الحجار: التمسك بظاهر النص سبب إساءة فهم السنة عند المتشددين
استكمل جناح األزهر مبعرض القاهرة الدولى للكتاب سلسلة «قـــراءة فى كـتـاب»، بلقاء ثقافى جديد يتناول كتاب «االنحراف فى فهم السنة عند اجلماعات املتشددة»، حاضر فيه مؤلف الكتاب الدكتور أمين احلجار، الباحث بهيئة كبار العلماء باألزهر، وأدارهــا محمد البسيوني، عضو املركز اإلعالمى لألزهر.
قال أمين احلجار: إن كتاب «االنحراف فى فهم السنة عند اجلماعات املتشددة»، يعالج قضية خطيرة تتعلق بالفهم اخلاطئ لبعض األحاديث النبوية، والـتـى فهمها خطأ بعض املنتمن إلى التيارات املتشددة ممن تبنى العنف؛ حيث ُشِّوهت صورة الشريعة على أيدى هؤالء الذين تعسفوا فى فهم هذه األحاديث، وجمدوا على ظواهرها، من
غير مراعاة لسبب ورودهــا وسباقها، وسياقها، وحلاقها، فأنتجت فكرا معوجا يحتاج إلى تقومي ومواجهة علمية من أبناء هـذا الدين، وتوضيح وبــيــان إلظــهــار الــصــورة احلقيقية لـهـذا الـديـن العظيم.
وأوضـــح احلــجــار، أن أسـبـاب اخلـلـل فـى فهم نصوص احلديث الشريف كثيرة ومتشابكة؛ ولكن يجمعها خيط ناظم وهو التأصيل العلمي، والبناء املنهجى الذى يُخرج عقال مستوعًبا للنص، وأهم أسباب اخللل: انتزاع النص من سباقه وسياقه وحلاقه ومالبساته، وعدم مراعاة العام واخلاص، واملطلق واملقيد فى فهم النص الشرعي، وأيضا عــدم مــراعــاة أسـبـاب الــنــزول لـآيـات القرآنية، وأسباب الـورود لروايات احلديث، باإلضافة إلى عدم معرفة دالالت األلفاظ، واإلغراق الشديد فى التمسك بظاهر النص وعدم النظر فى فحواه.
وبــن احلـجـار أنــه تـرتـب على اخلـلـل فـى فهم نصوص احلديث الشريف عدة نتائج منها: احتكار الفهم الصحيح، وتسفيه األقوال املخالفة ملنهج هذه اجلماعات املتشددة ووصفها باالنهزامية، وسوء تنزيل النصوص وتأويلها على غير وجهها، فضال عن التعميم فى احلكم وإصدار األحكام اجلزافية على املخالفن لهم بالبدعة والفسق واإلرجـــاء وامليل للسلطان وغير ذلك، باإلضافة إلى الروح العدوانية املسبقة فى قراءة النص الشرعى وفهمه، فتراهم يختارون من الفهم أشده وأعقده وأعسره، واالسـتـخـفـاف مبكانة العلماء وتشويه صورهم ووصفهم باملبتدعن.