Al-Akhbar

مأزق إسرائيل.. وخطة نتنياهو !!

- جالل عارف

اخلطة التى قدمها نتنياهو ملا أسماه «غــزة ما بـعـد احلــــرب» هــى فــى حقيقتها خـطـة السـتـمـرا­ر احلـــــرب وتــرســيـ­ـخ االحــــتـ­ـــال.. ال أكـــثـــر وال أقــــل!! يتجاهل نتنياهو كل الضغوط الدولية التى تطلب إنهاء حرب اإلبــادة التى تشنها إسرائيل، ويحاول قطع الطريق على إرادة دولية تدرك أن االعتراف الكامل بدولة فلسطني املستقلة التى تضم الضفة وقطاع غزة وعاصمتها القدس العربية هو مفتاح السام واالستقرار باملنطقة.

ال يــقــدم نـتـنـيـاه­ـو فــى خـطـتـه إال مــا يـتـفـق مع التصور األساسى لتحالف التطرف اإلرهابى الذى يحكم إسرائيل والــذى ينكر الـوجـود الفلسطينى وال يعترف به، والذى يؤكد على استمرار السيطرة اإلسرائيلي­ة على كل غزة والضفة والقدس احملتلة. يؤكد نتنياهو فى خطته على استمرار حرية العمل للقوات اإلسرائيلي­ة داخل غزة دون أى حد زمنى، وعــلــى إقـــامـــ­ة مـنـطـقـة أمــنــيــ­ة عـــازلـــ­ة فـــى املنطقة املتاخمة إلسرائيل، وعلى السيطرة على احلـدود بني غزة ومصر. ويشير إلى أنه سيوكل إدارة املسائل املدنية لعناصر إدارية يختارها، وأنه بعد أن يقضى على حماس واجلهاد سيقوم بـ «اجتثاث»، ما يعتبره تــطــرفــ­ا فـــى كـــل املـــؤســ­ـســـات الـتـعـلـي­ـمـيـة والــديــن­ــيــة واالجتماعي­ة!

برنامج واضح إلعادة االحتال الكامل لغزة رمبا يرضى زعماء عصابات اإلرهاب الذين يشاركونه فى حرب اإلبادة على شعب فلسطني، والذين يخشون مثله من يـوم يتوقف فيه القتال وتبدأ احملاسبة ويتم السقوط احلتمى.. لكن نتنياهو يعرف أنه يواجه عاملا بأكمله يـدرك أن املذبحة اإلسرائيلي­ة البـد أن تتوقف قبل أن تنفجر املنطقة كلها، وأن غزة هى جزء ال يتجزأ من دولة فلسطني املوحدة واملستقلة، ويعرف أنه - بعدما يقرب من خمسة شهور من احلــرب- لم يحقق إال الـدمـار والقتل.. مـــع املـــزيــ­ـد مـــن الــفــشــ­ل الــســيــ­اســى واالقـــتـ­ــصـــادى والعسكرى!!

أمريكا -وهـى احلليف الوحيد الباقي- سارعت برفض أى خطط إسرائيلية إلعــادة احتال غزة. فـــى احلــقــيـ­ـقــة واشـــنـــ­طـــون حــريــصــ­ة عــلــى الــكــيــ­ان الصهيونى أكـثـر مـن نتنياهو وزعــمــاء العصابات املتحالفني مـعـه، وهــى تـــدرك جـيـدا أن مــا يفعله هــــــؤال­ء وهـــــم يـــرفـــض­ـــون كــــل فـــــرص الـــتـــع­ـــايـــش مـع الفلسطينين­ي لن تكون له إال نتيجة واحدة عرفها الـعـالـم مــع سـقـوط الـنـظـام الـعـنـصـر­ى فــى جنوب افريقيا ومع استحالة القبول بنازية جديدة مهما كانت األسباب!

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt