قمة كتب لها النجاح

ملاذا قمة عربية اآلن؟!.. سؤال أجاب نفسه بنفسه فى سرعة استجابة وتلبية للدعوة من جميع الدول العربية، رغم األجواء املؤسفة التى تسيطر على الكثير منها فى تداعيات لفوضى بـعـد ثــــورات الــربــيــع الــعــربــى الــتــى أصــابــت أمـــن وأمــــان جميع الــدول العربية بال أستثناء سـواء من شملتهم الثورات أو من كانوا جيرانا من قريب أو من بعيد، فأصبح الكل فى مركب واحــد يعانى أو يـحـاول أن يتجنب تداعيات مـا أصــاب غيره.. ليحضر اجلـمـيـع وكـــل أمــلــه تــقــدمي أو احلــصــول عـلـى حلول تدعم وحدة العرب وجتاوز اخلالفات، فأثبت حضور الكل قمة جدة جتاوزها والقفز عليها وسط اتفاق اجلميع على التوافق على سالمة الدولة الوطنية ودعــم مؤسساتها، وهـو ما قدمه الرئيس عبدالفتاح السيسى فى خطابه أمام القمة من خارطة طـريـق الصـــالح أوضــــاع دول مــزقــت عـلـى مـــدار أكـثـر مــن عقد من الــزمــان.. وهنا تأتى مشاركة القيادة السياسية احلكيمة الواعية املؤمنة بالهم العربى.. املقدمة حللول تدعم ترابط األشقاء، فإن حتدثت مصر أصغى اجلميع.. فاالرادة السياسية حاضرة النقاذ حياة مستقبل الشعوب فى التوافق على التعاون واملـــؤازرة، حيث أكـدت مصر بأنه اليستقيم أبـدا أن تظل آمال الشعوب رهينة الفوضى والتدخالت اخلارجية.

شرحت مصر بالتحليل والدليل كيف وصلت األمـور وكيف دفـع اخلــالف إلـى تعميق أزمــات الــدول العربية، فى حني أنها لم تنس دورهــا جتـاه القضية الفلسطينية مهما واجهت من حتديات لتطلق رسائل التخشى معها لومة الئم فى توجيهها لتحذيرات جــراء أعمال العنف جتـاه االشـقـاء الفلسطينيني وتأكيدها الــراســخ على جـهـودهـا لتثبيت التهدئة والتمسك باخليار االستراتيجى لتحقيق الـسـالم الشامل والـعـادل من خــالل مــبــادرة الـسـالم العربية وعـلـى أســـاس قــــرارات الشرعية الـدولـيـة وأقــامــة الــدولــة الفلسطينية على حـــدود الــرابــع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

مصر قدمت احلل األمثل والـذى مفادة أنه الحل للقضايا العربية سوى بحلول عربية عربية تعتمد على جهودنا املشتركة وقدرتنا الذاتية والتكامل فيما بيننا وتطبيق مفهوم العمل املشترك الصالح منظومة احلوكمة االقتصادية العاملية.

حذرت مصر من خطورة ما يحدث فى السودان وليبيا واليمن مؤكدة على ضرورة تسوية القضايا على نحو أكثر احلاحا من أى وقت مضى.. واختتمت بأنها على العهد باقية بكل الصدق واإلخــالص لتفعيل الـدور العربى ودعمها للمقاربات العربية املشتركة وتوفير احلماية اجلماعية.

قمة عربية حملت أمانى وأرادة سياسية من جميع القادة والــزعــمــاء الــعــرب فــى مـواجـهـة ظالميني يتمنون لها الفشل لــتــخــرج مـــؤكـــدة عــلــى كـــل مـــا طــرحــتــه مــصــر حــامــيــة الــعــروبــة والتى يتجدد عهدها فى حتملها الهم العربى مهما واجهها من حتديات وأزمـــات، ليعبر اجلميع بر األمـــان، ليعود الزمن ويؤكد على ما حذرت منه مصر مرارا وتكرارا من ضرورة تكاتف الدول العربية واحلفاظ على وحدة أراضيها وأن يحمى العرب حماهم أشقاء وأخوة.

مبروك عودة الشمل العربى.