رسائل من القدس العربية
كل الطرق، البد أن تؤدى إلى انفجار املوقف بعد حكومة أقصى اليمني املتطرف فى إسرائىل، وبعد أن أصبحت الشرطة واألمـــن الداخلى فـى قبضة املوضوع على قوائم اإلرهـاب "بن غفير" وأصبحت شئون الضفة الغربية وتوطني اإلسرائيليني فيها فـــى يـــد املــتــطــرف "ســيــمــوتــيــريــتــش" وأصـــبـــح ضم الضفة هدفًا معلنًا للتحالف احلكومى واستخدام الــقــوة - دون خشية مــن عـقــاب - سـيـاسـة رسمية لـفـرض األمـــر الــواقــع وإهــــدار كــل قيمة للشرعية الدولية!!
وفى وقت كانت األطراف التى تشعر مبسئوليتها حتاول جاهدة جتنب االنفجار، بينما كان التصعيد اإلسرائيلى يتواصل، واقتحامات املسجد األقصى ال تتوقف، وشهداء فلسطني يسقطون يوميا مع االقتحام املتكرر للمدن الفلسطينية والتى كانت آخر جوالته مذبحة "جنني" التى سقط فيها تسعة شهداء بينهم فلسطينية فى الستني من عمرها.
وفى الوقت الذى كانت القوة اإلسرائيلية الغاشمة حتاول نقل التصعيد إلى غزة لصرف األنظار عن مذابح الضفة، وقع حادث القدس الذى أسفر عن قتل سبعة من املستوطنني اإلسرائيليني على يد صبى فلسطينى قـالـت الـشـرطـة اإلسرائيلية انه ال ينتمى ألى تنظيم للمقاومة الفلسطينية وأنه مـن أبـنـاء الـقـدس العربية الـواقـعـة حتـت سيطرة االحـــتـــال اإلســـرائـــىلـــى الــــذى حــولــهــا إلــــى قلعة مسلحة بعد أن كانت دائمًا رمــزًا للسام وملتقى لألديان السماوية.
دورة جـــديـــدة مـــن الــعــنــف الــــذى قـــادتـــه حكومة الــيــمــني املـــتـــطـــرف فـــى إســـرائـــيـــل وجـــهـــود سـتـبـذل للتهدئة.. وفـى كل األحـــوال سيبقى املوقف قابا لانفجار مادام االحتال قائما والشرعية الدولية مـعـطـلـة، وأفــــق احلـــل الـسـيـاسـى الـــعـــادل غـائـبـة.. ومادامت املعايير املزدوجة حتشد العالم من أجل أوكرانيا، ثم تتغاضى عن احتال إسرائيل لألرض الفلسطينية، وتــرفــض محاسبته عـلـى جـرائـمـه أمــام احملاكم الدولية، وتكتفى باحلديث عن حل الدولتني بينما حتمى التطرف اإلسرائيلى وهو يغتال هذا احلل!!
الـتـهـدئـة مـطـلـوبـة وضــــروريــــة.. لـكـن االســتــقــرار احلقيقى لن يتحقق إال بأفق سياسى مفتوح على احلل العادل الذى ينهى االحتال ويعيد احلقوق املــشــروعــة للشعب الفلسطينى فــى إقــامــة دولـتـه وحترير أرضه بدون ذلك سيظل طفل فى الثالثة عشرة من عمره قادرا على زلزلة أمن إسرائيل حتى وهى حتت حكم اليمني املتطرف، أو فى ظل صمت دولى ال ميكن أن يستمر!!