نجم معرض الكتاب.. حكاية تروى لألجيال

لماذا نحتفل بسليم حسن اآلن؟

إن اختيار العالم اجلليل د. سليم حسن شخصية معرض القاهرة الدولى للكتاب للعام 2024 يُعد اختيا ًرا موف ًقا وتقديًرا كبيًرا لعالم أثرى مصرى فذ أعطى من خال علمه، وحفائره، واكتشافاته ومؤلفاته الكثير ملصر وللمصريني وللعالم أجمع.

يعد د. سليم حسن 8( أبريل 30 -1893 سبتمبر )1961 عميد األثريني املصريني. وهو أبرز أعام اآلثار املصرية فى مصر والعالم أجمع. وقدم العديد من الدراسات الرائدة فى علم املصريات. ويعد ثانى عالم آثار مصرى يساهم فى تأسيس علم املصريات باللغة العربية بعد املرحوم أحمد كمال باشا مؤسس املدرسة املصرية فى علم املصريات. وكان عمله األبرز هو «موسوعة مصر القدمية» فى ستة عشر جزءا، وكتاب األدب املصرى القدمي فى جزءين. وقام بالعديد من االكتشافات األثرية املهمة فى هضبة أهرامات اجليزة، وسقارة، والنوبة.

ولـــد سليم حسن بقرية «ميت ناجى» التابعة مليت غمر مبحافظة الدقهلية. وتوفى والده وهو صغير. وقامت أمه برعايته. وأصرت على أن

يكمل تعليمه. وأنهى مرحلتى التعليم: االبتدائية والثانوية. وحصل على شهادة «البكالوريا» عام .1909 ثم التحق مبدرسة املعلمني العليا. واختير إلكمال دراسته بقسم اآلثار امللحق بتلك املدرسة لتفوقه فى علم التاريخ. وتخَّرج فيها العام .1913 وعِمل ُمدرًسا للتاريخ باملدارس األميرية. ثم عني بعدها فى املتحف املصرى بعد ضغط من احلكومة املصرية حني كانت الوظائف فيه ِحكًرا على األجانب. وهناك تتلمذ على يد عالم املصريات الروسى الشهير «فادميير جولينشيف» مدير املتحف املصرى فى ذلك الوقت.

فى العام ،1922 سافر «سليم حسن» إلــى أوروبـــا برفقة أحمد كــمــال بــاشــا حلــضــور احـتـفـاالت الذكرى املئوية لرحيل عالم املصريات الفرنسى جان- فرانسوا شامبليون. وزار فرنسا، وإجنلترا، وأملانيا. وكتب العديد من املقاالت الصحفية حتت عنوان «اآلثار املصرية فى املتاحف األوروبية». وكشف فيها عن النهب الذى تعرضت له آثارنا مثل خروج رأس «نفرتيتى» دون وجه حق من

مصر إلى متحف برلني فى أملانيا. وفى العام ،1925 متكن أحمد كمال باشا من إقناع وزير املعارف آنذاك «زكى باشا أبو السعود» بإرسال بعض املصريني إلى اخلارج لدراسة علم اآلثــار املصرية. وكــان من بينهم: سليم حسن. وسافر فى بعثة إلى فرنسا. والتحق بقسم الدراسات العليا بجامعة «السوربون». وحصل على «دبلوم» اللغات الشرقية واللغة املصرية القدمية. ثم حصل أيضا على «دبلوم» اآلثار. وفى العام ،1927 حصل على دبلوم فى اللغة املصرية القدمية، وأخرى فى الديانة املصرية القدمية. وعاد إلى القاهرة. وعني أمينا مساعدا باملتحف املصري. وانتدب بعدها لتدريس علم اآلثار املصرية بكلية اآلداب بجامعة فؤاد األول (جامعة القاهرة حاليا). ثم عــني أســتــاذا مـسـاعـدا بـهـا. وفى العام ،1928 اشترك مع عالم اآلثار النمساوى «هرمان يونكر» فى أعمال احلفر والتنقيب فى هضبة اجليزة. وسافر بعدها إلى النمسا. وحصل على الدكتوراة فى علم اآلثار املصرية من جامعة فيينا. وفى العام ،1929 بدأ أعمال التنقيب األثرية فى هضبة اجليزة حلساب جامعة فؤاد األول لتكون املرة األولى التى تقوم فيها هيئة علمية منظمة مصرية بأعمال التنقيب.. وكان من أهم االكتشافات التى قام بها اكتشاف مقبرة «رع ور». وهى مقبرة ضخمة ومهمة. ووجد بها العديد من اآلثار. واستمر فى أعمال التنقيب فى هضبة اجليزة وسقارة إلى العام .1939 واكتشف خالها حوالى مائتى مقبرة، أهمها : مقابر