مايسة عبد الجليل رائحة الكتب
بـالـصـدفـة استمعت إلـــى أحـد الـــنـــاشـــريـــن يـــتـــحـــدث مبــنــاســبــة افتتاح الدورة ٤٥ ملعرض القاهرة الدولى للكتاب يشكو ويعتذر عن ارتــفــاع أســعــار الـكـتـب هـــذا الـعـام بـسـبـب الـــزيـــادة املـــطـــردة ألسـعـار الورق والتى تضاعفت هذا العام عـــدة مـــرات نـظـرا لسعر الـــدوالر وتذكرت مكتبة أبى - رحمه اهللالعامرة بالروايات والكتب العربية والعاملية املزينة باألغلفة الفنية املبهرة وأمهات الكتب بأغلفتها الرصينة وأوراقها الصفراء والتى لـــم يــكــن يــتــعــدى ثــمــن أى منها بضعة قــروش أو بضعة جنيهات للمجموعات الكاملة
تلك املكتبة كانت موجودة فى الكثير من البيوت املصرية وقد صـاغـت عـقـول ووجـــدان و ثقافة أجيال كاملة حملوا الوطن على أكتافهم .. ورغما عنى راح خيالى لــبــعــض أبـــنـــاء هــــذا اجلـــيـــل وكــل عاقتهم بهذا النوع من املكتبات رمبا إعادة ترتيبها وإزالة التراب عنها كقطعة ديكور بينما ال ترتفع أعينهم عن املوبايل يستقون منه كـل معارفهم املـبـتـورة وثقافتهم املجتزئة .... فاملعلومة برشامة صغيرة واخلطابات
و sms األحاسيس والتهانى والتعازى أشكال مطبوعة معلبة مسبقا تصل بضغطة زر!!
نــــــــعــــــــود ملــــــــعــــــــرض الــــــكــــــتــــــاب والـتـحـديـات الـتـى يواجهها هذا الـــعـــام فـــى ظـــل أزمــــة اقـتـصـاديـة كـــبـــيـــرة .. كـــيـــف نـــحـــافـــظ عـلـيـه كصناعة إلى جانب كونه وسيلة لتعزيز الوعى واملعرفة والثقافة فكما هو معروف أن له دورا كبيرا فــى تنشيط االقـتـصـاد وحتقيق عوائد مع حركة البيع والشراء وال شـــك أن الــــظــــروف احلــالــيــة ســوف تؤثر على حجم املبيعات وهــــى أزمــــة يـصـعـب تــفــاديــهــا إال بجهود مشتركة بني صناع الكتاب والدولة .. فالدولة مسئولة عن حماية تلك الصناعة بالسيطرة على عمليات تزوير الكتب وحماية امللكية الفكرية إضافة إلى تقدمي الــدعــم املـنـاسـب للسيطرة على أسعار الكتب ...فالكتاب هو أحد قوانا الناعمة ورمبا كان هو األهم وماتبقى لنا منها واحلق أن إقبال األسر على املعرض هذا العام رمبا يساهم فى تخطى األزمة نسبيا لــو اشــتــرت كــل واحــــدة ولـــو كتابا واحــــــدا وذلـــــك حــتــى ال تختفى الــكــتــب عـــن األرفــــــف وال تصبح رائحة الكتب مجرد ذكريات .