الجميلة.. والوحش
ابتسامتها لم تفارقها طوال اجللسة، رغم ما متر به من ظروف صعبة، كانت تعلم أنها ستحظى بحكم الطالق للضرر من زوجها، فالضرب ترك آثـاره على جسدها، واملستندات أمام القاضى.. لكن املفاجأة أنه جاء بعد 3 أشـــهـــر فـــقـــط مـن زواجها.
أســمــاء، فـتـاة تتمتع بقدر كبير من اجلمال واخلــلــق احلـسـن ومـن أسرة ميسورة، بإحدى مــنــاطــق مــديــنــة نصر الــراقــيــة، كـانـت حتلم مــثــل بـــاقـــى الـفـتـيـات بـــــارتـــــداء الــفــســتــان األبـــيـــض والـــطـــرحـــة، ويشاء القدر ويتحقق حــلــمــهــا وتــــتــــزوج من رجـل أعمال من نفس احلـــالـــة االجـتـمـاعـيـة التى تعيشها.
عاشت أسماء سعادة بالغة فى أول شهر من زواجـــهـــا، كــانــت حتب زوجها بشكل جنونى، فكان ميتلك مواصفات فتى أحالمها، حاولت كثيرا أن ترضيه وتكون حتــــت طــــوعــــه، لـكـن بعد أشهر من الــزواج تفاجأت بالكارثة التى لم تخطر على بالها.
كــانــت تـعـتـقـد أنـهـا متزوجة من رجل متعلم أمني ذى خلق، سيحافظ عليها ويحترمها ويقدرها، لكنها استيقظت على وحش، انتهك حقوقها وأهانها وضربها.
وجدت نفسها تعيش مع زوج مخادع تغير 180 درجة وظهر وجهه احلقيقى بعد الـــزواج بتصرفاته الغريبة والبعد عنها، وإهمالها وتقييد حريتها.
شكت أن تصرفات زوجها سببها أمر طارئ، عليها أن تعرفه، بحثت حتى وصلت للحقيقه، وجدته على عالقة بفتيات أخريات. روت أسماء والدموع تنهمر من عينيها مأساتها وسبب طلبها الطالق من زوجها قالت: «فى ذات يوم كنت أرتب غرفة زوجــى ومكتبه اخلــاص أثناء وجــوده بعمله وقد نسى هاتفه الذى منعنى منذ زواجنا من استخدامه أو االقتراب منه.
وتابعت «وأنا منشغلة فى ترتيب املكتب جاءت أكثر من رسالة الى هاتفه، قتلنى الفضول حتى أعرف ما بداخها،
أمسكت املوبايل، وفتحت الواتساب، ألكتشف الصدمة الكبرى، زوجـى على عالقة بفتاة أخــرى.. بل أكثر من واحدة. كانت الصدمة فى احملـادثـات بني زوجـى والفتيات، األمـر وصل الى اخليانة الكبرى، وذهابه الى منازل إحداهن، ليس ذلك فقط بل بعضها جمل حتقير وإهــانــة لــى، وسـبـاب وتقليل مـن شأنى، واتهامى بالتكبر، رغـم أن زواجنا لـم ميـر عليه سـوى 3 أشهر.. ولـم تظهر على كل هذه الصفات املشينة. باتت أسماء تفكر فى خيبة أملها وحياتها، وبـــعـــد تــفــكــيــر عميق قـررت مواجهة زوجها على أفـعـالـه، لكنه لم يتحمل أسئلتها، انهال عليها بالضرب املبرح، حـــبـــســـهـــا، وهــــددهــــا بالقتل اذا تدخلت فى خصوصيته مرة اخرى أو قــصــت ألحــــد من عائلتها ما حدث. ظــل يـعـذبـهـا أيــامــا، حتى كــادت أن تصاب مبــــــرض نـــفـــســـى، لــم جتد أمامها سوى طلب الطالق منه، لكنه رفض بشدة، استغلت تواجده خارج البيت، وهربت الى بيت أبيها. وبعد أيــام توجهت الــى محكمة أســرة مدينة نصر، وأقامت دعـوى طالق للضرر، وروت للقاضى مأساتها مع هذا الزوج الوحش، وقدمت ما يفيد ضربها من قبل زوجها وحبسها.. لتكن احملكمة فى صاحلها وحتكم لها بالطالق وكل حقوقها.