الموقف المصرى
أصــــبــــح مـــــن املـــــؤكـــــد لــلــقــاصــى والدانى على كل املستويات العربية واإلقليمية والدولية، وضوح وثبات املــــوقــــف املــــصــــرى جتــــــاه الــقــضــيــة الـفـلـسـطـيـنـيـة، عــلــى مـــر تـاريـخـهـا وخــــالل كـــل مــراحــلــهــا وتــطــوراتــهــا بصفة عـامـة، واألزمــــات واألخـطـار الـتـى تتعرض لها بصفة خاصة، وخــــــالل احلــــــرب الـــوحـــشـــيـــة والــــال إنسانية الـتـى تتعرض لها حاليا على وجه اخلصوص.
واملـــــؤكـــــد أن هــــــذا املــــوقــــف ظـل ثابتا فى دعمه الـدائـم واملتواصل والـال محدود للقضية، على مدار السنوات املاضية منذ بدايتها فى عام 8٤٩1، وصوال إلى حرب اإلبادة الشاملة التى يتعرض لها الشعب الفلسطينى اآلن وطـــوال الشهور املاضية.
واملـــــوقـــــف املــــصــــرى يــعــتــمــد فـى جـــوهـــره وأســــاســــه عــلــى مـجـمـوعـة من األسس الرئيسية القائمة على اإلميـــــان الـــقـــوى بـــضـــرورة حـصـول الشعب الفلسطينى على حقوقه املـشـروعـة كـامـلـة، وأولــهــا حقه فى تقرير املصير الـــذى تكفله لـه كل القوانني الدولية وقرارات الشرعية الدولية.
وعــلــى رأس هـــذه احلــقــوق وفـى مــقــدمــتــهــا، حــقــه فـــى االســتــقــالل والتحرر واخلالص من االحتالل، والـــعـــيـــش فــــى أمـــــن وســــــالم داخــــل دولــــتــــه الــفــلــســطــيــنــيــة املــســتــقــلــة، الــقــائــمــة عــلــى حـــــدود الـــرابـــع من يـونـيـو ٧٦٩1 فــى الـضـفـة الغربية وقــطــاع غــــزة، وعـاصـمـتـهـا الـقـدس العربية.
وتــــنــــطــــلــــق مــــصــــر فــــــى دعـــمـــهـــا الدائم والشامل للحقوق املشروعة للشعب الفلسطيني، مـن إميانها الكامل بأن القضية الفلسطينية هى قضية القضايا بالنسبة لألمة العربية، وانه ال سالم وال استقرار فــــى املـــنـــطـــقـــة الـــعـــربـــيـــة والــــشــــرق أوســـطـــيـــة، دون حـــل دائـــــم وشــامــل وعـــــــادل لــلــقــضــيــة الـفـلـسـطـيـنـيـة، يـــقـــوم عـــلـــى أســــــاس قـــيـــام الـــدولـــة الفلسطينية املستقلة.
وكــان الــدور املصرى واضحا كل الوضوح فى إصــراره منذ اللحظة األولــــــــى لــــلــــعــــدوان الـــغـــاشـــم عـلـى غـــزة، بـتـقـدمي املــســاعــدات للشعب الفلسطينى عبر معبر رفح، الذى ظل واستمر مفتوحا طوال األيام املــاضــيــة وحــتــى اآلن وعــلــى مـــدار الـ٤2 ساعة.
كما كان املوقف املصرى حاسما وواضـــــــحـــــــا فــــــى رفـــــــض املـــخـــطـــط الـــــــتـــــــآمـــــــرى، لــــتــــهــــجــــيــــر األخـــــــــوة الفلسطينيني من وطنهم وإخالء الضفة الغربية أو قطاع غــزة من أهله ومواطنيه.
ورفضت مصر بكل قـوة وإصــرار اســـتـــمـــرار ســيــاســة احلـــصـــار الــتــى تــفــرضــهــا إســـرائـــيـــل عــلــى الـشـعـب الفلسطيني، ومــا تقوم بـه سلطة االحـــــتـــــالل مـــــن جـــــرائـــــم الـــعـــقـــاب اجلــمــاعــى واإلبــــــادة الــشــامــلــة ومــا متـارسـه مـن جتـويـع ومـنـع للغذاء واملياه وقطع الكهرباء واالتصاالت.
وفـــى ذات الــوقــت تــواصــل مصر حشدها املستمر للمجتمع الدولى لــلــوقــوف بـإيـجـابـيـة وفـاعـلـيـة ضد الـــــعـــــدوان، وحـــثـــه لــلــقــيــام مبـوقـف عملى وفـاعـل لوقف حــرب اإلبــادة الال إنسانية على غزة.
وهـذا املوقف الثابت ملصر ليس مجرد انفعال عاطفى أو وجدانى، بـل هـو مـوقـف مبدئى ينطلق من رؤيـــة شاملة للسالم فـى املنطقة، يـــســـعـــى مــــــن خــــاللــــهــــا لــتــحــقــيــق الــــتــــســــويــــة الــــشــــامــــلــــة والــــعــــادلــــة والــدائــمــة، بتنفيذ حــل الـدولـتـني وقيام الدولة الفلسطينية.