«عم السيد» أقدم صنايعى «برانيط» فى عروس المتوسط
إسكندرانى صانع قبعات الملوك
رائحة التاريخ تفوح من املكان.. أثاث أكل عليه الدهر وشـرب مبحل فى زقـاق ضيق من أزقة منطقة بحرى باإلسكندرية، حيث ال صوت يعلو فيه فوق صوت ماكينة خياطة عم السيد، اخلطيب، صانع قبعات امللوك والعديد من املشاهير.. «عم السيد»، رجل سبعينى، يجلس بهيئته الوقورة، وحوله كميات كبيرة من القبعات «البرانيط»، منسوج عليها كلمات باإلجنليزية عن احلضارة املصرية، وصور امللك توت عنخ آمون وحورس، والعديد من ملوك الفراعنة.. يعد «عم السيد»، أقدم صانع «برانيط» فى مصر، هو ووالده كانا يصنعان القبعات امللكية للملك فاروق واحلاشية امللكية، خاصة القبعة البيضاء، التى كان يحب فاروق األول «أن يرتديها»
ويقول عم السيد إنه ورث املهنة من والده الذى تعلمها من األجانب الذين كانوا يعملون بها فى ذلك الوقت، وبدأ بها فى سن صغيرة، وكان والده يقوم بتصنيع طواقى الصيادين
واجلناينية، وتطورت بعد ذلك إلى صناعة البورنيطة، وكانت الورشة متخصصة فى تلك الصناعة منذ إنشائها حتى اآلن.
ويحكى «عم السيد»، عن والده،
أنه كان
له زبائنه من اجلاليات األجنبية التى كانت تعيش فى اإلسكندرية، وأن والده هو من قام بتصنيع البرانيط اخلاصة بـ فيلم «خلى بالك من زوزو» للفنانة الراحلة سعاد حسنى، وأيضا
صنع الكاسكيت اإليطالى والفروقية اخلاصة بـ»أحمد سوكارنو» أول رؤساء إندونيسيا، وكان مشهورا بها.
وأشار إلى أنه ورث املهنة عن أبيه، فبعد أن سطر والده تاريًخا كبيًرا فى هذه الصناعة، كان البد أن يستغل هذا التاريخ ويطوره، فقام بتطوير اخلامات واملوديالت ملواكبة احلداثة، خاصة أنه الورشة التى تنافس الصناعة األوروبية املتخصصة فى تلك الصناعة.. وأضاف أن األجانب أنفسهم يقبلون على شراء منتجات ورشته، ويأتون كل عام خصيصا لى، ألن منتجات ورشتى تتميز باجلودة العالية، وأيضا ألن سعرها أرخص من املنتج املستورد، ومزينة ومرصعة باحلضارة الفرعونية كدعاية ملصر.
وأوضـح أن يأتيه سياح أملـان وفرنسيون وإيطاليون ويونانيون، ومن كل اجلنسيات خصيصا لشراء القبعات بالرموز الفرعونية، ولذلك قمت بتعليم نفسى 6 لغات من شرائط الكاسيت، وأنا جالس فى ورشتى حتى أستطيع التواصل معهم.
دوالر يورو جنيه إسترلينى
٤٨٫٠٣ ٦٣٫٣٣ ٠١٫٩٣
٣٩٫٠٣ ٨٤٫٣٣ ٣٢٫٩٣