Al-Akhbar

عبارات فقدت معناها !

- كرم جبر

karam.gabr1@gmail.com

كثير من املتحدثني والعاملني وغير العاملني ببواطن األمور، يبدأون حديثهم بعبارة "من خارج الصندوق"، ثـم يقولون كـامـا ال هـو مـن خــارج الصندوق وال من داخله.

من خارج الصندوق يقصد بها مقترحات أو أفكارا بطريقة مختلفة وإبداعية، غير كل األفكار السابقة املوجودة داخل الصندوق.

خـارج الصندوق يحتاج خبرات وجتــارب وتصورات، وصياغتها فى حلول إبداعية تقدم للبشرية خدمات جليلة، فعندما كـان الناس يركبون اخليول للتنقل، كــانــت الـــقـــط­ـــارات الــبــخــ­اريــة "مــــن خــــارج الـــصـــن­ـــدوق"، ثــم جـــاء الـقـطـار الـكـهـربـ­ائـى والــطــائ­ــرات والكمبيوتر واإلنترنت وكلها إبداعات من خارج الصندوق.

أمـا األفـكـار العادية التى يتم تغليفها بعبارة "من خــــارج الـــصـــن­ـــدوق"، فـقـد فــقــدت مـعـنـاهـا بـسـبـب سـوء استخدامها، وتكرارها مبناسبة وبدون مناسبة.

●●●

ومعناها املبادرات واملقترحات واحللول التى تنهى بشكل حـاسـم األزمــــا­ت الساخنة وامللتهبة، وهــى من العبارات التى فقدت معناها، بسبب سوء استخدامها.

تصفير األزمـات فى القضية الفلسطينية، معناها مبادرات قابلة للتطبيق على أرض الواقع، حتقق حل الدولتني وإقامة الدولة الفلسطينية، وإذا حتقق ذلك فمعناه الوصول إلى نقطة الصفر، وغير ذلك فالصفر على الشمال كما يقولون.

وتصفير االنبعاث احلــرارى معناه أن تقتنع الدول الكبرى املانحة، بتقدمي االستحقاقا­ت التى تعهدت بها إلنـقـاذ الـــدول األكـثـر تــضــررا، وغير ذلــك فاألزمة تتصاعد وال تتصفر.

وهذا ينطبق على تصفير املشاكل وتصفير األزمات الــدولــي­ــة وتـصـفـيـر الــســيــ­اســة، وغــيــرهـ­ـا مـــن الــعــبــ­ارات الرنانة، ألن عبارة "تصفير" جذابة ومغرية ومحفزة على االستخدام ولكنها فقدت معناها.

●●●

تـكـون كــام فـى الصميم إذا كـانـت مـبـاشـرة ومعبرة ومـحـددة وال حتتمل املـراوغـة والتأويل وســوء الفهم، وتكون كما يقولون "أبيض" أو "أسود" وليس رماديًا.

وكـثـيـرا مــا يـقـول البعض أن األمـثـلـة الشعبية فى الــصــمــ­يــم وهــــى لـيـسـت كـــذلـــك، مــثــل "كـــثـــرة حــســادك شهادة جناحك"، "أخاقك هى رصيدك عند الناس"، "ابتسامة املهزوم تنسى الفائز حاوة النصر"، "اصرف ما فى اجليب يأتيك ما فى الغيب"، "من تبحث عنه يبحث عنك"، "ضرب احلبيب زى أكل الذبيب"، "امشى على مهلك عشان توصل بسرعة".

لو فكرنا فى هذه األمثلة وكأنها كام فى الصميم، لن جندها فى الصميم وال غيره، مثا "اصرف ما فى اجلـــيـــ­ب...."، عـمـر الـغـيـب مــا يـأتـى مبــا مت صــرفــه، أو "ضرب احلبيب زي...." عمر الضرب ما كان زى الذبيب وهكذا.

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt