لعبة عض األصابع
abdelkader.shohaib@gmail.com
عــواقــب وخـيـمـة تنتظر أمـريـكـا إذا لــم يـتـم التوصل قــبــل نــهــايــة هــــذا الــشــهــر الــــى اتـــفـــاق بـــني إدارة بــايــدن الــدميــوقــراطــيــة ومـــكـــارثـــى اجلـــمـــهـــورى رئــيــس مجلس النواب أقلها العجز عن الوفاء برواتب املوظفني، ولذلك قـطـع الـرئـيـس األمــريــكــى رحـلـتـه آلســيــا وعـــاد ألمريكا ليلتقى مكارثى بالبيت األبيض فى جلسة تفاوض لم تنته للتوصل إلى اتفاق لعمق اخلالفات بني اجلانبني حــــول تـخـفـيـض اإلنـــفـــاق احلـــكـــومـــى، وإن وصـــفـــت من اجلانبني بأنها كانت مفاوضات إيجابية وبـنـاءة.. ومع ذلك فإن هناك فى أمريكا من اهتم فى هذه املفاوضات بأمر آخر غير نتائجها وما متخضت عنه ومنح اهتمامه لألحذية التى كان يرتديها وفد املفاوضات اجلمهورى.. فـقـد الحــظــوا أن أعــضــاء الــوفــد كــانــوا يــرتــدون أحـذيـة رياضية وقدمية رغم أن الرئيس األمريكى استضافهم فـــى املــكــتــب الــبــيــضــاوى، مـكـتـبـه الــرئــيــســى، بـيـنـمـا كــان البروتوكول يقتضى منهم ارتداء أحذية جلدية.. وهذا يذكرنا باهتمام اإلعــالم األمريكى قبل بضعة أسابيع بــصــورة اسـتـقـبـال رئـيـس وزراء كـنـدا فــى بيته للرئيس األمريكى وكان ابن املضيف ال يرتدى حذاء أو نعال وإمنا اكتفى وهو يستقبل الضيف الرئاسى بارتداء جورب.
وعندما مينح اهتماما من قبل البعض داخل أمريكا لألحذية التى كان يرتديها رئيس مجلس النواب ومن كـــانـــوا بــرفــقــتــه فـــى حـــضـــرة الــرئــيــس األمـــريـــكـــى يـفـوق االهتمام مبا أسفر عنه اللقاء بينهم من نتائج تخص أهم مشكلة أمريكية اآلن، فهذا ال ميكن تفسيره سوى أن هؤالء ال يكترثون بهذه املشكلة أو أنهم يدركون أنها سوف جتد حال قبل أن ينتهى شهرنا هذا الذى لم يتبق منه سوى أقل من أسبوع.
فـــإذا كــان مـكـارثـى واجلـمـهـوريـون يستخدمون سالح الــوقــت ملـمـارسـة الـضـغـط عـلـى الـرئـيـس بــايــدن وادارتــــه لـلـقـبـول بـتـخـفـيـضـات كـبـيـرة لــإنــفــاق احلــكــومــى، فـإن الرئيس األمريكى يستخدم بدوره سالح الوقت ملمارسة الضغط عليهم للقبول بأقل قدر من تخفيض اإلنفاق احلـكـومـى، ألنـهـم ال يــريــدون أن يتهموا بأنهم أصـابـوا االقـتـصـاد بالشلل وأصــابــوا أمـريـكـا بـكـارثـة اقتصادية لتحقيق مصالح حزبية خالصة.. كال الطرفني يلعبان لعبة عض األصــابــع.. وهــذه ليست أول مـرة يلعبونها، فقد سبق لهم من قبل أن لعبوها بخصوص رفع سقف الـديـن، وكـانـوا دومــا يتوصلون إلــى اتـفـاق بينهم مينح اإلدارة األمــريــكــيــة الـــقـــدرة عـلـى مــزيــد مــن االقــتــراض لتغطية إنــفــاقــهــا، مــا جـعـل أمــريــكــا املــديــن األكــبــر فى العالم.