الردع.. وليس إبراء الذمة!!
هل تتصور اإلدارة األمريكية أنها تبرئ ذمتها"!!" بالقول إنها "لن تدعم" مخطط إسرائيل القتحام "رفح" وارتكاب مذبحة إنسانية غير مسبوقة؟!.. وهل ستكتفى دول الغرب بالتحذير من الكارثة املنتظرة إذا نـفـذت إســرائــيــل تـهـديـداتـهـا.. أم ستتحمل هـذه الدول.. مع العالم كله مسئولياتها، وتوقف إسرائيل عند حدها، وتتخذ من اإلجراءات ما "يردع" الهوس الصهيونى الــذى ما كـان له أن يصل إلـى هـذا احلد لوال ما تلقاه من دعم أمريكى وغربى وصل إلى ذروته فــى هـــذا الـــعـــدوان الـوحـشـى الـــذى أسـقـط فــى أربـعـة أشهر ٨١ ألــف شهيد ثلثاهم مـن األطـفـال والنساء بينما هـذه الــدول تـردد األسطوانة اإلسرائيلية بأن كــل ذلـــك هـــو"دفـــاع عــن الـنـفـس" ولـيـس إبـــادة لشعب يقاوم االحتالل وجرائمه النازية؟!
نتنياهو -بعد كـل التحذيرات - أكـد بـاألمـس أنه ماض فى مخططه القتحام رفح حيث يحتشد أكثر من ٤٫١ مليون فلسطينى نزحوا إليها بعد تأكيدات صهيونية بأنها "منطقة آمنة". حتويل "التحذيرات" إلى موقف رادع هو وحده الذى يوقف "الكارثة" . آن األوان لإلعالن الرسمى عن وقف تدفق األسلحة من أمريكا وبريطانيا وبعض احللفاء إلـى إسرائيل إذا لــم تـوقـف "املــذبــحــة"، وآن األوان لــقــرار مــن مجلس األمــن (ال يوقفه الڤيتو األمريكى املعتاد) بإيقاف الــقــتــال بــصــورة نـهـائـيـة وبــفــرض عــقــوبــات عـلـى من الميتثل لإلرادة الدولية.
باختصار.. االنحياز غير املسبوق وغير األخالقى مــن دول الــغــرب للكيان الـصـهـيـونـى جـعـل إسـرائـيـل تـتـصـرف عـلـى أنــهــا فـــوق الـــقـــانـــون، وجــعــل مجرمى احلــرب بقيادة نتنياهو يواصلون حـرب اإلبـــادة ضد شــعــب فـلـسـطـني ويــنــتــظــرون "اجلــــوائــــز" مـــن الــرعــاة الغربيني الذين لم يروا فى كل جرائم إسرائيل حتى اآلن ما يستحق العقاب أو يستوجب الردع.
االســـــتـــــمـــــرار فـــــى هـــــــذا الــــنــــهــــج يـــعـــنـــى املــــشــــاركــــة فـــى املــســئــولــيــة عــمــا تــرتــكــبــه إســـرائـــيـــل، واالكـــتـــفـــاء بـ"التحذير" لـم يعد يجدى مـع نتنياهو والعصابة اإلرهابية التى حتكم إسرائيل وتقود املنطقة كلها إلى االنفجار.
لن تكون أمريكا وأوروبـــا قــادرة على حتمل تبعات "الــــكــــارثــــة" الـــتـــى يــســتــمــر نــتــنــيــاهــو فــــى تــنــفــيــذهــا. االكتفاء بالتحذير والنصائح لن مينع املذبحة ولن يسقط املسئولية. لسنا أمـام عملية عسكرية كبرى أو صغرى بل أمــام حـرب إبــادة غير مسبوقة سيكون ضـحـايـاهـا بـعـشـرات األلــــوف فــى رفـــح، وسـيـكـون من ضحاياها استقرار املنطقة كلها، ومعها أيضا نظام عـــاملـــى ســيــدفــع حــتــمــا فــواتــيــر االنـــحـــيـــاز إلســرائــيــل والسكوت على جرائمها واالكـتـفـاء بالتحذير حني حتتم الردع!!