«اليد» صانع السعادة
لست مستعد ًا نفسي ًا للمشاركة فــى «املــنــدبــة» وشـــق الــصــدر على خـــــروج املــنــتــخــب الـــوطـــنـــى لـكـرة القدم من دور الـ ٦١ لكأس األمم اإلفـــريـــقـــيـــة فــــى مـــشـــهـــد حــزيــن خصوصا بعد خروج السنغال من نفس الدور وبنفس السيناريو أمام كـوت ديـفـوار التى صعدت ضمن أفـضـل أصــحــاب املــركــز الـثـالـث.. لننتظر ما تسفر عنه الساعات القادمة فقد يصدر من االجتماع «احملتمل» الحتاد الكرة ما يشفى غليل املاليني احملبطة.. ولنركز حديثنا اليوم عن منتخب السعادة «كرة اليد» التى أسعدت املصريني بالفوز بكأس األمم األفريقية يوم األحد والتأهل ألوليمبياد باريس كممثل وحيد للقارة األفريقية بجانب املشاركة فى كأس العالم القادمة.. هذا الفريق نتاج جتربة عايشتها وكنت واحد ًا ممن ساندوا د.حسن مصطفى رئيس االحتاد الدولى وكان وقتها رئيس ًا لالحتاد املصرى.. هذا الرجل اتخذ القرار الـــصـــعـــب فــــى الــــوقــــت األصـــعـــب عندما سحب بساط اللعبة من حتـــت أقـــــدام األهـــلـــى والــزمــالــك بكل جبروتهم وبالقوة اإلعالمية املـــســـانـــدة لـــهـــمـــا.. فــتــح د.حــســن مـصـطـفـى بـــاب االحـــتـــراف على مـصـراعـيـه بـعـدمـا مـنـع مشاركة الناديني فى بطولة أفريقيا لعدم تعهد أى منهما بالعودة بالكأس.. ووضــــــع ســـيـــاســـة جــــديــــدة لـلـعـبـة تعتمد عـلـى أن اإلجنــــاز الـقـارى والـــعـــاملـــى مـــقـــدم عــلــى املــنــافــســة احملصورة على البطوالت احمللية بــــني الـــقـــطـــبـــني ومـــنـــهـــا مـــشـــروع العمالقة غير املسبوق.. من هنا كانت البداية ونزع صدارة كرة اليد فى القارة من اجلزائر التى كانت محتكرة للبطوالت حتـت قيادة املـدرب القدير وقتها عزيز درواز صـــاحـــب أشـــهـــر طــريــقــة دفــاعــيــة فــــى الــــعــــالــــم.. شــــــارك املــنــتــخــب فــى بـطـولـة أفـريـقـيـا فــى املـغـرب عـام ٨٧٩١ على ما أذكـــر.. وكانت البداية للتواجد بني الكبار وإن لم يحقق اللقب.. انطلق بعدها املـنـتـخـب إلـــى الـعـاملـيـة ليحصل على املركز الرابع كأفضل إجناز فى تاريخه وإن لم يحققه فى آخر بطولة نظمتها مصر باقتدار عام 202١ فى القاهرة.. لكن الصحوة مستمرة وجنوم مصر يتألقون فى الدوريات العاملية.. ومن املؤسف أال يحصل أبطال مصر على االهتمام اإلعــالمــى فـى بلدهم حتى بعد اإلجناز األخير الذى توافق لسوء احلظ مع مباراة مصر والكونغو األفريقية.. وأتذكر أن زميلة لنا فـى «األخــبــار» كــادت تتسول نشر خـــبـــر عــــن جنــلــهــا يــحــيــى خــالــد وهو فى بداية مشواره لكنه جنح وباقتدار أن يصنع لنفسه ولبلده مجدا وهو اآلن أحد أهم الطيور املهاجرة فى الـدوريـات األوروبية وقــــد كــــان وزمــــــالؤه مــــلء الـسـمـع والـــبـــصـــر وســـاهـــمـــوا فــــى دخــــول الـفـرحـة قـلـوب املـصـريـني الـذيـن احتشدوا فى صالة ستاد القاهرة باآلالف بخالف من تابعوا املباراة عبر وسائل اإلعالم املختلفة.. كل التحية للدكتور حسن مصطفى صانع نهضة اللعبة وملـن اتبعوا خطواته وساروا عليها حتى اآلن بنجاح كبير.