البدوى: اإلسراء والمعراج فتح روحى يؤكد ضرورة تمسكنا بـ «األقصى»
احلديث عن ذكرى اإلسـراء واملعراج ليس حدثا عاديا وإمنا هو حدث متأصل فى نفوسنا؛ فهى ليست قصة أو رواية تروى بل هى آية ومعجزة نبوة ورسالة وأمانة شرعية جاءت لتكرمي النبى محمد صلى اهلل عليه وسلم، وبيان قـدره ومنزلته عند ربه سبحانه وتعالى ومؤكدا الرابطة الوثيقة بني املسجد احلرام واملسجد األقـصـى، والتى حتتم علينا جميعا احملافظة على األقصى كاحملافظة على املسجد احلـرام قال تعالى: «سبحان الذى أسرى بعبده ليال من املسجد احلرام إلى املسجد األقصى الذى باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير».
وفى السطور القادمة يوضح لنا الشيخ سمير البدوى من علماء وزارة األوقاف هذه املعانى فيقول: رحلة اإلسراء واملعراج لم تكن وال تصح أن تكون حدثا مرتبطا بزمان أو مرحلة تاريخية مضت بل بركاتها لم تنقطع مبرور الزمان أو بعد املكان فما تزال ذكراها تعطى دروسا وعبرا ال تنفد ومنها أنه كان لهذه املدينة فى التاريخ أسماء كثيرة منها يبوس نسبة إلى اليبوسيني بناة القدس األولني وهم بطن من بطون العرب األوائــل نشأوا فى صميم اجلزيرة العربية وترعرعوا فى أرجائها ثم نزحوا مع القبائل الكنعانية واستوطنوا ديار فلسطني، وأيضا كان اسمها إيلياء أو إيليا عندما فتحها املسلمون ومعناها بيت اهلل وقد ذكر هذا االسم فى وثيقة األمان التى أعطاها سيدنا عمر بن اخلطاب رضى اهلل عنه لسكان املدينة.
ويضيف أن بيت املقدس هو مجمع أرواح األنبياء فأراد اهلل سبحانه وتعالى أن يشرفهم بزيارته لهم صلى اهلل عليه وسلم وأيضا أرض الشام هى أرض احملشر فأراد اهلل سبحانه وتعالى أن تطأها قدم النبى محمد صلى اهلل عليه وسلم الشريف ليسهل على أمته الوقوف يوم احلشر ببركة أثر قدمه املبارك، كذلك فإن املسجد األقصى من املساجد الثالثة التى ال تشد الرحال إال إليها شرعا وهي: املسجد احلرام واملسجد النبوى واملسجد األقصى؛