األرقام المثيرة للجدل
قد تعطينا بعض اﻷرقام التى ترد فى سياق تقرير أو بيان أو تصريح ما انطباعا غير دقيق فى موضوع ما حال أن يتم ذكرها غير مقرونة بأرقام أخرى تبرز املدلول على النحو الصحيح!!
ومـن أمثلة ذلـك ما كشف عنه بيان صـدر عن جامعة جونز هوبكنز اﻷمريكية مـن أن إجمالى حــاالت الوفاة بـفـيـروس (كـــورونـــا) فــى جميع أنــحــاء الـعـالـم حـتـى اﻵن يقدر بنحو 6 مايني حالة وفــاة!! فقراءة عـدد الوفيات دون إجمالى اﻹصابات 305 مايني إصابة طبقا ﻷحدث تــقــريــر ملـنـظـمـة الــصــحــة الــعــاملــيــة مـــن شــأنــه أن يعطينا انطباًعا سوداوًيا يقض املضاجع ويكدر الصفو ويحرك فينا بواعث اخلــوف والـفـزع فى حني أنـه عندما ننسبه إلـى إجمالى عـدد اﻹصـابـات نـرى اﻷمــر ليس على ذلك النحو - وإن ظل يثير القلق - حيث يعطى بارقة أمل ويبث التفاؤل إذ نرصد أن نسبة الوفيات إلى اﻹصابات ال تتجاوز حاجز الــ 2 % فقط مما يؤكد جودة بروتوكوالت العاج وفاعلية اللقاحات املتاحة وأن انحسار اجلائحة
وإسدال الستار على الوباء اللعني بات وشيكا شريطة أن يواصل العلماء والباحثون مسيرتهم الناجحة وجهودهم املخلصة من أجل إدراك أعلى نقطة على منحى تعافى الشعوب، أى صفر إصابات وصفر وفيات، بالتوصل إلى لـقـاحـات وعـقـاقـيـر طبية ذات فعالية كـامـلـة مــع الـتـزام املــواطــنــني بـتـوخـى اﻹجــــــراءات االحـــتـــرازيـــة عـلـى النحو املطلوب با تقاعس أو تهاون حتى يقضى اهلل أمـرا كان مفعوال.
وباملثل قـــراءة عــدد الـراسـبـني فـى امتحان أو مسابقة مــــا دون اﻹطـــــــاع عـــلـــى الــــعــــدد اﻹجـــمـــالـــى لـــلـــطـــاب أو املــتــســابــقــني.. ومـــعـــدالت إنـــتـــاج سـلـعـة أو مـنـتـج مـــا دون الوقوف على معدالت الطلب.. وحجم اﻹنفاق الشهرى لألسرة دون اﻹحاطة بإجمالى الدخل.
فلنحرص كلما استطعنا إلى ذلك سبيا على استيفاء نــواقــص الـبـيـانـات عـنـد اسـتـقـراء اﻷرقــــام الـتـى يكتنفها الغموض واﻹبــهــام وتثير اجلــدل والقلق ممـا يسهم فى إجاء الصورة وإدراك املغزى املراد بغير تهوين أو تهويل.