Al-Akhbar

ضاقت وبدأ االنفراج !

- كرم جبر

شاء الولى أن يكون رمضان هذا العام اختبارا حقيقيا للضيق والفرج، من أزمة معيشية طاحنة مست لقمة عيش الناس، إلى مشروع رأس احلكمة وبداية االنتعاش االقتصادى مبشروعات أخرى مماثلة.

ومن حسن الطالع أن يكون ذلك فى أيام مباركة، ال ميكن تفسيرها إال فى إطـار أن عناية املولى عز وجل، تــرعــى مـصــر وتــنـقــذ­هــا كـلـمـا ضــاقــت الــســبــ­ل، وعـنـدمـا كانت على وشك االنهيار فى أحداث يناير وما بعدها، متاسكت ووقفت على قدميها.

وهذا الكالم ليس من قبيل التصوف، ولكنه التوفيق وعدمه رغم تشابه األسباب.

فـالـرئـيـ­س مـنـذ تـولـيـه احلــكــم، لــم يـفـعـل إال العمل الـــشـــا­ق، لـبـنـاء الـــدولــ­ـة الــتــى يـتـمـنـاه­ـا ويـحـلـم بـهـا كل مصرى، فى ظل أعباء ثقيلة تنوء عن حملها اجلبال، وحتديات ومؤامرات بعضها معلن وأكثرها خفى.

وعندما جــاءت حلظة قطف الثمار، توالت األزمــات املـفـاجـئ­ــة دون ســابــق إنـــــذار، مـــن كـــورونــ­ـا حـتـى احلـــرب األوكرانية، ومخطئ من يهون من تأثيرها على األوضاع فى الداخل، فلم تكن مصر وحدها التى تعانى.

وفــجــأة ظـهـر فــى األفـــق كــائــن شــريــر اســمــه الــــدوال­ر، وأبرم حتالفات مع كل األزمات، من السكر حتى الوقود وتخفيف أحـمـال الـكـهـربـ­اء، وأصبحت األمـــور تخضع ألوامــره ونواهيه، واستغل أهل اجلشع املوقف لتعليق االرتفاعات املتتالية لألسعار فى رقبة الدوالر.

وازداد املـوقـف صعوبة بحمالت التشكيك والهجوم عـلـى اإلجنـــــ­ازات الــتــى متـــت، وحتميلها تـبـعـات األزمـــة االقـتـصـا­ديـة، ولــم يقل أحــد إن البلد كــان يهيئ نفسه الستثمارات ضخمة ال ميكن الدخول فيها، إال ببنية أساسية ومشروعات قومية كبرى.

ولم يكن أخالقيا تكثيف حرب الشماتة، والسخرية من األحـــوال املعيشية للناس، فلم يكن اإلنـقـاذ يكمن فى ذلك، وإمنا بالدراسة املتعمقة ألسباب األزمة وسبل اخلـــروج، والــوقــو­ف بـجـوار «أهــل الصبر» فـى معاناتهم اليومية مع الغالء.

اهلل ال يـــضـــيـ­ــع أجــــــر مــــن أحــــســـ­ـن عــــمــــ­ال، وحـــدثـــ­ت االنــــفـ­ـــراجــــ­ة قـــبـــل الـــشـــه­ـــر الــــكـــ­ـرمي الــــــذى تــــــــز­داد فـيـه احتياجات الناس، ورمضان فى مصر غير كل الدنيا، يـعـكـس روح الــســمــ­احــة واحملـــبـ­ــة والــتــعـ­ـايــش والـــســـ­الم، وأحــلــى مــا فـيـه الـبـهـجـة والــفــرح­ــة الــتــى تــدخــل قلوب الصغار والكبار، وكلمة «كـل سنة وأنـت طيب»، وتبادل التهانى والدعاء، من املسلم واملسيحى وكل من يعيش على هذه األرض الطيبة، ممتلئا بحب اهلل وحبيب اهلل صلى اهلل عليه وآله وسلم.

رمضان بلمسات مصرية، هو الزينات واألنــوار التى متأل الشوارع واملساجد، ولم ينطفئ نورها فى عز أزمة الكهرباء، وجبروت اجلماعة الباغية، والنور ليس التيار الـذى يسرى فى األســالك، وإمنـا ملسات إميانية هادئة، جتـمـع قــلــوب املـصـريـن­ي فــى صـــالة الـفـجـر، بــني حــالوة اإلميان وروعة الدعاء الذى ينساب على األلسنة وينبع من القلوب.

ضاقت وبدأ االنفراج وكل عام وأنتم بخير.

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt