الشراكة المصرية اإلماراتية

تابعت أول أمس بكل االهتمام واليقظة مع كل أبناء مصر وأحبائها وأصدقائها.. وغيرهم، األنباء واملعلومات املهمة التى أعلنها رئيس الوزراء د.مصطفى مدبولى، حول الشراكة املصرية اإلماراتية للتنمية الشاملة، ملنطقة رأس احلكمة بالساحل الشمالى الغربى.

ولـفـت انتباهى مثل كـل املتابعني واملهتمني بالشأن العام فى مصر على اتساعه وشموله، وفيما يخص الشأن االقتصادى واالستثمارى على خصوصه، ما أعلنه رئيس الوزراء عن التفصيالت بالغة األهمية التفاق الشراكة.

خاصة ما تضمنه االتفاق من ضخ استثمارات مباشرة ملصر قدرها «٥٣» مليار دوالر خالل الشهرين القادمني، يتلوها تدفق ما ال يقل عن «٠٥١» مليار دوالر طوال مدة تنفيذ املشروع التنموى الشامل للمنطقة،...، باإلضافة إلى حصول مصر على «٥٣٪» من أرباح املشروع طوال مدة تنفيذه وتشغيله.

ورغم إدراكــى الواعى ملا ميثله هذا املـشـروع التنموى الضخم مـن إجنـاز اقتصادى كبير، ونقلة نوعية إيجابية فى مسار االستثمار األجنبى املباشر فى مصر، فى ظل الظروف املعقدة والصعبة التى مير بها االقتصاد املصرى منذ فترة ليست بالوجيزة.

وعلى الرغم من إدراكى ألهمية ما يحققه هذا املشروع التشاركي، من توفير سريع للسيولة النقدية من العملة الصعبة ملـصـر، واألثــــر املـبـاشـر وغير املباشر لذلك فى استقرار سوق النقد األجنبى، وحتسني الوضع االقتصادى عامة،...، إال أن هناك من وجهة نظرى ما هو أكثر أهمية من كل ذلك، رغم اعترافى الكامل بأهميتها جميعا.

ما هو أكثر أهمية فى نظري، هو ما يؤكده هذا املشروع التشاركى بني مصر واإلمارات من معان ودالالت مهمة، فى مقدمتها احلقيقة املؤكدة التى يؤمن بها كل املصريني، والتى تقول إن الصديق احلق هو من يقف بجوارك وقت الشدة.

وتاريخ ومسار عالقات الصداقة، احلقة بني مصر ودولة اإلمارات الشقيقة، يؤكد مبا ال يدع مجاال للشك صحة وسالمة هذه احلقيقة، ليس من هذا اليوم فقط، بل منذ قيام دولة اإلمارات املتحدة فى ظل وجود حكيم العرب وصديق مصر «الشيخ زايد رحمه اهلل رحمة واسعة».

هـــذه واحـــــــدة،...، أمـــا الثانية فهى ما يعكسه هذا االتفاق حول املشروع التشاركي، من كبر حجم اجلهود املبذولة من جانب الدولة املصرية، للسعى للخروج من الضائقة االقتصادية التى أملت مبصر فى اآلونة األخيرة،...، ودعونا نأمل خير ًا فى أن يكون هذا املشروع بداية صحيحة ومبشرة خلروج مصر من هذه الضائقة.