Al-Akhbar

إنقاذ األخالق!

- عبدالقادر شهيب abdelkader.shohaib@gmail.com

وارفعوا دولتى على العلم واألخالق..

فالعلم وحده ليس يجدى هـــذا مـــا قــالــه شــاعــرنـ­ـا الـكـبـيـر حــافــظ إبــراهــي­ــم فى قصيدة شهيرة له تخيل فيها مصر وهـى تتحدث عن نفسها وتـوصـى أبناءها مبـا يتعني عليهم االلـتـزام به وعمله فى حياتهم.. وقد صدق بالفعل الشاعر الكبير ألن نهضَة الدول ال تتحقق بالعلم وحده وإمنا تتحقق معه بـاألخـالق أيـضـا.. األخــالق الطيبة القومية.. أى بـالـقـيـم الـسـلـيـم­ـة اإليــجــا­بــيــة.. قـيـم الـعـيـش املـشـتـرك واملــواطـ­ـنــة الـتـى تضمن للجميع االحـــتــ­ـرام واحلـفـاظ على الكرامة واحلصانة من أى اعتداء أو إساءة من قبل الغير سواء كان هذا الغير فردا أو جماعة أو حتى من أجهزة الدولة.

وقد أقر دستورنا ذلك وأكده فيما تضمنه من حقوق واسعة للمواطنني، كل املواطنني، بال استثناء، تضمن لـهـم احلــيــاة الــكــرمي­ــة مبـعـنـاهـ­ا الــشــامـ­ـل الــتــى يـتـوافـر لهم فيها االحــتــر­ام الـكـامـل واحلــفــا­ظ على كرامتهم مـع احتياجاتهم األساسية من غــذاء وكساء ومسكن آمن ومياه شرب نظيفة وغيرها من اخلدمات األخرى مثل التعليم والصحة.. كما أكد الدستور أن تلك هى مسئولية الدولة أساسا ألنها هى التى تتولى مراقبة تنفيذ القانون وااللتزام به من قبل املواطنني.. ولعل ذلــك مـا تعبر عنه احلملة التليفزيون­ية الـتـى تتبنى نـشـر وتــرويــج األخــــال­ق احلــمــيـ­ـدة فــى املـجـتـمـ­ع.. فهى تعكس إدراكا بأهمية األخالق فى حتقيق نهضة وتقدم األمم وهـو األمــر الــذى نبهنا إليه منذ سنوات طويلة شاعرنا الكبير حافظ إبراهيم.. وبالطبع سوف يكون لهذه احلملة التليفزيون­ية تأثيرها اإليجابى فى هذا الصدد.

غير أن هـذه احلملة التليفزيون­ية ال تكفى وحدها لنشر األخـــالق احلميدة فـى ربــوع الـبـالد وإمنــا نحتاج معها لسالح آخر مهم وفعال هو سالح القانون الباتر واسـتـخـدا­مـه فــى مـواجـهـة كــل مــن ال يـلـتـزم بـاألخـالق القومية الطيبة، أو كل من يعتدىعلى الغير بالقول أو بالفعل ويؤثمه القانون.. فهذا ضرورى زجرا له وردعا لغيره.. أو هـذا هو السبيل الفعال للترويج لألخالق احلميدة الطيبة ونشرها فى املجتمع، وحمايته مما نـعـانـى مـنـه اآلن مــن ســب وقــــذف ولــعــن وقــــول خــادش لـلـحـيـاء ورمــــى بــاالتــه­ــامــات وإبـــاحــ­ـة لـلـمـحـرم­ـات، ألن استمراره ميكن أن يجعله اسلوبا ومنط حياة ملجتمع نتباهى بأنه متدين ويحترم الفضيلة، وهـذا يحرمنا مـــن نــصــف مـــا نـحـتـاجـه لـلـنـهـوض بـأمـتـنـا كــمــا يـقـول حافظ ابراهيم.

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt