أمريكا.. وحرب اإلبادة
واقــع احلــال القائم فى القضية الفلسطينية، فـى ظـل املــأســاة الا إنــســانــيــة وحـــــرب اإلبــــــادة الـشـامـلـة واُملمنهجة التى متارسها إسرائيل ضد الشعب الفلسطينى، يؤكد مبا ال يدع مجاال للشك على اإلطاق املسئولية الكاملة للواليات املتحدة األمـريـكـيـة عــن تـلـك املــأســاة وتلك اجلرائم.
ونــــحــــن ال نـــتـــعـــدى الـــــواقـــــع وال نتجاوز معطيات ونصوص القانون الـدولـى والقانون اإلنسانى، إذا ما قلنا إن الـعـدالـة تقتضى، أن تقف الــــواليــــات املــتــحــدة األمــريــكــيــة فى قفص االتهام، أمام محكمة العدل الدولية فى «الهاى» بجوار إسرائيل بوصفها شريكا كامل الشراكة .
وواقــــع احلـــال يـؤكـد أن الـشـراكـة األمــــريــــكــــيــــة فـــــى جـــــرائـــــم اإلبــــــــادة اجلـــمـــاعـــيـــة ضــــد الــفــلــســطــيــنــيــني، بــــدأت مــنــذ الـلـحـظـة األولـــــى لـبـدء الـــعـــدوان اإلسـرائـيـلـى الـــا إنسانى على قطاع غزة، حيث أعلنت أمريكا تأييدها التام للعدوان، على لسان رئــيــســهــا ووزيــــــر خــارجــيــتــهــا ووزيــــر دفاعها.
وأْحسب أننا والعالم مازلنا نذكر إعـــان الـرئـيـس األمـريـكـى «بــايــدن» فـــــور وصــــولــــه إلســــرائــــيــــل مــــع بـــدء الــعــدوان، أنــه صهيونى بالسليقة، وإعان وزير خارجيته «بلينكن» أنه جاء إلسرائيل بوصفه يهوديًا.
ولــــم يــتــوقــف األمـــــر عــنــد ذلـــك، بــل أعـلـنـت أمــريــكــا دعـمـهـا الـكـامـل إلســـرائـــيـــل فــــى احلـــــــرب، وقــيــامــهــا مبــــدهــــا بــــكــــافــــة مـــــا حتــــتــــاجــــه مــن أمـواٍل وأسلحٍة ومـعـدات،..، وهو ما قـــامـــت بـــه فـــعـــًا، حــيــث مــدتــهــا وال تزال متدها حتى اآلن، بالصواريخ والقنابل ودانـــات املـدافـع والقنابل اخلـــارقـــة لــأعــمــاق ، مــن األسـلـحـة ا ُملـــســـتـــخـــدمـــة فـــــى قـــتـــل األطــــفــــال والـــــنـــــســـــاء والـــــشـــــيـــــوخ وهــــــــدم غــــزة بالكامل .
ولـــــم تـــكـــتـــف أمـــريـــكـــا بـــذلـــك بـل قامت برفض كل اجلهود واحملاوالت الـعـربـيـة والــدولــيــة لــوقــف احلـــرب، وإصــــــــدار قــــــرار مـــلـــزم مــــن مـجـلـس األمـــن الــدولــى بـوقـف إطـــاق الـنـار فى غــزة، وهـو ما أدى إلـى استمرار وتصاعد حرب اإلبادة التى متارسها إســرائــيــل مبــعــاونــة ودعـــم الــواليــات املتحدة األمريكية،..، وهو ما يؤكد الشراكة الكاملة ألمريكا فى حرب اإلبادة ضد الشعب الفلسطينى.
وآخـــر اإلجــــراءات األمريكية فى هذا السياق، هو ما نشرته صحيفة «وول سـتـريـت جـــورنـــال» األمريكية نــقــًا عـــن مـسـئـولـني أمــريــكــيــني،..، أن إدارة الــرئــيــس «بـــايـــدن» تستعد إلرسال شحنة من القنابل وغيرها من األسلحة إلـى إسرائيل لتعزيز ودعم ترسانتها العسكرية.
لـــيـــس هـــــذا فــــقــــط، بــــل ولـــوحـــت أمــــريــــكــــا أيــــضــــا بــــاســــتــــخــــدام حــق النقض «الفيتو» على مشروع قرار جــزائــرى يـدعـو لـوقـف إطــاق النار فى غزة مقدم ملجلس األمن.
وهكذا.. تصبح الواليات املتحدة األمـــريـــكـــيـــة لــيــســت مـــنـــحـــازة فقط أو داعـمـة فقط إلسـرائـيـل، بـل هى شريك كامل فى حرب اإلبادة .