السيسى: تنشيط التبادل التجارى بين بلدينا ليرتقى إلى مستوى العالقات الثنائية
خالل كلمته بالمؤتمر الصحفى مع نظيره األذربيجانى
أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى، أنه ركز خـالل املباحثات مع رئيس دولــة أذربيجان إلـهـام علييف على أهمية تنشيط التبادل التجارى بـني البلدين ليرتقى إلــى مستوى العالقات السياسية املشتركة، ويتسق مع ما يتمتع به البلدان من إمكانات واعدة للتصنيع والتصدير، وهــو األمــر الــذى سيكون محل بحث معمق من اجلانبني خالل أعمال الدورة السادسة للجنة املشتركة املقرر عقدها فى القاهرة العام القادم .202٤ جاء ذلك خالل كلمة الرئيس السيسى فى املؤمتر الصحفى املشترك مع رئيس جمهورية اذربيجان.
وأعــــرب الـرئـيـس السيسى عــن سعادته بتواجده فى العاصمة باكو وتشرفه بأن يكون أول رئيس ملصر يزور أذربيجان، وذلك منذ إقامة العالقات الدبلوماسية بني البلدين التى شهدت مرور ثالثني عاماً على إنشائها خالل العام املاضى.
كما أعــرب الرئيس عن إعجابه الشديد بالتقدم احلضارى والعمرانى للعاصمة باكو، والذى يعكس مدى اجلدية واجلهد الذى بذلته احلكومة والشعب األذرى الصديق لتحقيق هــذه الــصــورة املـشـرفـة لعاصمة متحضرة ومتطورة، معربا عن متنياته ألذربيجان مزيداً من التطور والرخاء.
وتوجه الرئيس بخالص الشكر والتقدير للرئيس إلهام علييف على حسن االستقبال وكـــرم الضيافة الـــذى ملسه منذ أن وطـأت أقـدامـه أرض أذربيجان الصديق، حيث مت عقد املباحثات بينهما فى مناخ ودى سادته
روح التفاهم والتعاون، وحرص الرئيس على تأكيد اهتمام مصر باستمرار تعزيز العالقات الثنائية وتطويرها مبا يحقق نقلة نوعية فى مستوى وعمق التعاون بني اجلانبني، وبتوطيد أطر التعاون الثنائى وأواصر احلوار السياسى مبا يحقق املصلحة املشتركة للبلدين، فضًال عن الدفع قدماً بتعزيز التعاون الثنائى فى مختلف املـجـاالت واالقـتـصـاديـة والتجارية والثقافية ذات االهتمام املشترك، والبناء على ما مت تدشينه من تقارب بني البلدين خالل السنوات املاضية.
وتابع الرئيس أنه مت استعراض متيز مصر فى عدد من القطاعات الصناعية الواعدة التى متثل أهمية كبرى للجانب األذرى والتى ميكن العمل على تنمية التعاون فيها، مثل قطاعات الصناعات الدوائية الذى متتلك فيه مصر قدرة إنتاجية وتصديرية تنافسية، ومن ثم ضرورة إيالء التعاون بني مصر وأذربيجان فى هذا املجال اهتماماً خاصاً.
كما استعرض من جانبه الطفرة الكبرى التى تشهدها مصر فى مجال البنية التحتية وقطاع التشييد والبناء واخلبرة التى حازتها الشركات املصرية فى هذه املجاالت على مدار السنوات التسع املاضية، مع تأكيد استعداد مصر للتعاون مع اجلانب األذرى فى هذه املجاالت لنقل اخلبرات وتنفيذ املشروعات املشتركة فى أذربيجان للمساهمة فى النقلة احلضارية املتميزة التى تشهدها.
وأشار الرئيس السيسى إلى أنه مت خالل املـبـاحـثـات أيـضـا اسـتـعـراض اجلــهــود التى تبذلها مصر لتذليل العقبات أمام املستثمرين األجانب، واملشروعات القومية الكبرى اجلارى تنفيذها للنهوض باالقتصاد الوطني، خاصة املنطقة االقتصادية لقناة السويس وما توفره من مزايا للمستثمر األجنبى ونفاذ ملنتجاته إلــى عــدد كبير مـن أســـواق الـــدول املـجـاورة العربية واألفريقية عن طريق االستفادة من اتفاقيات التجارة احلرة والتفضيلية املبرمة بني مصر وهذه الدول. وأوضـح الرئيس أنه ونظيره األذرى رحبا باستئناف تسيير رحـالت الطيران بني باكو وشرم الشيخ، مع إمكانية النظر فى تدشني خط طيران مباشر بني القاهرة وباكو، األمر الذى من شأنه أن يساهم فى تعزيز التعاون والتبادل السياحى والثقافى واالقتصادى بني البلدين.
وتــابــع الـرئـيـس أنـــه مت الـتـطـرق أيـضـاً خـالل مباحثاته مع الرئيس إلهام علييف إلى عدد من القضايا الدولية واإلقليمية ذات االهتمام املشترك، سـواء فى منطقة الشرق األوســط أو جنوب القوقاز، حيث مت تأكيد أهمية احلوار والتفاوض وتغليب صوت العقل واحلكمة، أخذاً فى االعتبار أن القوة العسكرية وحدها لم تكن أبداً كافية لتحقيق السالم الدائم والشامل والعادل، وأنــه البـد مـن التفاوض الستكمال مسار السالم، وحتقيق واقع أفضل وحياة كرمية للشعوب، السيما فى املرحلة الراهنة التى تتكبد فيها الشعوب معاناة مضاعفة على الصعيد االقتصادي؛ إذ أنه لم يكد العالم يستفيق مــن أزمـــة جائحة كــورونــا، حتى خيمت األزمـــة الـروسـيـة األوكــرانــيــة، وما تبعها من تداعيات اقتصادية، على مختلف القطاعات احليوية فى العالم، سواء األمن الغذائي، والطاقة، فضًال عن حركة املالحة البحرية والقطاعات املصرفية، وكذا قطاع السياحة.
واختتم الرئيس كلمته باالعراب عن متنياته للرئيس «إلهام علييف» بكل التوفيق والسداد فى قيادته لدولة أذربيجان الصديقة وشعبها املضياف، معرباً عن ثقته فى أن هذه الزيارة ستمثل نقطة انطالق حقيقية مبا نتج عنها من زخم سياسي، وما شهدته من تفاهم على مستوى القمة، لتعزيز الـعـالقـات املصرية األذريــة فى مختلف املـجـاالت، السيما على الصعيد االقتصادى واالستثماري. كما متنى فى اخلتام لدولة أذربيجان وشعبها الصديق كل التوفيق والتقدم واالزدهار.