Al-Akhbar

علماء الدين: كلكم مسئول عن رعيته.. والرسول لم يباِه األمم بالكثرة الهشة

حمالت للتوعية ضد المفاهيم المغلوطة .. وتحذيرات من التهام االنفجار السكانى لجهود التنمية

-

فى الوقت الـذى تعانى فيه الدولة املصرية من أزمـة بسبب الـزيـادة السكانية الكبرى التى تشهدها بشكل مستمر، كان للمفاهيم الدينية اخلاطئة دور فى الزيادة السكانية ، حيث يفسر البعض بعض احاديث رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم على انها دعوة لكثرة العدد وزيادة اإلجناب فى الوقت الذى أوضح فيه ائمة ان هذه األحاديث املقصود بها التربية اجليدة لألبناء واجلودة فى كيفية البناء وإخراج نشء صالح يفيد املجتمع واألمة وليس كثرة األعداد التى تدعو للتقاعس والبطالة واالنهيار االقتصادى واألخالقي.

وفى هذا اإلطار يقول الدكتور إبراهيم رضا احد علماء األزهر الشريف « ان تنظيم النسل موجود من أيام الرسول صلى اهلل عليه وسلم والدليل على ذلك قول سيدنا جابر « كنا نعزل على عهد رسول اهلل والقرآن ينزل فلم ينهنا، وذلك ألنه لم يكن مت اكتشاف وسائل منع احلمل املختلفة التى تنظم النسل ومتنع اإلجناب، ويقول رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم « املؤمن القوى خير وأحب إلى اهلل من املؤمن الضعيف. واملؤمن القوى هو الذى يربى أبناءه تربية سليمة ويقدم نبتة صاحلة للمجتمع وإن كانوا طفلني وليس بكثرة العدد ، فنحن نبحث عن اجلودة وليس العدد موضحا ان حديث رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم القائل فيه «إنى مباه بكم األمم يوم القيامة « ليس مقصودا به كثرة العدد وإمنا قوة األخالق واإلعداد اجليد، بينما يسترشد البعض بهذا احلديث كداللة لكثرة اإلجناب وهو أمر خطأ ، كما يقول رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم « يوشك األمم ان تداعى عليكم ، كما تداعى األكلة إلى قصعتها « فقال قائل: أومن قلة نحن يومئذ ؟ فقال صلى اهلل عليه وسلم بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن اهلل من صدور عدوكم املهابة منكم وليقذفن اهلل فى قلوبكم الوهن، فقال قائل: وما الوهن يا رسول اهلل ، فقال حب الدنيا وكراهية املوت ، وهو ما يفسر انه ليس بكثرة العدد وإمنا القصد هو اجلودة وقوة اإلميان، وان تركيز رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم على البناء وألنـه أيضا قال « كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته « وطاملا انا مسئول عن رعيتى فواجبى ان اجنب العدد األقل الذى يجعلنى اقدم افضل الرعاية والتعليم واملودة والرحمة واقدم منوذجا للمؤمن القوى الذى يستطيع نصرة املجتمع

ومن جانبه أضاف الدكتور عبد املنعم فؤاد أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة األزهر الشريف « ان البعض يخلط بني تنظيم النسل وحتديد النسل فالتنظيم مباح وموجود فى الشريعة وحدده القرآن الكرمي فى قوله تعالى « حمله وفصاله ثالثون شهرا ، كما

الشيخإبراه­يمرضا د.عبداملنعمف­ؤاد ان التظيم يكون باالتفاق بني الزوجني حسب ظروفهما واحلالة الصحية لألم وبناء عليه يتم حتديد وقت األجناب ، إمنا احملرم هو منع اإلجناب خوفا من الفقر ، فقد قال اهلل تعالى «وال تقتلو اوالدكم خشية إمالق» أى خوفا من الفقر ، وإمنا تنظيم النسل ليس محرما شرط عدم اخلوف من الفقر فاهلل تعالى هو الرزاق ، والتنظيم بالرغبة أيضا يكون لظروف معينة يرتضيها كل من الطرفني من اجل صحة املـرأة او لالتفاق بني الزوجني لظرف معني دون ان يدخل فى األمر اخلوف من الرزق على الطفل فهنا تتدخل العقيدة وتقول ال تخشى الفقر وسيروا فى األرض واعملوا ، وهو األمر املهم للغاية ، فاإلسالم لم يدعنا أبدا للمكوث فى البيوت من اجل اإلجنـاب وتكون هذه هى الرسالة ، بل دعانا للعمل واإلصـالح فاهلل تعالى قال «وقدر فيها أقواتها» أى خلق األرض وقدر فيها األقوات كل له رزقه ولكن حديث رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم «تناكحوا تناسلوا فإنى مباه بكم األمم يوم القيامة» لم يقصد به رسول اهلل كثرة األوالد الذين لم جند لهم عمال ، والذين ال يسعون فى األرض إلعمارها إمنا القصد انك إن اجنبت اوالدا فالبد ان تعمل وقد تكون هذه الذرية خيرا لك فاستخدم هذا اخلير ، وقد وجد سيدنا عمر جماعة يجلسون فى املسجد ويقولون ال نسعى فى األرض ألن رزقنا مضمون وان اهلل سيرزقنا فقال لهم اسعوا فى األرض فإن السماء ال متطر ذهبا وال فضة ، فبالسعى والعمل تعمر األرض ولكن اإلسالم لم يدع لكثرة اإلجناب والكسل ابدا ، وعلى األب واألم ان يزرعوا قيمة العمل فى أطفالهم منذ الصغر وذلك ألن العمل دائما ما يقترن باإلميان ، فاهلل تبارك وتعالى قال «الذين امنو وعملوا الصاحلات» والرسول صلى اهلل عليه وسلم قال «إن اهلل يحب إذا عمل احدكم عمال أن يتقنه».

وأضـاف الدكتور أشرف سعد امني عام الفتوى بدار اإلفتاء «اننا نعانى من خلط وحتريف للمفاهيم والبعض اعتبر ان قضية تنظيم النسل مؤامرة ، مع اننا إذا جلأنا للعقل فالعقل يقول انه ليس من العافية ان يكبر الورم ، فأنا لدى عدد من األوالد ودخلى محدود ومع اتساع األسرة تزداد النفقات، أليس انا بظالم حني ال استطيع ان اوفر لهم الرعاية الصحية والتعليمية وحتى النفسية التى أمرنى اهلل عز وجل بها، من الطبيعى انه كلما زاد العدد لم أمتكن من القيام بدورى كامال جتاه كل فرد فيهم وهذا على مستوى األسرة، واتصاال باألزمة االقتصادية فال شك ان الدولة هى األب فحني يكون عدد السكان كيفا جيدا فيمكن االعتماد عليه فى اإلعمار ، اما من الناحية الشرعية فاملوضوع قدمي وطرحت هذه القضية فى أيام الرسول صلى اهلل عليه وسلم فى احلديث املشهور لسيدنا جابر «كنا نعزل والقرآن ينزل» ولم مينع رسول اهلل هذا األمر فلو هناك أى حرمانية فى األمر ملنعه رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ولكان الصحابة تناسلوا طوال الوقت واجنب كل منهم عشرين طفال ، فاألمة تنتفع بالكم وليس بالكيف باجلودة وليس بالعدد ، وهو ما يغفل البعض عنه.

 ?? ?? ◼
 ?? ?? ◼

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt