وفروا أموالكم.. وليعد «الالجئون» لوطنهم!!
مـا تفعله الــدول الغربية التى انضمت إلسرائيل فــــى حـــربـــهـــا املــعــلــنــة عـــلـــى مــنــظــمــة غـــــوث الــالجــئــني الــفــلــســطــيــنــيــني «األونـــــــــــــروا» هــــو فـــصـــل جــــديــــد فــى السقوط األخالقى واالنحياز السياسى الذى يقترب من املشاركة فى جرمية اإلبادة اجلماعية التى حتاكم عليها إسرائيل اآلن أمام العدالة الدولية!!
إســرائــيــل الــتــى أدمــنــت الــكــذب عـلـى الــعــالــم تـزعـم أن 2١ أو ٣١ مــن الـعـامـلـني فــى «األونـــــروا» فــى قطاع غـزة تـواطـأوا مـع منظمة «حــمــاس».. فتسرع أمريكا وتتبنى املزاعم اإلسرائيلية دون حتقيق (كما اعترف وزير اخلارجية األمريكية) وتقرر إيقاف مساهمتها فــى مـيـزانـيـة «األونــــــروا» وتـتـبـعـهـا دول أوربـــيـــة وكـنـدا واسـتـرالـيـا مـع «مـظـاهـرة إعـالمـيـة» تستهدف تشويه منظمة «األونروا» وتعطيل عملها فى إغاثة 2 مليون الجئ فى غزة، وضعفهم فى مخيمات الالجئني فى الضفة ولبنان واألردن وسوريا.
تـوقـيـت مـا يـحـدث يعنى أن «األونــــروا» تـعـاقـب ألن شــهــادتــهــا كـــانـــت أمـــــام مــحــكــمــة الـــعـــدل وهــــى تــصــدر قراراتها. وتعاقب أيضا ألنها تبقى قضية «الالجئني» وحقهم فى العودة حية أمام ضمير العالم.. وتعاقب «للمرة الثالثة» ألن إسرائيل ال تخفى عداءها لكل املـنـظـمـات الـتـى متـثـل الـشـرعـيـة الــدولــيــة.. بـــدءا من املنظمة األم «األمم املتحدة» وحتى منظمة الصحة العاملية التى اتهمتها بالتواطؤ مع الفلسطينيني، ومحكمة العدل الدولية التى اتهمها حكام إسرائيل بـــالـــعـــداء لــلــســامــيــة ألنـــهـــا قـــــررت أن حتـــاكـــم الــكــيــان الصهيونى عـلـى «اإلبــــادة اجلـمـاعـيـة» الـتـى ميارسها ضد شعب فلسطني.
العداء اإلسرائيلى ملنظمة «األونروا» ليس جديدا، لكنه يـــزداد شـراسـة وانـحـطـاطـا فـى ظـل الـدعـم غير االخـــالقـــى الــــذى متـنـحـه الـــواليـــات املــتــحــدة وبـعـض الـدول الغربية التى فضحت انحيازها بقرار إيقاف املــســاعــدات املـالـيـة املــقــررة ملنظمة «األونـــــروا» والــذى يـهـدد بإيقاف أنشطة املنظمة فـى نهاية فبراير إذا لم يتم تصحيح املـوقـف.. علما بـأن ما يتم تقدميه مـــن إســـهـــامـــات مــالــيــة التـــزيـــد عــلــى بــضــع مــئــات من ماليني الدوالرات هو «التزام» دولى مبقتضى قرارات األمم املـــتـــحـــدة الـــتـــى انـــشـــأت «األونــــــــروا» عــــام ٩٤٩١ إلغـاثـة الـالجـئـني الفلسطينيني حلـني قـيـام الـدولـة الفلسطينية وعودتهم إلى وطنهم.
أقـيـمـوا الـدولـة الفلسطينية على احلـــدود املـقـررة دولــــيــــا، وطـــبـــقـــوا الـــــقـــــرارات الـــدولـــيـــة الـــتـــى تـضـمـن احلـــقـــوق املـــشـــروعـــة لــشــعــب فــلــســطــني.. وبــعــدهــا لـن تكون هناك حاجة لغوث «الالجئني الفلسطينيني» وهـــم فـــى وطـــنـــهـــم.. هـــذه هـــى احلــقــيــقــة الــتــى يـهـرب الــبــعــض مــنــهـا وهـــم يـــشـــاركـــون إســـرائـــيـــل فـــى احلـــرب على «األونروا» لتجويع الفلسطينيني، كما شاركوها فى املذبحة التى تتم «بدعمهم الكامل» منذ أربعة شهور!!