ندعو العالم للعمل لمصلحة اإلنسانية واستغالل الثروات لنشر السالم
السيسى لقمة منتدى الدول المصدرة للغاز بالجزائر: نجدد حرصنا الدائم على التعاون مع الجميع نحو مستقبل طاقة آمن ومستدام
أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى أن التغلب على التحديات التى تواجه عاملنا اليوم يتطلب إرادة سياسية وتعاوًنا إقليمًيا ودولًيا من منطلق تـشـارك املصالح ووحـــدة الـغـايـات، وال سيما بن مجموعة دولنا التى متتلك مـوارد وثروات طبيعية ضخمة وطـمـوحـات كبيرة وقـــدرات بشرية، باإلضافة إلى القدرة فى التأثير على مستقبل الطاقة العاملى مبـا يحقق تطلعات شعوبنا وطموحاتها نحو مستقبل أفضل، وذلك من خالل وضع اآلليات الالزمة لترجمة الرغبات والطموحات إلـى برامج عمل ميكن حتقيقها على أرض الواقع مبا يحقق التوازن واملصالح املـشـتـركـة بــن جميع األطــــراف مــن منتجن ومستهلكن. جاء ذلك فى الكلمة التى ألقاها نيابة عنه املهندس طارق املال وزير البترول فى اجللسة االفتتاحية للقمة السابعة لرؤساء دول وحكومات منتدى الدول املصدرة للغاز.
وقـــال الرئيس السيسى: أود أن أؤكـــد أن رسالة مصر اليوم تأتى فى شكل دعوة للعمل ملصلحة اإلنسانية، للسعى الستغالل إمكاناتنا وثرواتنا لنشر السالم، وتعزيز التعاون والتفاهم املشترك، ولتحقيق التنمية املستدامة ملا فيه مصلحة املجتمع الدولي، وإننى على ثقة فى مساهمة هذا احملفل فى املزيد من التعاون بن الدول االعضاء فى مختلف املجاالت املرتبطة بصناعة الغاز الطبيعي.
وتقدم الرئيس بخالص الشكر والتقدير إلى الرئيس عبد املجيد تَـّبُـون رئيس اجلمهورية اجلـزائـريـة الدميقراطية الشعبية ومتنياته بالتوفيق والنجاح ألعمال القمة السابعة ملنتدى الـــدول املـصـدرة للغاز، على اجلـهـود الثمينة الستضافة وإجنـاح هذا احلدث املهم، حرصاً على تعزيز ودفـع التعاون املشترك بن الدول األعضاء باملنتدى لتحقيق االستفادة املثلى من موارد الغاز الطبيعي.
كما توجه بالشكر لكل القائمن على اإلعداد والتنظيم للقمة على ما بذلوه من جهود، متمنياً أن نشهد قمة ناجحة ومثمرة تسفر عن نتائج طيبة تلبى تطلعاتنا وطموحاتنا جميعاً نحو مستقبل طاقة مستدام.
وأضــاف الرئيس أن
هـذه القمة تنعقد فى
وقت بالغ الدقة تـزداد فيه جسامة التحديات التى يشهدها العالم مما يحتم علينا توحيد الـــرؤى وتضافر اجلـهـود حتـت مظلة منتدى الـــدول املـصـدرة للغاز مبـا يسهم فـى حتقيق األهـــداف املنشودة للمنظمة، إذ إن مواجهة التحديات والعقبات حتتاج إلى كثير من العمل بن مختلف األطراف، للوصول إلى نتائج مهمة وفعالة لتحقيق االستقرار فى أسواق الطاقة.
وعلى الرغم مما مر به قطاع الطاقة من حتديات، فقد شهد الطلب العاملى على الغاز الطبيعى منـواً ملحوظاً، وتعاظم االهتمام به كوقود حضارى نظيف ومنخفض االنبعاثات يلبى االحتياجات العاملية املتزايدة من الطاقة الــالزمــة لـدعـم خـطـط التنمية االقـتـصـاديـة واالجتماعية إلى جانب املساهمة فى احلفاظ على البيئة.
وأشارالرئيس السيسى إلى أن العالم يشهد حتوال هائًال فى مجال الطاقة سعياً لوضع حل جــذرى لتحدى تغير املناخ والــذى يتطلب من املجتمع الدولى اتباع نهج تعاونى على مختلف املستويات اإلقليمية والعاملية، لتعزيز القدرة على ضمان التنمية املستدامة املتوافقة مع البيئة، وتنويع مسارات وخطط االنتقال الطاقى وفقا لظروف واحتياجات كل دولة انطالقاً من مبدأ االنتقال الـعـادل واملسئوليات املشتركة متباينة األعـبـاء، األمـر الـذى يعكس استمرار احلاجة جلميع مصادر الطاقة فى املستقبل لتلبية الطلب املتزايد على الطاقة، مبا يستلزم تأمن االستثمارات الالزمة لضمان أمن الطاقة والـقـدرة على حتمل تكاليفها، وتعزيز النمو االقتصادى العاملى املستدام لعقود قادمة. ومن هذا املنطلق، فقد بادر قطاع الطاقة املصرى بتبنى رؤيـة وخطة عمل طموحة للتحول إلى مصادر منخفضة االنبعاثات وإزالــة الكربون وفقا للمحاور الرئيسية التى تشمل: إصالح دعم الطاقة، وحتسن كفاءة استهالكها، وخفض االنبعاثات الكربونية للبترول والغاز، واستخدام الغاز الطبيعى منخفض الكربون كمكمل للطاقة املتجددة، والتوسع فى إنتاج الطاقة اجلديدة والبتروكيماويات اخلضراء، والهيدروجن.
وأضاف الرئيس: انطالقاً من إمياننا الراسخ بـأن صناعة البترول والغاز هى جـزء رئيسى من احللول العاملية ملواجهة التغير املناخي، فـقـد جنـحـت مـصـر خـــالل مــؤمتــر COP٢7 بشرم الشيخ فى تأسيس منهج جديد لتعزيز دور الصناعة البترول والغاز كجزء من احلل لقضية تغير املناخ، مما ساهم فى تغير نظرة املنظمات العاملية املعنية باملناخ لصناعة الطاقة مبختلف مواردها. وقد واصل مؤمتر ٨٢POC، الذى مت عقده بدولة اإلمارات العربية الشقيقة، البناء على تلك املكتسبات، ومن أهمها تفعيل صندوق اخلسائر واألضـرار الذى مت اإلعالن عنه فى قمة شرم الشيخ، وبرنامج العمل حول االنتقال العادل للطاقة من خالل إدراج صيغة للتحول عن استخدام الوقود األحفورى بطريقة عادلة ومنظمة ومنصفة لتحقيق هدف صفر انبعاثات، إلى جانب برنامج العمل حول خفض االنبعاثات.
وأكد الرئيس أن جناح جهود التحول الطاقى واالنتقال إلى مصادر منخفضة الكربون مرهون بتوافر التمويل املناسب سواء من حيث أدواته وآلياته أو مصادره وحجمه وتيسير النفاذ إليه، إلى جانب توفير التكنولوجيات الالزمة. ويقودنا هـذا إلـى ضــرورة صياغة رؤيــة مشتركة على مختلف املستويات اإلقليمية والعاملية لضمان قدرة الـدول النامية على االلتزام مبسئوليات وتعهدات التحول الطاقي، وكذلك ضمان التزام الــدول املتقدمة ومؤسسات التمويل الدولية بتنفيذ التعهدات التى قطعتها على نفسها لصالح قطاع الطاقة واملناخ.
وتابع قائًال: من هنا يبرز دور منتدى الدول املصدرة للغاز كمنصة مهمة لتعزيز سبل التعاون بن الدول األعضاء فى مختلف أنشطة سلسلة القيمة لصناعة الغاز الطبيعى كمورد أساسى للتنمية الشاملة واملستدامة. فضًال عن إيجاد احللول التكنولوجية الفعالة واملبتكرة وال سيما من خالل معهد أبحاث الغاز التابع للمنتدى الذى مت تدشينه باجلزائر بهدف حتفيز التعاون العلمى فى مجال البحث واالبتكار من خالل املشروعات ذات االهتمام املشترك من أجل مواصلة تطوير صناعة الغاز الطبيعى مبا يعزز من مكانة الغاز الطبيعى فى عملية االنتقال نحو الطاقات املتجددة.
وجـدد الرئيس على تأكيد مصر وحرصها الدائم على العمل بشكل وثيق مع جميع الدول األعــضــاء باملنتدى لتطوير حـلـول وشـراكـات جـديـدة نحو مستقبل طاقة آمــن ومستدام. وإننى على يقن أنه من خالل التكامل والتوافق بـن دول املنتدى مـن حيث الـــرؤى واخلطط، وتوفير التكنولوجيات ومصادر التمويل الالزمة، سننجح فى توفير موارد الغاز الطبيعى بطرق أكثر مسئولية وبتأثيرات أقل على املناخ.
وقال الرئيس : إننى أتطلع فى إطار املنتدى إلـى مناقشة قضايا التحول الطاقى وخفض االنبعاثات مبا يتواكب مع التغيرات العاملية املتسارعة فى قطاع الطاقة، وكذلك العمل سوياً على مبادرات مشتركة مبا يضمن انتقاال طاقيا عادال وشامال وواقعيا، واستفادة جميع الدول من مواردها الطبيعية.