«الغربية»: مصانع للكتان والعطور لتوفير العملة الصعبة

طالب الفالحون مبحافظة الغربية من احلوار الوطنى وخاصة منتجو (الياسمني - الكتان) بقريتى «شبراملس» املنتجة للكتان و»شبرا بلولة» املنتجة للياسمني بعدة مطالب لتصنيع املنتجني وتصديرهما ليعود بالنفع على املـصـدريـن والـدولـة بالعملة الصعبة ،حـيـث طـالـب منتجو الياسمني معرفة السر النهائى لتركيب الـعـطـور الـفـاخـرة بـــدال مــن تصديرها عجينة وتـركـهـم فريسة حتـت سيطرة املستورد األجنبى، مؤكدين أنهم رغم زراعتهم لنصف إنتاج العالم إال أنهم ليسوا على دراية بالسر النهائى لتركيب العطور الذى يحتفظ به الفرنسيون، حتى نظل نصدر لهم إنتاجنا الفاخر من الفل والياسمني.. كما طالب منتجو الكتان بقرية شبراملس بإقامة مصنع غزل للكتان بالقرية لتصنيعه وتصديره مغزوال ومصنعا مباليني الدوالرات ليعود عليهم بالربح ًوالنهوض باالقتصاد الوطنى بدًال من تصديره «شعر» باملالليم.

حيث أوضـح املهندس خالد بيصارخبير نباتات الزينة - إن السوق احمللية ليس لها مكان داخل قرية شبرا بلولة ألنها تعتمد على التصدير، مؤكداً أننا نحاول الــوصــول لأفضل فـى تصنيع عجينة الياسمني، رغـم بعض محاوالت الغش التى يقوم بها بعض الفالحني، من أجل مضاعفة الكمية التى يقومون بتوريدها للمصنع، وبالتالى يتم فى بعض األحيان رفض الطلبية من قبل الدول املستوردة بعد أخذ عينة من املنتج وحتليلها للتأكد من نقائها وجودتها.

أشار إلى أن الطقس فى مصر مؤهل لزراعة زهر الياسمني بجودة عالية، ألنه يحتاج إلى مكان معتدل احلرارة ورطوبته منخفضة، لذلك ال يجوز زراعته فى جنوب الصعيد.. مضيفا أن صناعة العطور فى فرنسا تعتمد على املادة اخلام املستخلصة من زهر «الياسمني» فى مصر، إال أنه البد من تطوير الصناعة ألن عطر الياسمني يعد خلطة من زيوت أخرى تأتى من الهند،

لذلك فإننا منتلك نسبة واحدة فقط من خلطة العطور وإننا إذا طورنا وصنعنا املادة التى يتم جلبها من الهند وعرفنا سر املهنة

لن نصدر الياسمني اخلام إلى اخلارج، وسوف نقوم باإلنتاج الذاتى وتصديره من مصر إلى العالم كله عطورا.

وقال عادل أبورية - فنى يعمل بأحد املصانع التى حتول الياسمني إلى عجينة :- أهالى القرية بسطاء معظمهم يجهلون القراءة والكتابة، إال أنهم قادرون على إنتاج العطور من األلف إلى الياء.

وأوضـــح أنــه مـن أكـثـر املـشـاكـل التى تواجهنا فـى صناعة عجينة العطور، األيـدى العاملة حيث إن هذه الصناعة حتتاج إلــى أيــد عاملة كثيرة ومـدربـة، لذلك البد من استيراد املاكينات احلديثة بديًال عن األيدى البشرية، والغش التجارى الذى يعد من أكثر املصاعب ألنه يدمر الصناعة بشكل كامل، فصناعة العطور تعتمد على السمعة لذلك البد من مراقبة زهرة الياسمني ورعايتها بدال من اللجوء إلى غشها ألنها ثروة مصر فى املستقبل.

وقال الدكتور املوافى عصر - باحث مبركز البحوث الزراعية باجلميزة- إن الكتان مـن أهــم احملاصيل الـتـى تعود بالنفع على املواطنني والدولة إذا ما مت توفير اآلالت واملعدات التى تساعد على تصنيعه وحتويله إلى أقمشة مطالباً بإقامة مصنع لغزل الكتان بدال من تصديره نصف تصنيع « شعر» بسعر زهيد يبدأ من 1500 دوالر إلى 2000 دوالر للطن تقريباً ليعاد استيراده من اخلارج بعد تصنيعه أقمشة بـ 22 ألف دوالر وأكثر للطن مطالبا الدولة باالستفادة من هذه الثروة القومية وإقامة مصنع لغزل الكتان فى املنطقة أو تصنيعه أقمشة فى شركة غزل احمللة التى يتم تطوير مصانعها - بعد تالشى زراعة القطن - وذلك بأن تقوم الشركة بشراء الكتان الشعر من أصحاب املصانع ويتم استكمال مراحل التصنيع وحتويله أقمشة يتم تصديرها بدالً من تصديره خاًما لكى يعود بالنفع على الدولة وجلب املزيد من العملة الصعبة.. وأضاف ماجد السعيد دنيا (صاحب مصنع كتان) أن قريتنا بها قرابة 100 مصنع لتصنيع الكتان «شعر» مطالبا بإقامة محطة تنقية صناعية لتوفيق أوضاع هذه املصانع وترخيصها كما طالبنا بإقامة مصنع لغزل الكتان بدال من تصديره شعرا ليعود علينا بالربح الوفير والدولة بالعملة الصعبة.