األزمة أيضا.. أمريكية
رغم أن زيارة وزير اخلارجية األمريكى «بلينكن» للمنطقة كانت مقررة منذ فترة، إال أنها تكتسب أهـــمـــيـــة إضــــافــــيــــة بـــعـــد األحــــــــــداث األخـــــيـــــرة بــني االحـــتـــالل اإلســرائــيــلــى والـفـلـسـطـيـنـيـني. وهـــو ما يـسـتـدعـى جــهــودا مـضـاعـفـة ملـنـع انــفــجــار املــوقــف، ويـتـطـلـب مــن واشــنــطــون أن تـتـحـمـل مسئوليتها كقوة كـبـرى، وأيـضـا كـداعـم أسـاسـى إلسرائيل مبا يحمله مسئولية مضاعفة أمام العالم أجمع.
فـــــى املـــــؤمتـــــر الـــصـــحـــفـــى لـــبـــلـــيـــنـــكـــن مـــــع وزيـــــر اخلــارجــيــة ســامــح شـــكـــرى، أشــــار إلـــى أن لــديــه ما سيقوله بعد االستماع إلى الطرفني الفلسطينى واإلســـرائـــيـــلـــي، وأكـــــد عـــلـــى اســـتـــمـــرار دعــــم بـــالده حلــل الــدولــتــني. ونــرجــو أن يــكــون هــنــاك بـالـفـعـل إدراك أمــريــكــى بـــأن األمـــر يـتـطـلـب بـالـطـبـع وقـف التصعيد، لكنه ال ميكن أن يقف عند هذا احلد.. خـــاصـــة فـــى ظـــل حــكــومــة إســرائــيــلــيــة لـــم تـتـوقـف عـن انـتـهـاك املـقـدسـات اإلسـالمـيـة واملسيحية فى الــقــدس احملــتــلــة، وال عــن زرع املـسـتـوطـنـات وقـتـل الــفــلــســطــيــنــيــني وإغــــــالق كـــل الـــطـــرق الـــتـــى ميـكـن أن تــــؤدى لــقــيــام الـــدولـــة الـفـلـسـطـيـنـيـة وفــــق حـل الدولتني الذى أكد الوزير «بلينكن» متسك بالده به!
مـسـئـولـيـة أمــريــكــا كــبــيــرة فـــى مــحــاصــرة نـتـائـج االنــحــيــاز الــكــامــل إلســرائــيــل، وفـــى إنــهــاء سـيـاسـة املـــعـــايـــيـــر املـــــزدوجـــــة الـــتـــى حتـــشـــد احلـــلـــفـــاء وراء أوكـــرانـــيـــا، بــيــنــمــا حتــمــى االحــــتــــالل اإلســرائــيــلــى وتقدم كل الدعم له!!
املــوقــف احلــالــى جـــاء بــعــد مــذبــحــة جــنــني الـتـى ارتــكــبــتــهــا إســـرائـــيـــل، والـــتـــى اكــتــفــت دول عــديــدة «بينها أمريكا»، بالدعوة للتهدئة، وبرفض قرارات السلطة الفلسطينية بوقف التنسيق األمنى مع قــــوات االحـــتـــالل، والـــلـــجـــوء لـلـمـحـكـمـة اجلـنـائـيـة الـــدولـــيـــة، وبـــدعـــوة مـجـلـس األمــــن لـبـحـث املــوقــف باعتبارها قرارات تؤدى إلى التصعيد!!
الــرئــيــس بــايــدن يــعــرف املـنـطـقـة أكــثــر مــن غـيـره مـن رؤســاء أمريكا، لكن وعــوده بتصحيح أخطاء سـيـاسـة تــرامــب الــكــارثــيــة لــم يـتـحـقـق مـنـهـا حتى فـتـح القنصلية األمـريـكـيـة فــى الــقــدس الـعـربـيـة. واســتــمــر الــوهــم بـتـصـفـيـة الـقـضـيـة الفلسطينية بالصفقات اإلبراهيمية، والوعود الزائفة!!
سيظل اخلطر قائما حتى تقر أمريكا والعالم بأن هناك احتالال إسرائيليا البد أن ينتهى، وأن هناك دولة فلسطينية مستقلة البد أن تقوم، وأن تكون القدس العربية عاصمتها. املسكنات انتهى مفعولها بـعـد أن أصـبـح الــقــرار فــى إسـرائـيـل فى يـد إرهـابـيـني مثل بـن غفير وشـركـائـه فـى حكومة أصحاب السوابق.. ومهمة بلينكن مع هـؤالء لن تكون سهلة!!