الرياضة والكرة.. والنقطة السوداء
«أيـــــن تــقــف الـــريـــاضـــة املــصــريــة ؟ .. هـكـذا يتسائل الكثيرون محاولني البحث عن إجابة ، لكن الطامة الكبرى أن يقعوا وهم يبحثون عن إجابة فى فخ عميق يحصر الرياضة فقط فى كـرة القدم؛ وإذا تفهمنا أن الرياضة أكبر بكثير مـن كــرة الــقــدم، وأنـهـا أســـاس إذا صلح انصلح حاضر شبابنا ومستقبل وطننا، فهل تلك املقولة حقيقية ؟
توصلت إلجابة السؤال السابق؛ بحضورى جلسة الوزير الشاب النشط بل واملبدع أشرف صبحي، فـى مـؤمتـر أخـبـار الـيـوم االقـتـصـادى والـتـى اكتشفت خاللها أن الرياضة املصرية تشهد جنــاًحــا مـتـكـامـًال بـــإدارة-وبـــحـــق-خـــارج الــصــنــدوق، تـطـويـر شـامـل وفـكــر مختلف فى إدارة املنظومة الرياضية احلقيقية بعيدا عن هــوس وأمــــراض كــرة الــقــدم، تطوير يطمئننا على شبابنا فى كل بقاع مصر وليس العاصمة واملــــــدن الــرئــيــســيــة فـــقـــط، بــالــطــبــع ال تكفى مساحة هذا املقال لرصد كل ما كشفه الوزير بجلسته، لكن لنعرج سريعا على أهم ما جاء بها، ونركز اليوم على بدء إدارة ملف الرياضة
بفكر اقتصادى يضمن استدامتها واستمرار حتديثها خدمة لشباب مصر وبـدون الضغط على موازنة الدولة.
لقد أدركت الوزارة أن الرياضة تالمس عدة سلع وخـدمـات، وبــدأت الـــوزارة مـجـاراة النظم العاملية بتحويل الرياضة ألنشطة اقتصادية مربحة بشراكة مع القطاع اخلاص جنبا إلى جنب، مع إنشاء شركات تابعة للوزارة لتحقيق اســـتـــفـــادة لـلـجـانـبـني، كــمــا بــــدأت إعـــــادة إدارة األصــــول واسـتـثـمـارهـا بـاملـشـاركـة مــع القطاع اخلاص.
هـذا الفكر بـدأ يؤتى ثماره تطويًرا وجذًبا لالستثمارات الرياضية ومضاعفة البرامج الــريــاضــيــة املـخـتـلـفـة والــــزيــــادة الــرهــيــبــة فى املــســتــفــيــديــن مـــنـــهـــا، لــيــصــل حـــجـــم املــنــشــآت الــريــاضــيــة فـــى 4 ســـنـــوات حلـــوالـــى ألــــف نـــاد
ريـاضـى و4 آالف ملعب خماسى قـانـونـي، و4 آالف مــركــز شــبــاب و81 فـنـدقـا ريـاضـيـا 319و أنــديــة للشركات و32 ســتــادا، وهــنــاك رقــم هو األكـثـر داللــة على مـا يتم مـن إجنـــاز. فخالل ٠3 عاما مت إنشاء ٠3 حمام سباحة باألندية ومراكز الشباب. بينما األربـع سنوات املاضية فـــقـــط مت إنــــشــــاء 148 حـــمـــام ســـبـــاحـــة عـلـى مـــســـتـــوى اجلــــمــــهــــوريــــة، لـــنـــقـــيـــس عـــلـــى هـــذا النموذج باقى األنشطة، وكدليل على أن ما مت تنفيذه جــاء بـجـودة وكـفـاءة عاملية خدمة لشباب مصر مـا نلحظه مـن مستوى مراكز الـشـبـاب واملــالعــب اخلـمـاسـيـة وغـيـرهـا خـالل سيرنا بطرق ومحاور احملافظات فهذا عنوان «اجلمهورية اجلديدة».
ومن النقاط التى توقفت عندها أيضا تلك املتعلقة بالتصنيع الــريــاضــي؛ مـثـل مصنع الــنــجــيــل الــصــنــاعــى بـــاملـــشـــاركـــة مـــع الــقــطــاع اخلــــــــاص، وإنـــــشـــــاء شــــركــــة املـــــــدن لــلــخــدمــات الـريـاضـيـة كفرصة استثمارية واعــــدة، وجــاء إنشاء نـادى «الـنـادي» كتحرك جلذب الشباب البعيدين عن مراكز الشباب، وال يقدرون على تكلفة اإلشتراك باألندية الرياضية. وحققت الفكرة جناًحا ملموًسا ويكفى أن فرع النادى بأكتوبر قد غطى تكاليفه ونفقات تأسيسه، وحـــقـــق فـــائـــًضـــا مــبــدئــًيــا ٠21 مــلــيــون جـنـيـه، واالستثمار فى األندية الصحية، ناهيك عن السياحة الرياضية ذات األهمية االقتصادية وجــــاءت الـبـدايـة بـعـائـد مـلـيـار جـنـيـه، وكـــل ما سبق أرقامه باملليارات.
مــــا ســـبـــق غـــيـــض مــــن فـــيـــض اجلـــلـــســـة ومـــا عرضه الوزير أشرف صبحى هو نقطة حتول جوهرية مبلف الـريـاضـة، وتبقى مسئوليتنا جميعا، أن يصل هذا الفكر للجمهور بالتوازى مع حملة قوية إلقناع املواطنني بأن الرياضة ثــــوب نــاصــع الــبــيــاض ال ميــكــن حــصــرهــا فى نقطتها السوداء .. كرة القدم !!