قـد أدمـنـوا الـوهـم؛ وعاشت الـدولـة العبرية رهينة رأســني. األول: الــعــرب ال زالــــوا غـيـر مـؤهـلـني خلـوض حرب؛ ونحن ندرك أن مالبسات دوران رحى احلرب مبفهومها الدارج، لن تكتمل قبل نهاية عام .1975 أما الرأس الثاني: حتى إذا طـرأ تشويش على رؤيــة هـؤالء «الال منطقيني» (وفقاً لتعبير يجال ألون خالل جلسة احلكومة صباح يوم السبت 6 أكتوبر)، فلدينا «الوسائل اخلاصة»، التى تعلم كيفية إنذارنا قبل 48 ساعة على األقل من نشوب احلرب.

إال أنــــه مـــع قــــرع طـــبـــول احلـــــرب على اجلبهتني املصرية والـسـوريـة، بـات اجلميع على قناعة بـأن القيادة األمنية اإلسرائيلية لم تف بوعودها؛ وأن العرب يعلنون احلرب رغم عدم اكتمال مالبسات املفهوم الـدارج لها. ولم تف االستخبارات العسكرية «أمان» هى األخرى بتعهداتها، حني التزمت بالتحذير من احلرب قبل 48 ساعة من اندالعها؛ وبدت إسرائيل فى صورة كان من املستحيل تخيلها، وهى سقوط سروالها إلى األسفل! وحسب الكاتب اإلسرائيلي، لوقف الـزحـف املباغت على اجلبهتني، لـم يكن أمـام الـقـوات النظامية اإلسرائيلية سـوى االنتحار، السيما وأن تلك القوات كانت فى مجملها ذابلة، وتفتقر إلـى أى استنفار أو استعداد لسيناريو الرعب، إذ كانت إسرائيل حتتاج على اجلبهة املصرية إلى 72 ساعة، وعلى اجلبهة السورية إلى 24 ساعة حتى يتسنى رص صفوف قوات االحتياط.

وبدًًال من التعاطى مع معلومات محققة حول اندالع احلرب، غرق املستوى األمني، وفًًقا للكاتب اإلسـرائـيـلـي، فــى جــدل عقيم حــول تـقـديـرات مـشـََّّوهـة، ومـنـهـا حـديـث رئـيـس االسـتـخـبـارات العسكرية «أمـان» إيلى زعيرا، الذى رأى خالل اجتماع ديوان رئاسة الوزراء صبيحة يوم املعركة: «املصريون أصبحوا أكثر نضوجا من الناحيتني الفنية والعملياتية خلوض احلرب.. كل شيء بات جـاهـزا، إال أنـه رغـم حقيقة استعدادهم، أرى أنهم يدركون هزميتهم. السادات حاليا ليس فى وضع يضطره إلى شن حرب. إنه على يقني بأن ميزان القوى أمامنا لم يتحسن».