Al-Akhbar

ومن عام عىل غياب «صانع الج والرسور

-

عام مضى على رحيل النجم املتعدد املواهب سمير صبرى الذى غادر عاملنا مودعا بعد معاناة مع املرض فى 20 مايو ،2022 من محاسن القدر أن سمير صبرى لم يرحل إال بعد أن قدم سيرة حياته فى كتاب «حكايات العمر كله» وكان ينتوى إصدار اجلزء الثانى ليستوعب بقية من عرفهم والتقى بهم وأجرى معهم حوارات إذاعية وتليفزيوني­ة، ومن عرفهم وعمل معهم من جنوم السينما واملسرح واإلذاعة والتليفزيو­ن على مـدى مشواره الفنى واإلعالمى.

أطلق عليه د. يوسف إدريـــس لقب «سفير البهجة والسرور واإليجابية فى احلياة»، ملا كان يشيعه من فرح وسرور فى األفراح التى يحييها والبرامج التى يقدمها، الكاتب الكبير مصطفى أمني قال له: «خليك داميا أقوى من الصدمات اللى تقابلك.. واتعلم تقف تانى مهما كعبلوك.. وسامح أعداءك حتالقى أن التسامح أقوى من االنتقام»، وعمل بنصيحة مصطفى أمني فكان متسامحا مع اجلميع وإيجابيا فى رعاية كل زمالئه عندما يزحف إليهم املرض والعوز، وقال له أنيس منصور: «ملا تالقى نفسك جنحت قوى.. اختفى شوية.. خلى أعداء النجاح ينسوك شوية.. هاترتاح قوى !»، ومن أهم املواهب التى وهبها اهلل لسمير صبرى إلى جانب كاريزما التألق واحلضور موهبة السرد و احلكى التى ال يجيدها إال القليل من املوهوبني، وكان لديه ذاكرة حديدية ولسان جميل فى احلكى جعلته يتربع على عرش االستعراض الغنائى والتقدمي اإلعالمى، ولو حتدثنا عن الغياب الذى تركه سمير صبرى خلفه فلن ننتهى من الوصف والسرد، ويكفينا الكلمات التى كتبها الرائع مفيد فوزى فى مقدمة كتابه «حكايات العمر كله» التى يقول فيها: «ما تكاد تسمع اسم سمير صبرى حتى تشعر بشيء من البهجة والسرور، سمير صبرى ميثل ويغنى ويرقص ويحاور ويذيع ببراعة واقتدار ! يضحك، فتضحك معه.. يتعذب فتتعذب معه.. يحب بشوق فتشتاق معه، لكنه دائما عنصر بهجة وسرور .

كان جنمنا الشاب قاسما مشتركا بأدوار صغيرة فى كثير من أفالمنا املصرية.. ثم ذاعت موهبته مع األيام، ويوم نضجت، تقاسم البطولة مع أكبر جنمات وكواكب جيله فـى عصر الـزمـن اجلميل، ومن جماليات فـن سمير صـبـرى أنــه مثل الصلصال يتشكل بسهولة فى أدواره فى بالتوهات السينما، وقد راهن عليه أكثر من مخرج، وكان دائما حصانا رابحا، وحني يحكى عن الفن زمان تشعر أن فى صدره مئات احلكايات، وأنه لو حكى اللتهم الوقت فهو ميلك موهبة احلكى. وطول عمره يحلم ببرنامج تليفزيونى يحكى فيه تاريخه مع كواليس النجوم وأسرارهم، فقد عاش معهم وصار واحدا منهم، ويهب دائماً ملساندة أى مريض منهم أو من حاصرته أزمة أو

غابت منه األضواء، وعندما فاجأ الناس بناديه الدولى أثبت أنه قادر على احلوار مع جنومه وليس تقليدياً، فقد اخترع منطا من احلوار املثير، وكسب جمهوراً غفيراً، وطالته الشهرة الواسعة، سمير صبرى، حدوتة مصرية ذائعة الصيت، فهو ملك األفــراح وسفير البهجة وجنم الشاشة الكبيرة وفتى الشاشة الصغيرة، حاضراً مبيكرفون اإلذاعة ويشد املستمع كما شده أمام الشاشة، موهبة سمير صبرى مثل بحر اإلسكندرية، ال تعرف الصمت »!

ويقول العالم األثرى الكبير د. زاهى حــواس: «كلمة الفنان الشامل تنطبق على سمير صبرى مبعناها ومفهومها، لقد أدى كل األلوان الكوميدى والتراجيدى واالستعراض­ى واألكشن ووقف أمام عمالقة الفن، والغريب أنه تعامل كنجم قبل أن تصله النجومية، وهذه الثقة غير احملدودة لم تكن من فراغ، بل إنها تستند إلى ثقافة ولغة وإميان مبا ميلكه من إمكانات فنية هائلة.. رحم اهلل صانع البهجة وسالم لروحه وندعو اهلل أن يهبنا موهبة تعادل موهبته. «كنوز »

 ?? ?? «األخبار»
بريشة: «مصطفى حسني»
«األخبار» بريشة: «مصطفى حسني»
 ?? ?? ◼ سمير صبرى
◼ سمير صبرى

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt