مخاوف فى تل أبيب من إغضاب مصر
اقتراحات بإعادة نازحى غزة للشمال بعد تحذيرات حول «محور فيالدلفيا» األونروا تحذر من وقف أنشطتها بنهاية فبراير بسبب قطع التمويل المقاومة تستهدف «أباتشى» إسرائيلية
تل أبيب - وكاالت األنباء:
عكست وسـائـل إعــالم إسرائيلية مـخـاوف وقلق بني أعضاء حكومة بنيامني نتنياهو بشأن إغضاب مصر فيما يتعلق بالسيطرة على محور صالح الدين احلدودى املعروف مبحور فالدلفيا.
وغالبا ما كان املسئولون اإلسرائيليون يردون على اتهامات تتعلق بإخفاق جيشهم أمام بطوالت املقاومة الفلسطينية فى غـزة، حيث يتكبد عناصره هزائم وخسائر بشرية وعلى مستوى املـعـدات واألسلحة يوميا، بالقول إن السيطرة لم حتكم بعد على القطاع وأنــه البـد مـن عملية برية مـن جانب رفـح تساعد اجليش اإلسرائيلى على هزمية حركة حماس. لكن تصريحات مسئولني أخرين فى تل أبيب بني حني وآخر تكشف أن السيطرة على هذا احملور هى فى احلقيقة من أجل تسهيل عملية الضغط على األهالى الفلسطينيني والتسريع بسيناريو التهجير القسرى نحو مصر.
وأمام إصرار بعض أعضاء احلكومة االسرائيلية، بينهم وزير الدفاع اإلسرائيلى يوآف جاالنت، على ضــــرورة شــن عملية بـريـة مــن رفـــح، يـبـدو الـتـردد االسرائيلى الرسمى واضحا جتنبا إلغضاب مصر بعد رسائل حـادة وشديدة اللهجة وجهتها القاهرة حتذيرا من توجه تل أبيب نحو هذا السيناريو.
وأمــس األول، زعـم جاالنت أن «الكتيبة األخيرة حلركة «حماس» فى خان يونس سيتم القضاء عليها قريبا»، مشيرا إلى أن «هـدف» إسرائيل القادم هو منطقة رفح على احلدود مع مصر. وتوجه جاالنت إلـى أعضاء احلكومة قائال: «الـوحـدة هى مفتاح نصرنا».. وذكرت صحيفة «إسرائيل هيوم» العبرية أن مصر «وجهت مؤخرا رسائل قوية إلسرائيل مفادها أن مرور الالجئني الفلسطينيني من غزة إلى سيناء سيعرض اتفاق السالم بني مصر وإسرائيل للخطر. وأوضحت القاهرة أنها لن توافق على مرور الالجئني من سيناء إلى أراضيها».
ويتركز حاليا حوالى 1.4 غـزة البالغ عددهم حوالى
مليون من سكان قطاع 2.2 مليون نسمة فى
رفـح، وتخشى مصر من أن تـؤدى عملية إسرائيلية فى املدينة إلى هروب جماعى إلى سيناء. ومبا أن إسرائيل متنع الفلسطينيني من العودة إلى منازلهم فى اجلــزء الشمالى من القطاع، فإنها فى الواقع لن تترك لهم أى خيار سوى الفرار جنوبا، بحسب الصحيفة.
ونقلت عن مصدرين إسرائيليني قولهما أن «الرسائل احلــازمــة الـتـى أرسلتها مصر مبـزيـج مــن الغضب والـقـلـق، نـاجتـة عــن تـصـريـحـات مختلفة ملسئولني إسرائيليني أوصت بإخراج الفلسطينيني من غزة كحل محتمل للمشكلة».. فقد أوصت وزيرة االستخبارات اإلسرائيلية، جيال غامليل، فى ورقة رسمية نشرتها بإخراج الفلسطينيني من غزة الى سيناء، وصدرت فى األسابيع األخيرة عدة تصريحات مماثلة لوزراء وأعـضـاء فـى الكنيست، وعلى رأسـهـم وزيــر املالية بتسلئيل سموتريش، الذى كرر األمر نفسه فى عدة مناسبات.
وتقول الصحيفة إن سبب القلق املصرى له دافعان رئيسيان: األول، أن الفلسطينيني سيحاولون مغادرة غـزة على خلفية الوضع اإلنسانى غير املستقر فى القطاع. والثاني، أن الفلسطينيني سيحاولون الهروب خوفاً من التعرض لألذى فى احلرب.
وتقول الصحيفة إن إسرائيل، فى املقابل، بدأت تدرس إجالء سكان رفح إلى شمال القطاع قبل هجوم محتمل على املدينة، لكن الصحيفة قالت نقال عن مصادر أن مثل هذه اخلطوة لن تتم قبل شهر مارس.
وكــان مصدر أمنى مصرى رفيع املستوى قـد نفى فـى وقــت سابق مـا مت تـداولـه حــول اقـتـراب التوصل مع إسرائيل، التفاق حـول رفـح ومحور صـالح الدين «فيالدلفيا» أو تركيب أى وسائل تكنولوجية باحملور. كما نفى املـصـدر األمـنـى فـى تصريحات لـ»القاهرة اإلخبارية»، وجود أى ترتيبات أمنية جديدة بشأن محور صــالح الـديـن «فيالدلفيا». كما نفى املـصـدر تقارير إعالمية إسرائيلية عن خطة تدرسها تل أبيب مع مصر والواليات املتحدة؛ لنقل معبر رفح إلى املثلث احلدودى مبنطقة كرم أبو سالم على احلدود املصرية اإلسرائيلية. عواصم-وكاالت األنباء:
أعلن مكتب األمم املتحدة لتنسيق الشئون اإلنسانية (أوتش) أمس، أن إسـرائـيـل منعت %56 مـن القوافل اإلنسانية من الوصول إلى شمال غزة فى يناير- وجـاء فى تقرير املكتب: «فـــى شـهـر يـنـايـر منعت السلطات اإلسرائيلية وصـول %56 من قوافل املــســاعــدات اإلنـسـانـيـة إلــى شمال غزة 34( من أصل )61 ومنعت %25 من البعثات من الوصول إلى اجلزء األوسط 28( من أصل .»)114
كما أعلنت وكـالـة األمم املتحدة لغوث وتشغيل الالجئني الفلسطينيني «أونــــروا»، أن البحرية اإلسرائيلية التى تسيطر على املياه قبالة قطاع غزة قصفت قافلة مساعدات غذائية فى غزة- وكتب توماس وايت مدير «األونروا» فى غزة على موقع «إكس» أمس األول: «تعرضت قافلة غذائية كانت تنتظر االنتقال إلى شمال غزة لنيران البحرية اإلسرائيلية».
وفـــى وقـــت ســـابـــق، أفــــاد مكتب تنسيق الشئون اإلنسانية بأن %75 من سكان قطاع غزة (أكثر من 1.7 مليون شخص) نزحوا عن مناطقهم ويــواجــهــون نـقـصـاً حــــاداً فــى املـيـاه والغذاء واألدوية والسكن.
وحذرت األونـروا األسبوع املاضى مـــن أنـــهـــا قـــد تــضــطــر إلــــى وقــف عملياتها بحلول نهاية فبراير إذا لم يتم استئناف التمويل بعد تعليقه من الواليات املتحدة وعدد من اجلهات املانحة املهمة- وكان االحتاد األوروبى قد دعا فى وقت سابق إلى مراجعة عمل األونروا، موضحاً أنه سيقرر إن كان سيعلق متويلها بناء على نتائج التحقيق الذى فتحته األمم املتحدة.
وأفادت صحيفة «نيويورك تاميز» بأن الوكالة األممية إلغاثة وتشغيل الالجئني الفلسطينيني (األونـــروا) قد تخسر نحو 65 مليون دوالر مع نهاية فبراير اجلـــارى بسبب وقف التمويل من قبل بعض الدول- وكتبت الـصـحـيـفـة اســتــنــاداً إلـــى الـوثـائـق الداخلية للوكالة التى اطلعت عليها، أن ما ال يقل عن 18 دولة ومؤسسة، بينها بـعـض املـانـحـني الــكــبــار، قد
أعلنت تعليق متويلها للوكالة على خلفية الشبهات بصالت عــدد من العاملني فيها بحركة «حماس».
ومن جانبه، صرح نائب املتحدث بـاسـم وزارة اخلـارجـيـة األمريكية فيدانت باتل بـأن واشنطن ستعيد توجيه أى أموال مخصصة لألونروا إلـى وكــاالت إغاثة أخــرى تعمل فى غــزة إذا أقــر الـكـوجنـرس تشريعاً يحظر متويلها.
وقـــال بـاتـل فــى مـؤمتـر صحفى: «مــشــروع الـقـانـون، الـــذى تفاوضت عليه إدارة بــايــدن ومـجـمـوعـة من أعضاء مجلس الشيوخ من احلزبني، يتضمن 1.4 مليار دوالر للمساعدات اإلنسانية لغزة ولكن قد يتم توجيه
غزة - وكاالت األنباء:
تشهد عدة مناطق فى قطاع غزة اشتباكات عنيفة تدور بني املقاومة الفلسطينية وقوات االحـتـالل اإلسرائيلى التى تـواصـل عمليتها الـبـريـة الوحشية منذ 27 أكـتـوبـر املـاضـي. وتركزت االشتباكات أمس فى املناطق الغربية واجلنوبية ملدينة غزة وذلك بعد أيام من جتدد املعارك فى شمال القطاع.
وأعلنت كتائب القسام، اجلناح العسكرى حلركة حماس، أنها دمرت جرافة إسرائيلية من نوع «دى »9 غرب مدينة خان يونس جنوب غزة. كما قالت إنها استهدفت باالشتراك مع كتائب املجاهدين مروحية إسرائيلية من طراز أباتشى بصاروخ «سام »7 غرب غزة. بدورها، قالت سرايا القدس، اجلناح العسكرى حلركة اجلهاد اإلسالم، إنها تخوض اشتباكات ضارية مع جنود االحتالل وآلياته باألسلحة الرشاشة والقذائف وسط وغـرب وجنوب خان يونس. وأوضحت أنها استهدفت بقذيفة «آر بى جي»
هــذا التمويل إلــى برنامج األغذية العاملى التابع لألمم املتحدة أو منظمة األمم املتحدة للطفولة (يونيسف) أو غيرهما من منظمات اإلغاثة».
وأضاف: «هذه مخصصات نعتقد أنها ستنقذ األرواح وسيكون لها تأثير مباشر على املدنيني الفلسطينيني، وسـنـعـيـد تــوجــيــه متــويــل األونـــــروا (وكـــالـــة غـــوث وتـشـغـيـل الـالجـئـني الفلسطينيني)، إلـى شركاء آخرين لتقدمي املساعدة فى غزة».
وصــــرحــــت وزارة اخلـــارجـــيـــة األمريكية بأنها قدمت 121 مليون دوالر لـألونـروا فى السنة احلالية، ولـــم يـبـق مــن األمـــــوال املخصصة للوكالة سوى 300 ألف دوالر. دبـابـة «ميركافاه» إسرائيلية فـى حـى األمـل غرب خان يونس. وأضافت السرايا، فى بيان منفصل، أنها فجرت آلية عسكرية إسرائيلية محيط دوار حيدر غرب غزة.
جـــاء ذلـــك فـيـمـا أعــلــن جــيــش االحــتــالل اإلسرائيلي، أمس، أن عدد الضباط واجلنود الذين أصيبوا منذ بداية احلـرب على غزة، ارتفع إلى ،2828 بينهم 1304 منذ بدء الهجوم البري.. فى غضون ذلك، قال رئيس الـوزراء اإلسرائيلي، بنيامني نتنياهو، إن «احلرب يجب أال تنتهي» قبل أن تقتل إسرائيل قادة حركة املقاومة الفلسطينية حماس. وأضاف نتنياهو، خالل اجتماع حلزبه، الليكود، «إن هدفنا هو حتقيق النصر املطلق على حماس. سنقتل قادة حماس، لذا يجب أن نواصل العمل فى كافة مناطق قطاع غـزة. ويجب أال تنتهى احلرب قبل ذلك. سيستغرق األمر وقتا، أشهرا وليس سنوات». لم تخف إسرائيل نيتها فى السابق، االستمرار فى مطاردة قادة حماس.