Al-Akhbar

معرض العشاق

- عمرو الديب

مـــا أعـــذبـــ­هـــا مـــن أيـــــام يــســرى فــيــهــا الـــــدفء عــلــى الـــرغـــ­م من بــــــــر­ودة الـــطـــق­ـــس فــــى مــســتــه­ــل العام، وينتشر فى أفقها ذلك العبير اآلسر األخـاذ، ويتجلى فى أجوائها ضـوء باهر يسطع فى اجلنبات، فيؤنس الوحشة، ويــــــــ­بــــــــد­د وســــــــ­ـــــــاوس الــــظـــ­ـلــــمـــ­ـة الـكـئـيـب­ـة، إنــهــا أيـــام استثنائية فى أعمار العشاق، واملشتاقني، واملــــــ­ــغـــــــ­ـرمـــــــ­ـني، لـــــيـــ­ــس بـــــوجــ­ـــوه احلسان، وقـدود الغزالن، وإمنا بــــذلـــ­ـك الــــســـ­ـر اخلـــــــ­ـاب الـــــذى يـــفـــتـ­ــح كـــــل األبــــــ­ــــــواب، ويـــحـــل­ـــق بــأصــحــ­اب املــكــاش­ــفــة الـهـائـمـ­ني فـــــى مـــحـــيـ­ــط فـــــض مـــغـــال­ـــيـــقــ­ـه إلـــى ذرى الـتـمـكـن واالقــــت­ــــدار.. املــــــع­ــــــرفــ­ــــة بــــشــــ­تــــى جتـــلـــي­ـــاتـــهـ­ــا وجتسداتها وإشراقاتها، لذلك تــــرى عـــشـــاق املــعــرف­ــة مــرفــرفـ­ـني بــــأجـــ­ـنــــحـــ­ـة مــــــن شـــــــوق وحـــنـــن­ي ولـــهـــف­ـــة، وهــــم يـــخـــّفـــون ســـراعـــ­ا إلـى مواعيد املعشوقة فى هذه األيــــــ­ــام الــــتـــ­ـى تـــشـــاب­ـــه األعــــيـ­ـــاد واألوقــــ­ات القدسية الـتـى يدنو فـــيـــهـ­ــا احملـــــب­ـــــون مـــــن احلــــضــ­ــرة السرمدية أمام الكائن األسمى والـــــــ­ـــــــرب األعــــــ­ــلـــــــ­ـى، فــــمــــ­عــــرض الـقـاهـرة الــدولــى للكتاب الـذى انــطــلــ­ق مــنــذ أيـــــام -فــــى دورتــــه الـــــراب­ـــــعــــ­ـة واخلـــــم­ـــــســــ­ـني- ميــثــل الــكــثــ­يــر مـــن هــــذه املـــعـــ­انـــى فهو أفــق يتشكل كــى يحلق عشاق املـــعـــ­رفـــة فــــى عـــلـــيـ­ــائـــه، وبـــســـا­ط هـــائـــل ميــتــد لــيــحــت­ــضــن خـطـى املــــشــ­ــتــــاقـ­ـــني لــــعــــ­نــــاق احملــــبـ­ـــوب، وارتـــشــ­ـاف رضـــابـــ­ه مـــن ينابيعه األصـــــل­ـــــيــــ­ـة الــــــعـ­ـــــذبـــ­ـــة، الـــكـــت­ـــب الـــتـــى تـــشـــاب­ـــه رســــائــ­ــل احملـــبــ­ـني، وخــــــطـ­ـــــابـــ­ـــات الـــــعــ­ـــشـــــا­ق مـــهـــمـ­ــا اخـــتـــل­ـــف مـــضـــمـ­ــونـــهــ­ـا وتـــنـــو­عـــت موضوعاتها، فهى فـى النهاية عــــلــــ­ى اخـــــتــ­ـــاف تــخــصــص­ــاتــهــا وتـصـنـيـف­ـاتـهـا رســــل املــعــشـ­ـوق.. املعرفة إلـى املشتاقني للوصال املتلهفني على العناق، لذا يحل هــــذا احلـــــدث الـــســـن­ـــوى الــفــريـ­ـد مـــــن نــــفــــ­ســــى، ومـــــــن نــــفــــ­س كــل عاشق للمعرفة عيًدا حقيقًيا، وأيــــامـ­ـــا اســتــثــ­نــائــيــ­ة فـــارقـــ­ة فـى أعـمـار املغرمني بـالـقـراء­ة مهما تــــطــــ­ورت الــــوســ­ــائــــط الــتــقــ­نــيــة، والـوسـائـ­ل احملـدثـة، حيث يظل الكتاب حًقا هو السفير األمثل لـــلـــمـ­ــعـــرفــ­ـة، واملـــبــ­ـعـــوث األنـــســ­ـب للعلم، عـلـى األقـــل عـنـد جيلى واألجــيــ­ال التى تسبقه، وأيًضا الـتـالـيـ­ة لـــه، ورمبـــا لـــدى أجـيـال من الشباب والناشئة من الذين يـــجـــدو­ن مـتـعـتـهـ­م اخلـــاصــ­ـة فى الـــقـــر­اءة عــبــر الــكــتــ­اب الـــورقــ­ـى، لكل هــذه املعانى تهفو النفس إلـــــــى أيــــــــ­ـام مـــــعـــ­ــرض الــــكـــ­ـتــــاب، وتكتسب األعمار عمًقا ومذاقا خاصا فى رحابه. Adabelakhb­ar55@gmail.com

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt