Al-Akhbar

هروب «بغدودة»

- جالل عارف

هروب العب املصارعة «بغدودة»، ليس حدثا فريدا فى حياتنا الرياضية سبقه العبون آخرون فى ألعاب عــديــدة.. مـن األثــقــا­ل إلــى الـكـرة وحـتـى االســكــو­اش، حملوا جنسيات دول أخرى ولعبوا دوليا باسمها. ومع ذلك فإن الهروب األخير وما اثاره من ضجيج إعامى واهتمام مبعاجلة األمر، يفتح الباب لطرح القضية من جديد، ويكشف با شك - عن واقـع غير صحى فى العديد من االحتـادات الرياضية، ويوجه األنظار إلى احلاجة إلى إصـاح ضـرورى خاصة فى األلعاب املـظـلـوم­ـة الــتــى هـــي- لـلـمـفـار­قـة الــشــديـ­ـدة- األلــعــا­ب الـتـى متنحنا التمثيل الــدولــى املـشـرف واملـيـدال­ـيـات األولــيــ­مــبــيــة والـــتـــ­ى تـــرفـــع أعـــــام مــصــر فـــى احملــافــ­ل الرياضية العاملية رغم محدودية االمكانيات املادية والـفـنـيـ­ة، وغــيــاب اإلدارة العلمية فــى أحــيــان كثيرة، وبينما تذهب األضواء إلى من ال يستحق وال يحقق شيئا!!

رمبــــا تـــكـــون األوضـــــ­ـاع قـــد حتــســنــ­ت بــعــض الــشــىء بـالـنـسـب­ـة ألبـــطـــ­ال ألــعــابـ­ـنــا املــظــلـ­ـومــة فـــى الــســنــ­وات األخيرة، لكن الطريق مـازال طويا، واملسافة بعيدة بني الواقع وبني ما ينبغي. هناك اآلن مكافآت مجزية نسبيا ألصحاب امليداليات األوليمبية وأبطال العالم ورعـــايــ­ـة مـسـتـمـرة مــاديــا وفــنــيــ­ا. لـكـن الــطــريـ­ـق حتى الـــوصـــ­ول لــذلــك هــو املــهــم، والــرعــا­يــة لــلــنــش­ء، حتى يعتلوا منصات التتويج حتتاج للكثير الذى ال توفره إال احتادات تدير اللعبة بالعلم، ولدينا هنا فى احتاد كــرة اليد األســـوة واملـثـال الــذى ينبغى أو يحتذى إذا أردنـا النهوض برياضات أخـري، والـذى يستحق أكبر الدعم من الدولة ومن املجتمع ألفضل لعبة جماعية عــنــدنــ­ا، وألبــطــا­لــهــا الـــذيـــ­ن حــافــظــ­وا عــلــى مكانتها لــســنــو­ات واثـــبـــ­تـــوا أن الـتـخـطـي­ـط الــســلــ­يــم واإلدارة العلمية هى التى تستطيع أن تصل بنا إلى العاملية.

كلنا يـعـرف أن ثـاثـة أربــــاع الـاعـبـني فــى الـــدورى املمتاز لكرة القدم ال يصلحون للعب فى هذا املستوي، ومـــع ذلـــك يـتـقـاضـو­ن مـبـالـغ خـرافـيـة إذا قــورنــت مبا يــتــقــض­ــاه أبـــطـــا­ل حـقـيـقـيـ­ون فـــى ألـــعـــا­ب هـــى مـجـال تفوقنا إذا أحسنا إدارتــهــ­ا مثل األثــقــا­ل واملـصـارع­ـة، وإذا امتلكنا خطة حقيقية لرعاية املواهب الرياضية ووفــرنــا املــدربــ­ني األكــفــا­ء واإلدارة الـتـى ال تـعـرف إال الطريق الصحيح.

البــد مـن تغيير اللوائح والـقـوانـ­ني، وقبلها تغيير املناخ الرياضي، حتى ال نرى احتــادات رياضية تأتى بالتربيطات وتنتهى أمــام النيابة العامة، أو مدانة أمـــام الــــرأى الــعــام. القضية أكـبـر مــن هـــرب العـــب أو عودته. القضية أن لدينا املـواهـب، وعلينا أن نبحث عن نظام لرعايتها، وإدارة بالعلم، ومناخ رياضى ال يسمح بأن يطارد املواهب!

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt