Al-Akhbar

السادات وجه إلى رؤوسنا مسدسا فارغا وصدقناه التراجع عن عملية «اللؤلؤة» الختطافه من غرفة قيادة العمليات السرية

المقدم متقاعد إيلى ديكيل عن إخفاقات «أمان»:

- مركز العمليات رقم ٠١ جرانيت أم األبراج العالية

ال يخفى املقدم (متقاعد حاليا) إيلى ديكيل مرارته من عدم تبنى القيادات العسكرية العليا خلطته التى وضعها للهجوم على مركز القيادة العليا فى القاهرة وخطف الرئيس السادات، وقـائـد األركـــان املـصـرى وكــل أعـضـاء القيادة ووضعهم فى األسر، فيما أطلق عليها «عملية اللؤلؤة». يستسلم ديكيل الذى خدم فى قسم األبحاث باالستخبار­ات احلربية التابعة جلهاز «أمـــان» ألمـر قيادته العليا بإيكال املهمة ل» سييرت متكال» وهــى وحــدة استطالع هيئة األركان العامة، ولم تتم العملية.

يحدد ديكيل فى سلسلة من احملاضرات التى بثت خالل الشهرين املاضيني على اإلنترنت، عن اإلخفاقات التى اتسم بها عمل املخابرات احلربية «امـــان» خــالل حــرب أكـتـوبـر، لكنها مستقاة من كتابه الذى أصدره عام 0102بعنوان» اسـتـخـبـا­رات منفصلة عـن األرض، جناحات وإخفاقات عمل االستخبارا­ت اجلغرافية»، أنه منذ بداية احلرب حتى 17 أكتوبر، أمر رئيس األركـان ووزيـر الدفاع اإلسرائيلى باالستعداد لضرب أهــداف استراتيچية فى مصر، لكن إزاء املفاجأة لم يجد اجليش اإلسرائيلى الوقت ملناقشة وصياغة قائمة من األهداف التى من شأنها تلبية احتياجات احلرب.

ويضيف: «فى األيام السابقة حلرب أكتوبر قمنا باستعراض ومراقبة كل أنشطة وحتركات الـقـيـادة املصرية ســـواء األنشطة الـعـاديـة أو أنشطة وقــت الــطــوار­ئ، ركـزنـا كـل املعلومات املـتـوافـ­رة لدينا وخططنا للهجوم على مقر القيادة بالقاهرة وكنا نعرف منذ حرب 67 ان هناك مخبأ ضخما فى أملاظة شرقى القاهرة ولم نعرف ملـاذا ال يستخدم لم نكن نـراه ألنه حتت األرض ولكن بالنظرالى ضخامة حجمه وأهـمـيـتـ­ه عـرفـنـا أن اسـمـه مـركـز العمليات

رقــم01. بعد مـرور ثالثة او اربعة أيـام طرأت على ذهنى فكرة الهجوم على مقر القيادة العليا املصرية وجمعت كل املعلومات اخلاصة بالطرق وهيكل املبنى واملـوارد املطلوبة لتنفيذ عملية أسر الرئيس املصرى وقيادة األركان لكن كانت هناك تفصيالت غائبة عن عدد الغرف وماهى الغرف املركزية فى املبنى. يلقى ديكيل بالالئمة على هشاشة ونقص املعلومات التى قدمها كبار العمالء أثناء حرب أكتوبر، ومنهم أشرف مروان.

فـى هـذه احملـاضـرا­ت تـنـاول ديكيل عوامل إخفاق املخابرات احلربية فى تقدمي تقدير دقيق للموقف، اعتماًدا على معلومات قدمية ترجع إلى حربى 67 واالستنزاف. وحني اندلعت حرب أكتوبر تبني مثًال جهل اإلسرائيلي­ني بأنواع الدبابات التى مت جتهيز اجليش املصرى بها استعدادا حلرب يوم الغفران، وبحسب ديكيل، كانت هناك تغييرات جذرية فى أنواع الدبابات حتضيرا حلرب اكتوبر. وظنت قيادات اجليش اإلسرائيلى خطأ أن فرق املشاة كانت ال تزال مجهزة بالدبابات القدمية ،34-T كما أن كميات دبابات 62-T اجلديدة نسبيا لم تكن معروفة.

حتى انـــدالع حــرب يــوم الـغـفـران، اعتقدت «امـان»، والقيادة العليا، أن املصريني سيقاتلون فى احلـرب القادمة وفقا خلطة «جرانيت »2 ويسعون للوصول إلى املمرات اجلبلية فى متال واجلـــدي. لم يعرفوا أن الـسـادات صـاغ خطة جديدة: «األبراج العليا». وفى خطابه الشهير يوم 17 أكتوبر هدد علنا بأن أى حترك نحو العمق املصرى سيقابله هجوم فى العمق اإلسرائيلي. ظـنـت الــقــيــ­ادات العسكرية أنـــه يـتـحـدث عن استخدام صواريخ بصواريخ «ظافر» أرض - أرض التى بحوزته: العمق مقابل العمق. فى أمان، أدركوا على الفور أن تهديد صواريخ «ظافر» كان فارغا، ألن مصر لم تتمكن من تطوير الصاروخ. وفى نفس الوقت، اعتقدوا أن السادات كان يشير فى الواقع إلى صواريخ «سكود»، التى قدمها له االحتاد السوڤيتى قبل بضعة أشهر. فى نهاية مــداه، ميكن أن تصل «سكود» إلـى بئر السبع وحتى جنوب تل أبيب. بعد اخلـطـاب، أصدر وزير الدفاع تعليمات للجيش اإلسرائيلى بعدم التحرك فى 18 أكتوبر ضد أهداف اقتصادية، األمــر الــذى أغلق الباب أمــام قضية مهاجمة أهداف استراتيچية فى مصر.

 ?? ?? ◼ الزعيم محمد أنور السادات
◼ الزعيم محمد أنور السادات

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt