Al-Akhbar

ُ زواج محير

-

عـنـدمـا فـكـرت بالعقل أيـضـا خشيت أن أدخـــل زوجـــة أب على بناتى فى سن صغيرة، إذ كانت الصغرى عمرها فقط ٤ سـنـوات، وممـا نــراه ونسمعه عـن زوجــة األب خشيت أن أحضر لهم امــرأة تقسو عليهم بــدال مـن امــرأة ترعاهم، فكان عقلى وقلبى مغلقني متاما نحو فكرة الــزواج مرة أخرى. توليت رعـايـة بناتى مبـسـاعـدة كبيرة مـن والـدتـى بـارك اهلل فيها صحة وعــمــرا، والـتـى كـانـت أمــا وجــدة لهما، ولم تقصر أبدا معهما، وسهرت على رعايتهما كثيرا، ورغم أنها كـانـت حتـثـنـى دومـــا عـلـى الــــزواج، بـــدأت مطالبتها تـقـل مبــرور الوقت لسببني، األول حتى ال يتسلل لقلبى أنها تريد تزويجى للتخلص مـن مسئولية الفتيات، والثانى ألنها بالفعل تعلقت بــهــمــا جــــدا أكـــثـــر مـــن كـــل أبـــنـــا­ء أخـــوتـــ­ي، وأصــبــحـ­ـا ميــــألن عـلـيـهـا حياتها، حتى أن أشقائى أحيانا كانوا يغيرون من معاملة أمى لبناتى األفـضـل مـن أبنائهم لكنها كـانـت تـقـول دومــا أنـهـم بنات ويتامى. منذ بضعة أشهر تعرفت على زميلة لى فى العمل، فى منتصف الثالثينيا­ت مـن الـعـمـر، مطلقة بــدون أطـفــال، هــذا عـن حالتها االجتماعية، أما شخصيتها فهى متزنة وعاقلة وهادئة، ولديها وقـــار يعطيها سـنـا أكــبــر مــن سـنـهـا، تـقـربـت إلـيـهـا وأعـجــبـت جـدا بها، ورغــم أن فــارق السن بيننا نحو ٣1 عـامـا، قــررت مصارحتها بـإعـجـابـ­ي، فـأجـابـتـ­نـى بــإن هـنـاك قــبــوًال مـبـدئـيـًا وأنــهــا تفضل أن

أتـقـدم لها بشكل رسـمـى ما طلبت.

بعد اخلطبة تقربنا لبعضنا وأحببتها بـشـدة ورأيـــت منها كل خـيـر، وأســرتــى رحـبـوا بـوجـودهـا جــدا، وتعلقت طفلتى الصغيرة بـهـا مـن لقائهما األول، وأصـبـحـت تـسـأل دائــمــا عليها وأصبحن صديقات كأنهن فى نفس السن، أما املشكلة فكانت ممن توسمت فيهم رجاحة العقل، وهما أمى وابنتى الكبرى، أبدت أمى سعادتها بـزواجـى ولكنى أالحــظ مـن وقــت آلخــر أنـهـا تتعمد التقليل من خطيبتي، أو إحـراجـهـا أمــام اآلخــريــ­ن، أحيانا أشـعـر أنـهـا تتعمد فعل ذلك وأحيانا أخرى تفعل ذلك بشكل ال إرادي، كأن تتحدث بالسوء أمامها عن املطلقات وأخالقهن ثم تقول لكن ال ميكننا التعميم، أو تقول إن املــرأة التى تتأخر فـى اإلجنــاب معيوبة، أو حتى تسخر مـن طريقة مالبسها أو الهدايا التى حتضرها لها أو غيرها، ولكنها طوال الوقت تقول إنها تريد سعادتى وسعيدة ألجلى بينما كل تصرفاتها عكس ذلك.

واألســوأ مـن أمـى ابنتى الكبرى، تتعامل معها وكأنها ضرتها، وتـرفـض اجلـلـوس معها فـى الـزيـارات وتـرفـض هداياها وتعاملها بجفاء وندية كبيرة، رغم كل ذلك حتاول خطيبتى عدم الشكوى منهما أو التعبير عن ضيقها رغم أننى أشعر بها جيدا وال أعرف مـاذا أفعل، أفكر كثيرا فى فتح املوضوع معها ومعرفة ما يجول بخاطرها جتاه أمى وابنتي، ألن موعد عقد قراننا اقترب وأخشى أن أكون أظلمها وأظلم أسرتى معها إذا أكملنا، فما احلل. ثـم نتعرف فـى

فـتـرة اخلـطـبـة،

وكــان لها

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt