إنقاذ األخالق!
وارفعوا دولتى على العلم واألخالق..
فالعلم وحده ليس يجدى هـــذا مـــا قــالــه شــاعــرنــا الـكـبـيـر حــافــظ إبــراهــيــم فى قصيدة شهيرة له تخيل فيها مصر وهـى تتحدث عن نفسها وتـوصـى أبناءها مبـا يتعني عليهم االلـتـزام به وعمله فى حياتهم.. وقد صدق بالفعل الشاعر الكبير ألن نهضَة الدول ال تتحقق بالعلم وحده وإمنا تتحقق معه بـاألخـالق أيـضـا.. األخــالق الطيبة القومية.. أى بـالـقـيـم الـسـلـيـمـة اإليــجــابــيــة.. قـيـم الـعـيـش املـشـتـرك واملــواطــنــة الـتـى تضمن للجميع االحـــتـــرام واحلـفـاظ على الكرامة واحلصانة من أى اعتداء أو إساءة من قبل الغير سواء كان هذا الغير فردا أو جماعة أو حتى من أجهزة الدولة.
وقد أقر دستورنا ذلك وأكده فيما تضمنه من حقوق واسعة للمواطنني، كل املواطنني، بال استثناء، تضمن لـهـم احلــيــاة الــكــرميــة مبـعـنـاهـا الــشــامــل الــتــى يـتـوافـر لهم فيها االحــتــرام الـكـامـل واحلــفــاظ على كرامتهم مـع احتياجاتهم األساسية من غــذاء وكساء ومسكن آمن ومياه شرب نظيفة وغيرها من اخلدمات األخرى مثل التعليم والصحة.. كما أكد الدستور أن تلك هى مسئولية الدولة أساسا ألنها هى التى تتولى مراقبة تنفيذ القانون وااللتزام به من قبل املواطنني.. ولعل ذلــك مـا تعبر عنه احلملة التليفزيونية الـتـى تتبنى نـشـر وتــرويــج األخــــالق احلــمــيــدة فــى املـجـتـمـع.. فهى تعكس إدراكا بأهمية األخالق فى حتقيق نهضة وتقدم األمم وهـو األمــر الــذى نبهنا إليه منذ سنوات طويلة شاعرنا الكبير حافظ إبراهيم.. وبالطبع سوف يكون لهذه احلملة التليفزيونية تأثيرها اإليجابى فى هذا الصدد.
غير أن هـذه احلملة التليفزيونية ال تكفى وحدها لنشر األخـــالق احلميدة فـى ربــوع الـبـالد وإمنــا نحتاج معها لسالح آخر مهم وفعال هو سالح القانون الباتر واسـتـخـدامـه فــى مـواجـهـة كــل مــن ال يـلـتـزم بـاألخـالق القومية الطيبة، أو كل من يعتدىعلى الغير بالقول أو بالفعل ويؤثمه القانون.. فهذا ضرورى زجرا له وردعا لغيره.. أو هـذا هو السبيل الفعال للترويج لألخالق احلميدة الطيبة ونشرها فى املجتمع، وحمايته مما نـعـانـى مـنـه اآلن مــن ســب وقــــذف ولــعــن وقــــول خــادش لـلـحـيـاء ورمــــى بــاالتــهــامــات وإبـــاحـــة لـلـمـحـرمـات، ألن استمراره ميكن أن يجعله اسلوبا ومنط حياة ملجتمع نتباهى بأنه متدين ويحترم الفضيلة، وهـذا يحرمنا مـــن نــصــف مـــا نـحـتـاجـه لـلـنـهـوض بـأمـتـنـا كــمــا يـقـول حافظ ابراهيم.