وقت القمة العربية
إنــــه الـــوقـــت لــعــقــد قــمــة عــربــيــة طــــارئــــة، فــلــن يــكــون محتمال أن يذهب الناس لصالة التراويح وطقوس أذان املغرب فى رمضان، بينما يسقط الشهداء فى غزة ورفح باآلالف.
لـــن يـــكـــون مــحــتــمــال أن يــفــطــروا عــلــى مـــوائـــد الــــدم، ويـهـرعـوا إلــى املستشفيات فــى صــالة الـفـجـر، يحملوا األطـــفـــال والــشــهــداء واجلـــرحـــى واملــصــابــني بـاالخـتـنـاق بسبب غازات القنابل السامة.
لن يكون مطلوبا من القمة استخدام أسلحة قدمية مثل البترول أو جتميد العالقات أو الالءات الثالثة، ولن يكون مطلوبا منها املـزايـدة على مشاعر اجلماهير أو املواقف الكالمية.
يكفى تـوجـيـه رســالــة للعالم بـــأن الــعــرب جميعا يد واحدة ضد االغتيال املمنهج، وضد اجلرائم اإلجرامية التى ترتكب كل يوم، وضد أن يكون الشعب الفلسطينى رهينة لعصابات القتل والدمار.
الفرصة سانحة أكـثـر مـن أى وقــت مضى الستثمار الــوضــع املـــأســـاوى للفلسطينيني لـطـرح مــشــروع سـالم عربى، برؤية جديدة تقبل التطبيق على أرض الواقع، ألن أحدا فى املجتمع الدولى لن ميد يد املساعدة.
مشروع سـالم عربى يناقش بقوة وشجاعة مستقبل غـزة بعد وقـف إطــالق النار، وملـن احلكم بعد أن فشلت متـامـا صيغة حكومة الضفة وحكومة غــزة، واستغلت إسرائيل هذا اخلالف لصاحلها، وعطلت أى حديث عن السالم بزعم أنها لم جتد من تتحدث معه.
هـل ميكن أن تظل الفصائل الفلسطينية مسلحة، وتــرفــع شــعــار اجلــهــاد مــن الـنـهـر حـتـى الــبــحــر، بـعـد أن حطمت إسـرائـيـل معظم الـــقـــدرات القتالية حلـمـاس، واغتالت من قادتها عددًا كبيرًا، وتستهدف اآلن الوصول إلى الصف األول من القيادات؟
لم حتقق العمليات املسلحة أهدافها وكانت إسرائيل تنتظر األعــمــال الـفـدائـيـة لـتـبـرر وحشيتها كـــرد فعل، وهــل تقبل إسـرائـيـل وجـــود قـــادة حـمـاس فــى املنظومة السياسية، بعد أن جنحت فى دمغهم باإلرهاب، ويؤيدها الغرب وأمريكا؟ وكيف تفكر الــدول العربية فى إيجاد حل لهذه اإلشكالية؟
لكل دولة ارتباطاتها وظروفها السياسية التى حتتم عليها اختيار أسـلـوب التعامل مـع أحـــداث غـــزة، ولكن هناك حدا أدنى ال يختلف عليه أحد.
فالعالم كله اآلن يتحدث عن حل الدولتني بطريقة غير مسبوقة، وفــى التفاصيل تكمن شياطني كثيرة، أولـهـا إسرائيل التى تبذل قـصـارى جهدها إلفـسـاد أى محاولة للتهدئة وإحالل السالم فى املنطقة.
إســـرائـــيـــل تـــريـــد الـتـطـبـيـع والـــعـــالقـــات االقــتــصــاديــة واالنــدمــاج فـى املنطقة دون أن تـدفـع شـيـئـا، وتتصرف بـطـريـقـة مــن يــريــد هـــدم املـعـبـد فـــوق الـــــرؤوس، وتـــورط أمريكا فى حروبها الصغيرة، فى فترة من أضعف فترات رؤساء البيت األبيض.
ومجرد أن يجلس الزعماء العرب فى قاعة اجتماعات واحـــدة، يصرخون بنداء وقـف احلــرب وإحــالل السالم، سيعلم العالم كله أننا أمة مازالت الروح تدب فيها، ولم يلفظ اإلجماع العربى أنفاسه فى غزة.