Al-Akhbar

كتاب كله نور

- ◼ عالء عبدالوهاب

حروفه نور، آياته نور، سوره نور، تصديقا ملن أنزله على قلب مصطفاه وحبيبه، فهو سبحانه القائل: «يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نورا مبينا».. بنور القرآن، وفى نوره متضى رحلتنا عبر الشهر الكرمي، نلتمس قبسا من فيض الـقـرآن العظيم الــذى أشرقت البشرية حني امنت العلى القدير عليها، بالبراهني الهادية، واألنوار الساطعة، لتكون مبثابة مصابيح لإلنسانية، تخرجها من الظلمات إلى النور.. «قد جاءكم من اهلل نور وكتاب مبني يهدى به اهلل من اتبع رضوانه سبل السالم ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صرام مستقيم».. قد يحرص بعض من يتصدى للمسألة على إحصاء عدد املرات التى أشارت إلى مفردة «النور» فى كتابه العزيز، ناهيك عن االشتقاقات من اجلذر «ن و ر»، لكن من يدقق فى حترى األمر، يتيقن كل ما يتضمنه الكتاب اخلامت نور فى ذاته وجوهره، فى مبناه ومعناه.

ال استثناء فى ذلك: القصص وما تضمنه من عبر والقيم وما تترجمه من هدايات، واحلوادث وما حتتويه من دروس، وقبل ذلك وبعده ذاك االعجاز البديع الذى ال يستطيع أى بشر مهما بلغت بالغته أن تسمو ملجاراة كالم اهلل املنير الذى انزله ليتحدى به مجتمع كانت البالغة حرفته وصنعته، وليستمر التحدى إلى أن تقوم الساعة.

النور فى القرآن ال يقتصر «إذا» على معانى النور املباشرة، وامنا ميتد ليشمل كل ما يحتاجه اإلنسان من أمـور دينه ودنياه وآخـــرتــ­ـه. مـــا ميـــس عقيدته ومعامالته واخـالقـه وسلوكه، فالنور هنا فى العديد من اآليات يـأتـى عبر املنهج الـــذى ميثل شعل هداية، والقادر على إلهام املؤمن ما ميكنه من االستنتاج واالستنباط، من خلل حقه على التفكر والتدبر والتأمل، واألخذ باألسباب.

هكذا: فـإن الـقـرآن كله نور يهدى من يجتهد وينأى بنفسه عن املعاصى والـبـدع، ويتنكب سبل الهداية، ويحرص على احلق والعمل به، ويتجنب ما يوقعه فى اخلطيئة. بنور القرآن ميضى املرء فى طريق نور اإلميان.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Egypt