Al-Akhbar

مبادرة إسرائيلية لترسيخ انعزال قطاع غزة وتهميش رام الله

-

جبهات أخرى ضد إسرائيل، السيما «حـزب اهلل» فى اجلنوب اللبناني، و«حماس»، و«اجلهاد اإلسالمي» فى غزة، واملليشيات املوالية إليران فى العراق وسوريا، واحلوثيون فى اليمن، باإلضافة إلى اشتعال الوضع بالتوازى فى الضفة الغربية.

وال يــدلــل عـلـى تـنـامـى توحيد اجلبهات اإلقليمية املوالية إليران ضد إسرائيل أكثر من العرض العسكرى األول والفريد، الذى أجرته وحدة «الـــرضـــ­وان» اخلــاصــة فــى «حــزب اهلل» قبل أيام بحضور ممثلني عن «حماس» واحلوثيني وفصائل إقليمية أخرى، وصفها موقع «دبكا» العبرى بـ«مراقبني أجانب»؛ وجسد العرض مـحـاكـاة مـصـغـرة الحــتــال­ل إحــدى مستوطنات الشمال اإلسرائيلى حتت غطاء وابل من القذائف والصواريخ بالغة الدقة فى إصابة الهدف.

وحـسـب تقرير مـوقـع «نتسيڤ» احملسوب على دوائـر استخباراتي­ة فى تل أبيب، سبق وأنفقت إسرائيل 11 مليار دوالر على سالحها اجلوى عام 2008 لقصف املفاعل النووى اإليرانى حني كان صغيًرا ومقتصًرا على موقع واحــد، لكن العملية لم تخرج فى حينه إلـى حيز التنفيذ لتجنيب إسرائيل خسائر فادحة. أما اليوم فالوضع أشد تعقيدا، ورد فعل إيران وأذنابها املرتقب يفوق فى قسوته وكثافته بعشرات املرات ما كان متوقًعا قبل 15 عاًما.

ويلقى مراقبون بالئمة «التهاون» على القيادتني السياسية والعسكرية فى تل أبيب، السيما فى ضوء االكتفاء

مببادرة مثيرة دعا فيها للتسوية مع «حماس»، رسخ الكاتب اإلسرائيلى عراقى األصل چاكى حوجى لعزل قطاع غزة عن الضفة الغربية، وتهميش السلطة الفلسطينية، وتأصيل فكرة غياب الشريك فى أية مفاوضات مستقبلية لعملية السالم.. فجأة ودون سابق إنذار أعاد املبادر وهو مراسل موقع اجليش اإلسرائيلى (جالى تساهل) للشؤون العسكرية تقييم حركة املقاومة اإلسالمية فى ،2023 مشيرا فى تقريره املنشور بصحيفة «معاريڤ» إلى أن «حماس» اليوم تغاير احلركة باألمس البعيد؛ فلم تعد ذاك الفصيل الواهن صاحب القدرات السياسية والعسكرية احملدودة، وإمنا بات ميكن التعويل عليها فى الشراكة مع إسرائيل، السيما وهى حتاول إدراج نفسها ضمن املعسكر الوسطى فى املنطقة، واالنفتاح شرًقا وغربًا على عواصم العالم؛ فمن يتصور فى إسرائيل أو خارجها أن «حماس» تفتقر إلى عالقات سياسية ودبلوماسية فى الشرق األوسط وخارجه،

فهو ال يزال مصرا على وضع رأسه فى الرمال.

«حماس» املصنفة إسرائيليا على قائمة التنظيمات اإلرهابية، استحالت بفعل مبادرة حوجى اجلديدة إلى شريك ميكن التوصل معه إلى تسوية تضمن التهدئة الدائمة فى القطاع، وحتجم نشاط فصائل املقاومة األخرى، السيما أنها وليس غيرها - وفق التقدير اإلسرائيلى - صاحبة السيادة على األرض. وفى محاولة لاللتفاف على الهدف غير املعلن وهو تهميش السلطة الفلسطينية وتكريس انعزال القطاع عن الضفة، كتب چاكى حوجى بالنص: «ليس ثمة شك فى عداء «حماس» إلسرائيل، لكن األخيرة سبق وتوصلت التفاقات وتسويات مع املصريني، واألردنيني، وعرفات؛ فإذا ما جرت تسوية مع «حماس» فال يعنى ذلك منحها جائزة، وإمنا منحها ضماًنا لتهدئة القطاع وتفادًيا النعكاسات إشعاله ضد إسرائيل».

 ?? ?? ◼ عناصر حمساوية مسلحة فى قطاع غزة
◼ عناصر حمساوية مسلحة فى قطاع غزة
 ?? ?? ◼ جانب من عرض عسكرى إيرانى
◼ جانب من عرض عسكرى إيرانى

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt